نصف مخك يا عدنان تبرع لجيرانك!!
الزميل عدنان جستنية يقول:
"أرى أن الزميل إبراهيم بكري تمكن من خلال أدواته الكتابية وبحسه الصحفي، من سحب الأهلاويين من الغرف المغلقة والمظلمة إلى الهواء الطلق النقي؛ لـ"يتنفسوا" الحرية التي لم "يتعودوا" عليها في زمن "ماضٍ، وهو تحول جزئي بات ملحوظاً في تركيبة أهلي كان في فترة سابقة "ممنوعًا" من اللمس والاقتراب من نجومه ورموزه، إلا أنه بعد تجديد".
شفت يا أبو فارس تكون نيتك طيبة وفعل الخير وتخرجهم من الغرف المظلمة إلى النور، ومن عتمة الظلام إلى ضوء الشمس، وتعمل لهم لفة على الكورنيش ببلاش، علشان يتنفسوا الحرية وهم يرفضون أوكسجين الحياة في الهواء الطلق، اعتادوا على العزلة في القلعة الخضراء.
وأنت تقرأ مقال الزميل عدنان جستنية أمس "الأهلاويون "تنفسوا" الحرية" في زاويته "همس الحقيقة"، تتنفس في حروفه العبارة الشهيرة لــ"مصطفى لطفي المنفلوطي":
"الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس".
طيبة القلب في أبو فارس الاتحادي، جعلته يهتم بجيرانه الأهلاوية في موقف نبيل، يجسد لك أن جارك عندما ينحرف عن مساره في النقد مسؤوليتك أن ترشده إلى طريق الحق بدلاً من الضلال.
يا عدنان.. حالة التوتر التي يعيشها الإعلام الأهلاوي مع كل رأي مخالف ينتقد فريقهم تضر ناديهم أكثر من أن تحقق مصلحته، تستغرب عندما تجد زميل مهنة أهلاويًّا يصرح قائلاً:
ليش إبراهيم بكري كل مرة ينتقد الأهلي.. القوة الناعمة.. نشيد الأندية.. سحب البطولات المشبوهة.. تبرعات سيدة الأعمال الأهلاوية... ووووو.
أنا ضد تصنيفات الإعلاميين لأنفسهم، يفترض أن تكون إعلامي رياضة وطن وليس أسيراً تحت ألوان نادٍ معين، يقول إبراهام لنكولن:
"لا أحد يحب قيوده ولو كانت من ذهب".
يا عم إبراهام إلا بعض الإعلام الأهلاوي في يدهم قيود من وهم أن ناديهم قلعة يرفضون أي أحد يقترب منها، حتى إن كانت نيته طيبة.. النقد للإصلاح لكي لا تنهار هذه القلعة الخضراء على رؤوسهم.
يا عدنان.. الحالة النفسية التي يعيشها الإعلام الأهلاوي مع كل نقد يتعرض له ناديهم أمر طبيعي.. من يقرأ تسلسل هذه الأعراض المرضية في عدم تقبل الرأي الآخر يدرك أن ما يقوم به بعض الزملاء أمر طبيعي بسبب القصة الشهيرة إعلامياً، عندما وصف أحد رموز الأهلي الإعلام الأهلاوي بمصطلح "خيخة".
منذ هذه القصة الشهيرة التي تعود أسبابها إلى أن المسؤول الأهلاوي يعتقد أن إعلام ناديه ضعيف، مقارنة بإعلام الأندية الأخرى في الدفاع عن حقوق ناديهم، أصبح الزملاء في الإعلام الأهلاوي يدافعون بطريقة غير لائقة.
كثير من الزملاء في الإعلام الأهلاوي تحترم رأيهم، ويملكون الوعي الكبير، لكن المؤسف أن صوت الضجيج يعلو على صوت الحكمة في هذه القلعة الخضراء، من يتصدر المشهد اليوم في الإعلام الأهلاوي ليس بأحسنهم علماً وثقافة، بل أقلهم كفاءة؛ وهذا ما جعلهم مع كل نقد لناديهم يرتعشون، يزبدون، ويرعدون.
الإعلام ليس عربجية وتعارك بالأيادي، الإعلام حوار أفكار من يملك الحجة والبراهين سوف ينتصر لأفكاره، انتهى زمن الصوت العالي، اليوم القارئ أكثر وعياً من الإعلامي نفسه، يستطيع أن يميز ما بين الرأي الحر والرأي المكبل بقيود ناديه الوهمية.
لا يبقى إلا أن أقول:
طفل الهندول مثل أي طفل، لما يكبر عنده أحلام كثيرة، يصبح طيارًا أو ضابطًا، لكن أمس هو يقرأ مقال الزميل عدنان جستنية "الأهلاويون.. تنفسوا الحرية"، أصبح يحلم بأن يكون طبيب مخ وأعصاب.. قد تسأل ليش؟!
هذا العمق في تحليل مقالنا "أموال سيدة الأعمال الأهلاوية"، من قلم خبير بحجم أبو فارس وقراءة المشهد من خارج الصندوق بحرفية عالية، يجعلك تتمنى لو يتبرع بنصف مخه لبعض الإعلام الأهلاوي، الذي عجز أن يقرأ المقصد الوطني لهذا المقال، الذي يصب في مصلحة الأهلي قبل غيره.
هؤلاء جيرانك يا عدنان وهم يطلقون على أنفسهم "المجانين".. افعل فيهم خيرًا وتبرع بنصف مخك صدقة جارية، واترك البقية لمشرط الطبيب طفل الهندول يفتح رؤوسهم ليزرع فيها عقل عدنان جستنية الواعي في قراءة هذا المشهد.
تصدق يا عدنان صاحبك رفيق دربك.. ما يكفيه النصف.. ممكن تعطيه زيادة.. هو كبيرهم.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل يوافق عدنان جستنية بالتبرع بــ "نصف مخه" للمتوترين في الإعلام الأهلاوي؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..