2017-04-03 | 02:56 مقالات

البطل يهزم مرضه!!

مشاركة الخبر      

بعد فوزه في أولمبياد سيدني 2000م، أصبح الأسطورة ستيف ريدجريف اللاعب البريطاني الوحيد الذي يفوز بخمس ميداليات ذهبية أولمبية متتالية في رياضة التجديف.

 

الميدالية الخامسة يعتبرها البطل هي الأثمن في تاريخه الرياضي؛ لأنها تحكي قصة عظيمة من العزيمة.

 

تفاصيلها:

 

كثير من الناس لا يدركون أن ستيف ريدجريف حقق هذا الانتصار النهائي ضد كل الصعاب، قبل ثلاث سنوات من دورة الألعاب الأولمبية في سيدني، اكتشف أنه مصاب بمرض السكري.

 

في نوفمبر 1997م، بعد تدريب يوم شاق شرب أربع قوارير من الماء، لكن شعر بأنه ما زال يعاني من العطش، حينها أدرك أن شيئاً لم يكن صحيحًا في وضعه الصحي.

كان جد ستيف مصابًا بمرض السكري، وبالتالي فإنه لم يكن جاهلاً بتاريخ عائلته المرضي.

 

الطبيب المرافق لفريق التدريب أجرى له اختبار مستوى الجفاف في الجسم، وتحليل مستوى السكر في البول، وفور صدور نتائج التحليل إيجابية نصحه بزيارة طبيب مختص في مرض السكري. الأسطورة البريطانية وهو يشعر بالحزن اتصل على زوجته الطبيبة، واقترحت عليه الذهاب لرؤية طبيب العائلة.

 

الطبيب المختص بعد الفحوصات الطبية أعلن ضرورة تناول الأنسولين؛ لأن جسد ستيف يعاني عدم إفراز الكمية الكافية من الأنسولين، كان حينها البطل الأولمبي يبلغ من العمر 35 عامًا عندما تم تشخيصه مصابًا بمرض السكري، أصيب بالحزن، واعتقد نهاية حياته المهنية وعدم قدرته الصحية على المشاركة في أولمبياد سيدني.

 

الكثير ممن حوله، نصحوه بعدم المخاطرة بصحته، وأنه ليس في حاجة إلى المشاركة في الأولمبياد، خاصة أنه يملك أربع ميداليات ذهبية أوليمبية.

 

رفض كل هذه النصائح وقال للطبيب:

 

أنا أحلم بميدالية ذهبية خامسة في سيدني!!.

 

فرد الطبيب عليه قائلاً:

 

ليس هناك سبب لعدم تمكنك من تحقيق أحلامك!!.

 

صمم الطبيب نظامًا غذائيًّا منخفض السكر لهذا البطل العظيم، لكنه سرعان ما وجد أنه لم يكن لديه الطاقة لتنفيذ التدريب الشاق للتنافس على أعلى مستوى.

 

كان هذا الأسطورة قبل إصابته بالمرض ملتزمًا بنظام غذائي يومي يحتوى على نسبة عالية من السكر، تصل إلى 6000 سعرة حرارية، تساعده على أداء تمارين عالية الجهد.

 

قرر الطبيب السماح له بالعودة للنظام الغذائي السابق، مع ضبط جرعة الأنسولين بشكل دقيق.. أغلب المرضى بمرض السكري يقومون باختبار نسبة السكر في الدم مرة واحدة في اليوم، لكن هذا الأسطورة العالمية كان يحلل لنفسه 10 مرات يومياً؛ للتأكد من سلامة حالته الصحية في ظل نظامه الغذائي غير المناسب لأي مصاب بمرض السكري، لكنه كان يحرق هذه السعرات الحرارية العالية بتمارين شاقة.

 

ذهب إلى أولمبياد سيدني وأمام عينيه حلم الميدالية الذهبية الخامسة، لم يكن يعرف منافسيه بمرضه؛ لأنه أخفى إصابته بالمرض عن الإعلام والجماهير.

 

حان وقت السباق، يجدف بقاربه ويسكن جسده المريض عزيمة البطل، يهزم كل منافسيه ويحقق الميدالية الذهبية الخامسة في تاريخه في رياضة التجديف.

 

تفاجأت وسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي بأن الأسطورة ستيف ريد جريف حضر وبجواره الطبيب الذي يعالجه، وصرح قائلاً:

 

"اليوم وفي عنقي ميدالية الذهب، يعود الفضل لهذا الطبيب؛ لأنه لو ذهبت لغيره كان سيرفض مشاركتي في أولمبياد سيدني".

 

يقول هذا البطل العالمي:

 

لقد اتخذت قرارًا بأن مرض السكري كان سيعيش معي، وأنا لن أعيش مع مرض السكري!!.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

هكذا الأبطال يقهرون المستحيل لتحقيق أحلامهم، أكتب هذه القصة لكي أعلقها على جدار غرفة نوم كل رياضي من برنامج رياضيي النخبة باللجنة الأولمبية السعودية؛ لكي يدركون أن هؤلاء الأساطير لم تكن طرقهم لمنصات الذهب مفروشة بالورود.

 

كثير من العقبات ستكون في طريقكم، لكن بالحلم والعزيمة والتدريبات الشاقة والالتزام بالنظام الغذائي المناسب لرياضتك التي تمارسها، وعدم السهر، كل هذه الأمور سوف تمهد لك الطريق لمنصات الذهب، وكل لحظة تحدث لنفسك قائلاً:

 

"عازمون على الفوز".

 

قبل أن ينام طفل الـــ هندول يسأل:

هل نملك رياضيًّا في السعودية يملك عزيمة الأسطورة ستيف ريدجريف؟!.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا الرياضية.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..