2017-06-16 | 04:19 مقالات

طارق العلاقي.. شهيد الوطن

مشاركة الخبر      

الأوطان يرتوي ترابها بدماء شعبها، لا وطن مثل الوطن الذي تموت من أجله.

 

لا شرف يعدل أن تموت من أجل أرض وطنك، لا فخر يعدل أن تكون مثل "طارق العلاقي".

 

أصيب قبل سنتين ودخل العناية المركزة في مواجهة الإرهابيين بالعوامية، أول ما فاق ونزع الطبيب الأجهزة قال لمن حوله أعيدوني إلى الميدان، أين خوذتي وسلاحي، لا راحة إلا بأن ينعم الوطن بالاستقرار.

 

قالوا له يا طارق:

 

حان الوقت لترتاح من العمل في هذا المكان الذي أصبت فيه، اختار أي مكان تريد بجوار أسرتك في جازان، أو أي مكان تحب.

رد عليهم الشهيد:

 

لا راحة تسكن قلبي مثل راحة أن أكون في جبهة ضد الأعداء أدافع عن تراب الوطن، إما أن أموت شهيداً، أو أقتل كل إرهابي يهدد أمن الوطن.

 

عاد الشجاع الرائد طارق العلاقي إلى نفس المكان الذي أصيب فيه ليرسل رسالة لكل أعداء الوطن بأن جنودنا البواسل أرواحهم فداء لهذه الأرض الطاهرة.

 

طارق لم يمت ويسقط، بل استشهد وارتفع مع الرسل والنبيين بمشيئة الله، طارق حي يرزق، طارق عطر حياته بدم الشهادة لتبقى قصة شجاعته تروى للأبد يرثها الأجيال.

 

لا غرابة أن يكون الشهيد طارق العلاقي مثالاً لحب الوطن، أبوه المربي الفاضل الأستاذ عبد اللطيف العلاقي، شخصية وطنية كل من يعرفها يدرك حجم حبها لهذا الوطن، أب زرع في طلابه وأبنائه أن لا شيء يعدل حب الوطن والتضحية من أجله.

 

أم طارق لم تختلف عن أبيه وهي تستقبل الشهيد بزغاريد الفرح وأي أم كهذه الأم العظيمة لا غرابة أن يكون الشهيد رضع منها حب الوطن.

 

أسرة آل العلاقي في جازان أسرة علم وثقافة، من أوائل الأسر في المنطقة التي شد أبناؤها الرحال من أجل طلب العلم داخل الوطن وخارجه، على سبيل المثال وزير الدولة الدكتور مدني العلاقي، أحد أفراد هذه العائلة الكريمة التي خدمت الوطن في جميع المجالات.. مثل هذه الأسرة العظيمة تستحق أن تنال هذا الشرف، الشهادة من أجل الوطن، إنه وسام طارق على صدورهم فخراً للأبد.

 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

قيادتنا الرشيدة لكل شهيد في قلبها موطن، ترجم هذا الحب الأمير محمد بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة جازان وهو ينحني على ركبتيه ليقبل رأس الشهيد الرائد طارق العلاقي قبل الصلاة عليه في المسجد، وفي المقبرة كان نائب أمير جازان يمثل حكومتنا الرشيدة وهو يحمل بيده جسد الشهيد الطاهر إلى القبر ليشارك أهله ومحبيه الدفن في مشهد يجسد لك أن ولاة أمرنا يقدرون ويحبون كل شهيد يدافع عن هذه الأرض الطاهرة.

المشهد كان مهيباً، والناس من كل شبر في المملكة يشدون الرحال إلى جازان ليشاركوا في عزاء شهيد الوطن، ليدرك الأعداء أن دم الشهيد يربطنا ببعضنا ويزيدنا قوة وتلاحماً.

اليوم الجمعة يوم مبارك، شهر فضيل، وليلة الخير نسأل الله أن يسكن شهيد الوطن الرائد طارق العلاقي فسيح جناته، وأن يكون شفيعاً لأهله.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.