2017-02-16 | 02:56 مقالات

روماني وبرتغالي صورهما تزين بريدة!!

مشاركة الخبر      

نشرت صحيفة الجزيرة حواراً مع الشاهد التاريخي لرياضة بريدة الشيخ صالح العبودي، يوم الخميس 7 ذي الحجة 1424هـ، العدد 11445 مع الزميل سلطان المهوّس، ضمن الحوار يقول العبودي: 

 

"كان هناك مشقة في اللعب، حيث لا موارد مادية ولا مواصلات، والمجتمع كان ينظر إلى الرياضة بأنها ترف ومضيعة للوقت، ومن غير المستحب مزاولتها، بل إن بعضهم يحرّمها، وكان ذلك في بداية السبعينيات الهجرية وتحديداً عام 1374هـ؟!".

 

الرياضة في القصيم ولدت ولادة قيصرية، بعد المعاناة لسنوات طويلة من فتاوى تحريم كرة القدم ممارسة ومشاهدة في زمن "الصحوة"، وكان في ذلك الوقت توزع بالمساجد كتيبات ومنشورات تحرم الرياضة وتجرم ملابس اللاعبين القصيرة التي تظهر عورة الرجل.

 

في ذلك العصر، كان كثير من رموز الصحوة في القصيم لا يقتصر تحريمهم على الرياضة فقط، كثير من الأشياء حرمت واليوم أصحاب الفتاوى أنفسهم يمارسونها، بعد مرور الزمن أصبحت مباحة، من أهمها "التصوير"، كثير من الأسر السعودية طمست ذكرياتها وهي تمزق صورها وتحرقها لتخسر تفاصيل حياة رصدتها العدسة بنبض الفرح أو الحزن، رسمت وجوهًا تسكنها عفوية المشهد.. حرقت الصور لأنها حرام لا أكثر!!.

 

أمرها عجيب كرة القدم، تبدو لك صامتة لا تتكلم، لكنها تصنع ما يعجز عنه البشر، بعد 60 سنة وفي الأرض نفسها، القصيم التي كانت تحرمها، تجاهر بأنها تسكن قلوب أهلها وتجعلهم يحتفلون بها بالصور تحت شعار:

 

(أنا قصيمي.. أدعم سفيري).

 

أطلق نادي التعاون حملته الترويجية لمشاركة الفريق في بطولة دوري أبطال آسيا في بعض شوارع مدينة بريدة، كلفت خزينة النادي ما يقارب 500 ألف ريال.

 

وأنت تطوف اليوم في بريدة، سيستقبلك في الشوارع البرتغالي الأشقر ريكاردو ماتشادو، والروماني صاحب العيون الخضراء سان مارتين، صورهما تزين شوارع بريدة، معلقة بأعمدة الإنارة وهما يركضان بالكرة!!

 

الإنسان يتغير فكره، ويكتشف أنه في يوم ما كان ضحية وهو يسلم عقله لغيره، كم من شخص سوف يحزن لأنه قطع صوره وأحرقها وهو اليوم يشاهد روماني وبرتغالي صورهما تنبض بالروح في شوارع بريدة؟!.

 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

الباحث الفرنسي في العلوم السياسية ستيفان لاكروا، يقول في كتابه "زمن الصحوة.. الحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية": "كان رجال الصحوة ثواراً بلا قضية، حتى أتت حرب الخليج فوجدوا قضيتهم.. في الثمانينيات الميلادية شهدت السعودية حراكاً غير مسبوق، بتبني عدد من الدعاة مصطلح "الصحوة السعودية"، بحجة إيقاظ الناس من غفوتهم".

 

 

قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:

 

كم من شخص كان في غفلة وقطع صوره وأحرقها، واليوم في بريدة يشاهد صور روماني وبرتغالي؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً.