هل في رياضتنا جن؟!
في طفولتي كانت قصص "الجن" تحتل مساحة واسعة من تفاصيل حياتي، بيتنا الشعبي في الحي القديم لا تصل إليه إلا بعبور الأزقة الضيقة المخيفة ليلاً، ظلام يسكن الحي، والبيت المهجور أمام بيتنا موطن الرعب.
كنت كغيري من أطفال الحي لا نسير ليلاً إلا في شهر رمضان؛ لأننا نؤمن بأن الجن تحبس في الشهر الفضيل.. هكذا يعني رمضان لنا كأطفال شهر الشجاعة.
هاهو رمضان يطل علينا؛ فتذكرت "جن" حارتنا القديمة.. فسألت نفسي: هل في رياضتنا جن؟!.
وهل هناك "جني" خفي يعبث برياضتنا ويقودها لنفق مظلم؛ لأن طبيعة الجن تحب الظلام؟!.
ولا يخفى على أحد قصص "الدنبوشي" في ملاعبنا؛ فالطلاسم والشعوذة في كرة القدم "ورث" إفريقي، وهذا الإرث وراء تسمية السحر الرياضي بمصطلح "الدنبوشي"، وهو أسلوب يتكئ على الوهم وسط خزعبلات بأن الجن لهم الأثر والتأثير في نتيجة المباريات.
في هذا الجانب قبل فترة وجيزة في مداخلة تلفزيونية، كشف الكابتن عبده عطيف عن وجود لاعبين يستخدمون "السحر" لإصابة لاعبين أو الفوز في المباريات.
ولعل أشهر قضية "سحر" في ملاعبنا كشفها "هدهد" الإعلامي أحمد الفهيد قبل 3 سنوات، وهو يعلن أن نادي النصر "مسحور"، فلجأ النادي لقراءة القرآن في منشآته لطرد "الجن".
لِمَ لا يكون هناك "جني" حقيقي وراء تدهور رياضتنا ونتائج منتخبنا السعودي؟!.
"خلينا نعلق الشماعة ونورط الجني" في عدم تأهلنا لكأس العالم منذ سنوات، ولماذا لا يكون الجني وراء عشوائية مؤسستنا الرياضية؛ لا خطط مدروسة ولا بنية تحتية.. يبدو أنه ليس جنياً صغيراً، بل "مارد" صاحب سلطة يعبث في رياضتنا كيفما شاء دون حسيب ولا رقيب!!.
لا يبقى إلا أن أقول:
كلما تأملت حال رياضتنا بعدم تخطيط الأندية والعشوائية، تذكرت كلمات الشاعر محمد بن الذيب وهو يقول:
هذا الليل معنا جن بسم الله الرحمن
تعوذ من الشيطان والنيه.. النيه
لن تطور رياضة وأنديتها ولاعبوها يؤمنون بأن "الجن" هي من يتحكم في نتائج المباريات وتحقيق البطولات، أنديتنا ورياضتنا ليس مصابة بمس الجن، بل مصابة بمس العشوائية وعدم التخطيط؛ لذلك يعلق بعض اللاعبين الفاشلين والأندية المقصرة فشلهم على شماعة أنهم مسحورون وهناك "دنبوشي"!!.
لا أنكر وجود الجن ولا السحر، بل المقصود ألا نعلق الفشل على أعذار وهمية لا يقبلها العقل.
سكنهم في مساكنهم يا الله... وأعوذ بالله من كل جني..
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل في رياضتنا جن؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..