ثروة فوق الأرض!!
يقول الفيلسوف المصري الدكتور مصطفى محمود:
"في اليابان تعداد تجاوز 120 مليونًا في مساحة أصغر من مصر، ومع ذلك لا مجاعة ولا فقر، بل فائض يزيد على الفائض الأمريكي في بلاد ليس فيها بترول ولا فحم ولا حتى خام الحديد، ولكن فيها أثمن كنز: الإنسان".
الإنسان أعظم ثروة فوق الأرض، لن تتطور أي أمة إلا بزرع بذور الاهتمام والرعاية في أجساد أطفالها، سنوات طويلة والصراع بين المختصين حول الموهبة في أي مجال:
هل الموهبة تولد مع الإنسان أم تصنع؟!
في هذا الجانب، الكاتبة والأكاديمية الإماراتية الدكتورة رحاب الكيلاني تقول:
"الرسام والنحّات والرياضي والموسيقي لا تبرز مواهبهم إلا بالتدريب والمثابرة، والجد في التمرين، وتنمية الموهبة وشحذها، فما قيمة الفنان دون أدواته، وهل يصير نجوم الرياضة أبطالاً دون تدريب مضنٍ وتمارين قاسية؟."
الرياضة في هذا العصر تحولت إلى صناعة، الموهبة الرياضية تمر بمراحل عديدة مثل أي منتج في مصنع، المراحل الثلاث التي تعيشها المواهب الرياضية:
الاكتشاف، التطوير، والرعاية.
هذا المنتج الرياضي لكي تحقق الأرباح منه يحتاج إلى أن يكون استثمارًا طويل الأجل، تحول جديد في الفكر الرياضي السعودية نلمسه اليوم من خلال الفكر التطويري الذي يقوده رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد، هذا الفكر في المؤسسة الرياضية يرتكز على استثمار الإنسان رياضياً، من خلال احتضان المواهب الرياضية في مشروع وطني في الألعاب المختلفة، تتكفل اللجنة الأولمبية برياضيي النخبة، وفي كرة القدم يشرف الاتحاد السعودي لكرة القدم على مشروع قطر 2022، تناغماً مع الرؤية التي أطلقها الأمير عبد الله بن مساعد في هذا المشروع قبل عام ونصف.
الاتحاد السعودي لكرة القدم وقع أمس الأول وقع عقد مع شركة الاتصالات السعودية لرعاية دوري تحت 14 سنة، من خلال تصفيات أولية ونهائية تشمل جميع مناطق المملكة سيتم خلالها اختيار 40 موهبة رياضية في كرة القدم لخوض دورات تدريبية داخل أكاديميات نادي مانشستر يونايتد ونادي ريال مدريد الإسباني، وستقام مباراة نهائية على ملعب البانابيو، وسوف يشرف على هذه المواهب مدربون عالميون وكوادر وطنية مختصة في صقل المواهب الرياضية في المراحل السنية.
لا يبقى إلا أن أقول:
على الرغم من القضايا الساخنة التي تحاصر الاتحاد السعودي لكرة القدم وملفات شائكة، إلا أننا نعيش عصرًا ذهبيًّا جديدًا في رياضة الوطن، من خلال مجلس إدارة اتحاد، يملك الرؤية والتخطيط والتطوير.. العادلان عزت والبطي توأم سيامي متناغم، يلعبان دورًا كبيرًا لنهضة كرة القدم السعودية، رئيس وأمين بينهما النائب ياسر المسحل النابض بروح الشباب المنتج، إلى جانب أعضاء مجلس إدارة يعملون بروح الفريق الواحد.
وراء كل نجاح عظيم جهود جبارة تبذل، مدير إدارة تطوير كرة القدم عضو مجلس إدارة الاتحاد طلال آل الشيخ، خبرات السنوات الطويلة في هذه اللعبة محلياً وقارياً، وممارسة ميدانية على أرض الميدان في الأندية والمنتخبات، يترجمها اليوم من خلال إشرافه على مشاريع تطويرية، تهتم بالمواهب إلى جانب تطوير المدرب الوطني بدورات تتلاءم مع المرحلة الحالية؛ من أجل تحول كرة القدم إلى صناعة تبدأ من الأساس وتدعمها شراكات استثمارية قوية.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل أدركنا أن المواهب الرياضية ثروة فوق الأرض يجب استثمارها؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..