2017-04-19 | 03:08 مقالات

الأمراء المتعصبون !!

مشاركة الخبر      

(المتعصبون صور فاتنة للعامة، لأن البشر يفضلون رؤية إيماءات تافهة بدلاً من أن يسمعوا صوت العقل). الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، شخّص هكذا علاقة الجماهير بالمتعصب بأن تقدس رأيه الشاذ على حساب رأي العقلاء!!. 

 

التعصب الرياضي مثل الإنفلونزا، عدوى تصيب الإنسان تنتقل من شخص لآخر دون تمييز، هل هو فقير أم غني، مواطن أم أمير؟ 

 

أعراض (التعصب الرياضي) التي يصاب بها الأمير لا تختلف عن المواطن، لكن ضرر الأول أكبر وأسرع انتشاراً من الثاني، لأن مكانته الاجتماعية تمنحه امتيازات كثيرة لتجعل تعصبه الرياضي أكثر خطراً!!

ومن يقرأ التاريخ الرياضي السعودي يدرك أن في الفترة الماضية حكومتنا الرشيدة كانت أكثر من مرة في صف المواطن ضد الأمراء المتعصبين رياضياً، خير شاهد على ذلك في إبريل 2015م تطاول أمير على زميل إعلامي بكلمة (عنصرية) تشكك في أصله، فكانت العقوبة سريعة من المقام السامي بمنع الأمير من الظهور إعلامياً في أي وسيلة إعلامية، والانتصار للمواطن على حساب الأمير. جيل جديد من الأمراء الشباب اليوم يسكنون في عالم (تويتر) مهووسون بالشهرة السريعة وزيادة المتابعين من خلال تغريدات تفوح برائحة التعصب الرياضي تنتشر سريعاً بين الجماهير وهم يرددون له: اجلد يا أمير... اجلد يا أمير!!.

 

شهوة الشهرة ليس من السهل مقاومتها عند البعض خاصة عندما تجد جماهير تعزز لك وتجعلك (جلاد تويتر)، هذه الشهرة المزيفة تضر صاحبها وتحرق كل أوراقه.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

في هذا الوطن العظيم حكومتنا الرشيدة لا تفرق بين مواطن وأمير في ميزان العدل، وكل مخطئ سينال عقابه بالقانون. ما يجعلني أقلق هنا، أن الأمراء المتعصبين رياضياً يزداد عددهم يوماً بعد يوم، وكل أمير تحرقه الرياضة بالتعصب سوف نخسره في المستقبل في أي منصب لأن علاقة الثقة بينه وبين المواطن اهتزت. مع كل هذا الأغلبية من الأمراء في مواقع التواصل الاجتماعي تغريداتهم ناضجة وجميع الجماهير تقدرهم وتحترمهم.

 

ليس عندي أي شك أن أي أمير يثير أزمة بتعصبه الرياضي سوف يعاقب بالقانون، لكن الأمر أبعد من ذلك، نحتاج إلى قرار يصحح الوضع الراهن حتى لا تزداد الخسائر، لا نريد أميراً جلاداً في تويتر، نريد أميراً يغرد بالعقل والحكمة لا أكثر...

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل من قرار يصحح أوضاع الأمراء المتعصبين رياضياً ؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.