تطهير الإعلام الرياضي!!
بعد تسرب معلومات تشريع نظام جديد لمجابهة التعصب الرياضي والتصدي له، بتكاتف العديد من الجهات المعنية، تحول كثير من رموز التعصب في الرياضة السعودية إلى أنصار لهذا القرار الذي يستهدفهم، وكأنهم لا ذنب لهم، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب!!.
اللافت في الأمر، أن التعصب الرياضي أصبح وكأنه كرة من لهب، كل طرف يرميها إلى الآخر، وأصبح كالمثل العربي:
(الدم يتفرق بين القبائل!!).
حتى لا يعرف من المذنب الحقيقي في هذه الظاهرة التي تهدد وحدة المجتمع، كل ما أخشاه أن يصبح التعصب الرياضي مثل الزئبق، نراه ولا نستطيع أن نمسكه بسهولة.
من الواضح أن الجهات المعنية حريصة على إقرار برامج توعوية لتثقيف الرياضيين بمخاطر التعصب، لا أغفل أهمية التوعية، لكن لا قيمة لها في حالة عدم تجفيف منابع التعصب الرياضي، يجب أن يكون هناك قرارات صارمة لتطهير الوسط الرياضي من الشوائب الإعلامية التي لا تستحق أن تمنح منبراً مرئيًّا أو مقروءًا، لإشعال الفتن بين الجماهير الرياضية.
في علبة الدخان مكتوب تحذير:
(التدخين مضر للصحة وسبب رئيسي للإصابة بمرض السرطان).
المدخن يقرأ العبارة التوعوية ولا يهتم بها؛ لأن التوعية وحدها لا تكفي، من هذا الجانب يجب أن يصاحب التوعية في ملف التعصب الرياضي قوة النظام في معاقبة كل إعلامي متعصب بالقانون.
لا يبقى إلا أن أقول:
رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد يملك مشروعًا وطنيًّا طموحًا لإعادة الإعلام الرياضي إلى مساره الصحيح لتحقيق المصلحة الوطنية.
إطلاق اتحاد الإعلام الرياضي وتحويل إدارة الإعلام والنشر في الهيئة إلى وكالة، وتعيين صاحب الكفاءة والخبرة الزميل رجاء الله السلمي في هذا المنصب، نقلة نوعية في الإعلام الرياضي، لضمان نجاح كثير من المشاريع التي تعكف عليها الهيئة العامة للرياضة. في الوقت الراهن من الضروري دعم وزارات الداخلية، التعليم، الثقافة والإعلام، وهيئة الإعلام المرئي والمسموع، وغيرها من الجهات المعنية ذات العلاقة؛ لتنسيق قيام كل جهة بدورها في ظل تعاون المجتمع، لتصبح رياضة الوطن جاذبة وقادرة على التطوير.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل ستنجح الهيئة العامة للرياضة في مشروع التصدي لظاهرة التعصب الرياضي؟!..
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..