2010-05-16 | 18:00 مقالات

أفتار

مشاركة الخبر      

في زيارة للبحرين مع عائلتي كانت تسبقنا الدعاية الكبيرة لفيلم أفتار فتوجهنا لدار السينما ( أتمنى سرعة فتح دور السينما في المملكة فهي بعد اقتصادي وترفيهي جميل ) وانتظمنا لمشاهدة هذا الفيلم ولاحظت أن الفيلم من إخراج جيمس كاميرون الذي أخرج الفيلم الإنساني العظيم تايتنك ... والحقيقة أنني صدمت بعد مشاهدتي للفيلم فهو فيلم خيالي لحياة كواكب غير واقعية ووجوه أشكالها شكلت بالحاسب الآلي بآذان طويلة وعيون غريبة وحوارات حول غزو كواكب لم أشعر بأي متعه وأنا أشاهده رغم الزحام الشديد عليه وللأسف فالفيلم الذي كلف 400 مليون دولار حقق عوائد تاريخية بلغت ثلاثة مليارات دولار ليصبح أعلى دخل لفيلم في تاريخ السينما، وشتان بين القصة الإنسانية لتايتنك التي تمثل جبروت الإنسان وطغيانه وإعجابه بتلك الباخرة الفخمة وكيف شاءت إرادة الله أن تغرق تلك المدينة المصغرة التي شهدت قصصا إنسانية أهمها قصة الحب بين البطل والبطلة ثم غرق السفينة بمن فيها وكيف كانت لحظات الغرق بعد العز والصفاء والمتعة التي كانوا يعيشونها والتأكيد على عظمة الخالق عز وجل ومحيطاته وعدم الإعجاب بالذات وعمل الإنسان .. إما أفتار فهو فيلم خيالي يركز على مايسمى أمن الطبيعية ووحدة الوجود وهي تتناقض مع الأديان ولكن هذه المفاهيم غير واضحة وكل الذي أريده كيف استطاع الإعلام والدعاية على إجبار الناس على مشاهدة الفيلم الذي خرجت منه بخفي حنين .... وللأسف قرأت مديحا وثناء على الفيلم أشبه بالمثل الشعبي ( مع الخيل ياشقراء ) أما قصة الفيلم فهو أشبه بأفلام الكرتون المدبلجة بالحاسب الآلي ثم ينتقل بك إلى حياة واقعية مرتبكة للبشر الذي يريدون أن يغزو كوكب باندورا .... أخيراً هي رؤية تنطلق من قناعتي بأن الأفلام الخيالية لاتقدم واقعاً ومعالجة بخلاف الأفلام الإنسانية من الحياة والتي تجسد الكثير من القيم والمفاهيم القريبة من واقعنا الحياتي كما أن علينا الانتباه من خداع هوليود وكذبها الدعائي.