منتخبنا عقدها حسابيا!!
يقول آرثر إدينجتون عالم فيزياء:
"تعلمنا الرقم "1"، وبالتالي كان من السهل علينا تعلم الرقم "2"؛ لأن: "1+1=2"، ولكننا بعد ذلك اكتشفنا أن المسألة أكبر من ذلك بكثير".
حقاً المسألة أكبر من ذلك بكثير.. حصد منتخبنا 16 نقطة كان من السهل على صقورنا الخضر في مباراة الإمارات تعلم الرقم "3"، يمنحهم صدارة المجموعة بــ 19 نقطة مؤقتاً قبل مباراة اليابان وأستراليا.
الرقم "3" في كرة القدم له ثمنه يحتاج إلى عرق وجهد وروح وإخلاص ومن يقصر في المستطيل الأخضر تعاقبه المستديرة بالرقم "صفر" رقم ميت لا قيمة له في جمع النقاط.
"16+3=19" هذه المعادلة الحسابية سهلة كانت في كل بيت بالسعودية تعني الشيء الكثير لتحقيق حلم المونديال، على الورق قبل مباراة منتخبنا السعودي مع المنتخب الإماراتي حسب ترتيب المجموعة النقطي حسابياً كانت فرصة الصقور الخضر سهلة للتحليق في سماء كأس العالم بروسيا 2018م.
هذا الإفراط في التفاؤل والثقة في فوز منتخبنا كان له مسبباته وفقاً لمشوار المنتخبين السعودي والإماراتي، في التصفيات الفوارق كثيرة نقطياً وفنياً لصالح منتخبنا، إلى جانب ذلك الظروف الطارئة التي عاشها المنتخب الإماراتي قبل المباراة من غياب نجمه الأول عموري وصخرة الدفاع إسماعيل أحمد ولاعب الطرف السريع إسماعيل الحمادي، هؤلاء الثلاثة عمود فقري للمنتخب الإماراتي ومصدر قوته.
لياقياً منتخبنا الأكثر جاهزية، خاض اللاعب السعودي جولتين في دوري المحترفين، إلى جانب مشاركة لاعبي الهلال والأهلي في البطولة الآسيوية وفي الجانب الآخر اللاعب الإماراتي لم يلعب أي مباراة في الدوري المحلي، باستثناء لاعبي فريق العين مباراة واحدة ضد الهلال آسيوياً، كل هذه العوامل كفيلة بأن تجعل اللاعب السعودي أكثر جاهزية فنياً ولياقياً مقارنة بعناصر المنتخب الإماراتي.
هكذا كان المنطق يقول على الورق إن المنتخب السعودي سوف يهزم الإمارات، لكن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، هذه المستديرة لها طقوسها الخاصة تخالف كل التوقعات، اللاعب السعودي نزل مخدرًا بالفوز واللاعب الإماراتي مسلح بالروح وانتصر المخلص في الملعب وخسر الأفضل حسابياً على الورق.
لا يبقى إلا أن أقول:
"بقدر ما تشير الحقائق الرياضية للواقع بقدر ما تكون غير مؤكدة، وبقدر ما تكون مؤكدة بقدر ما تكون غير واقعية". "آلبرت آينشتاين".
هكذا يرى آينشتاين الأرقام في الرياضيات غير مؤكدة وغير واقعية هذه القناعة لا تنطبق على ما يعيشه منتخبنا السعودي اليوم أصبح للرقم قيمة كبيرة في سلم الترتيب نقطة واحدة تخسرها كفيلة بأن تحطم أحلام شعب وطن بأكمله.
ما في شك الخسارة من الإمارات عقدت مشوار منتخبنا حسابياً لتحقيق حلم المونديال لهذه الهزيمة مسببات كثيرة منها فنية وإدارية، مع كل هذا ما زال للأمل بقية لا مستحيل داخل المستطيل الأخضر في مباراة اليابان.. قاتلوا في الملعب لا أكثر..
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
لماذا منتخبنا "عاد صفر اليدين" من الإمارات؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك...