2017-04-05 | 03:23 مقالات

الإبلاغ عن حالة "التعصب الرياضي"!!

مشاركة الخبر      

نشرت صحيفة "الرياضية" يوم السبت الماضي في صفحتها الأولى هذا العنوان: (غداً.. تبدأ محاصرة المتعصبين).

 

وفي تفاصيل الخبر كتب بالنص: "يبدأ غداً الأحد، رصد الإســـاءات في الوســـط الرياضي، إذ أوكلت لجنة معالجــــة حدة التعصب الرياضي والإساءات الإعلاميـــة مهمـــة رصد التجــــاوزات والإســــــاءات، إلى هيئة الإعلام المرئي والمسموع". 

 

وفي نفس السياق الزميل سلطان الحارثي نشر أمس الثلاثاء في صحيفة الجزيرة خبراً تفاصيله: (أكد إبراهيم الرميح، المتحدث الرسمي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بأن عملية الرصد والمتابعة ستبدأ خلال هذا الأسبوع). 

 

وقال في تصريح خص به الجزيرة: "سنقوم برصد ومتابعة جميع البرامج الرياضية التي تستضيف نقاداً وكتاباً وإعلاميين وصحفيين سعوديين رياضيين من خلال القنوات الرياضية السعودية والقنوات الفضائية الخاصة، التي تملك تصريح مكتب تمثيل من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع داخل المملكة، بالإضافة إلى رصد ومتابعة جميع مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الورقية والإلكترونية."

 

وأضاف: "سيُحال الإعلاميون المخالفون إلى اللجنة الإعلامية الابتدائية، التي تبت في مثل هذه المخالفات، وتصدر الأحكام القضائية المناسبة للحد من ظاهرة التعصب الرياضي".

 

عندما تقارن بين الخبرين المنشورين في "الرياضية" والجزيرة، الأولى الأحد تبدأ محاصرة المتعصبين، والثانية في خبرها المنشور أمس الثلاثاء على لسان الجهة المعنية بعملية الرصد والمتابعة ستبدأ خلال هذا الأسبوع!!. نصدق من "الرياضية" أم "الجزيرة"؟.

 

صحيفتان هي عينان في رأس بالنسبة لي شخصياً، لن أميل مع إحداهما ضد الأخرى، لأن القلب ينبض لهما سوياً بالحب، الجزيرة هي مسقط الرأس وولادتي الإعلامية، و"الرياضية" أعيش اليوم في أحضانها ومصدر الرزق.

قال أبو تمام:

 

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأولِ.

كم منزل في الأرض يألفه الفتى .. وحنــــينه أبداً لأول منزلِ.

 

وقال العلوي الأصبهاني:

دع حب أول من كلفت بحبه .. ما الحب إلا للحــــــبيب الآخرِ.

ما قد تولى لا ارتجاع لطيـبه .. هل غائب اللذات مثل الحاضرِ.

 

ويرد على أبو تمام والأصبهاني شاعر آخر يقول:

قلبي رهين بالهوى المقتــــبل .. فالويل لي في الحب إن لم أعدل.

أنا مبتلى ببليتين من الهـــوى .. شوق إلى الثاني وذكـــــــر الأول.

 

القاضي لا يحكم في القضايا التي فيها طرف تربطه به صلة مباشرة أو مصلحة، في هذه القضية لن أصدر الحكم، وسأجعل القارىء هو القاضي هنا: من تصدق خبر "الرياضية" أم الجزيرة؟!.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

لجنة معالجـة حدة التعصب الرياضي والإساءات الإعلاميـة تضم جهات عديدة، وزارة الداخلية، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التعليم، الهيئة العامة للرياضة، الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. 

حتى لا تتضارب التصريحات الإعلامية الصادرة من كل جهة دون التنسيق بين الأطراف، كما حدث في الخبرين المنشورين في صحيفتي "الرياضية" والجزيرة، أقترح تعيين متحدث رسمي لهذه اللجنة، إلى جانب ذلك يفترض إشراك الجماهير الرياضية في هذا العمل الوطني بتخصيص موقع للإبلاغ عن حالة "التعصب الرياضي"، أي مادة إعلامية مسيئة يتم التبليغ عنها، كما تفعل وزارة التجارة والاستثمار في منح المستهلك سلطة الإبلاغ عن حالة غش تجاري، إلى جانب دور الجهة الرسمية الرقابي، الجماهير الرياضية هي أفضل رقيب لأنها هي المتضرر الأول من التعصب الرياضي.

 

قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:

هل سوف تمنح الجماهير الرياضية سلطة الإبلاغ عن حالة "التعصب الرياضي"؟!.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.