2008-10-21 | 10:00 مقالات

أم تركي

مشاركة الخبر      

في طريق عودتي من الرياض إلى جدة كنت أتعمد الهروب من (فوبيا الطيران) بقراءة الصحف وأحيانا مشاجرة عدنان جستنية الذي لا يفصله عادة عن النوم إلا دقائق من بعد ربط الحزام.
ـ يربطني بصحيفة (الوطن) رابط وجداني ولهذا أجد نفسي أبحث عنها أولا، وأقرأها ثانيا وثالثا أستمتع بخطابها المختلف.
ـ أغرقني تركي الدخيل في محيط من الحزن عندما قرأت ما خطه في وداع أمه.
ـ عبارات حزن شعرت وقتها أنني شريك حزن بمعنى الشراكة الفعلية لتركي الدخيل ومنحتني مواساة راشد الشمراني تذكرة عبور إلى مدينة البكاء.
ـ أغمضت عيناي على دموعي فأربكني عدنان جستنية بمقولة (هاه نمت) لم أستطع الرد لأنني كنت في لحظة بكاء صامت.
ـ حزن تركي الذي كان يتعاطاه كتابة هي دموع قلب عشتها عندما مات والدي.
ـ أما أمي فاختصرت فراقها المبكر جدا في عبارات زميلي تركي الدخيل الذي أشعرني بتلك العبارات أن أمه.. أمي.
ـ في سن مبكرة من عمري عشت فراق أمي أي تحديدا وأنا بالصف الثالث الابتدائي ولم أمر بتجارب أسمعها عن الأم، حتى صورتها في ذهني أشبه بطيف يمرني ثم يختفي.
ـ قرأت لمن قال أحن لخبز أمي، لحنان أمي وكلما أقرأ عن الأم أقول أحن لصورة أمي.
ـ سألت نفسي وأنا أقرأ حزن تركي وهو يقول أمي حياتي، قرة عيني لماذا لم أعش هذه الحالة، حالة الاندماج مع الأم؟!
ـ ثم عدت وقلت أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله ورحم الله أمي وأم تركي.
ـ أعود لتركي وتفاصيل (مقال في وداع أمي).. فمن عفوية ذاك الرثاء استعدت صورة أمي وبدأت أحن إلى ما أشعرني به تركي بعد وفاة أو فقدان أجمل شيء في حياته.
ـ ثمن الحزن في دواخلنا كلمة أو بالأحرى دمعة وثمن العودة إلى الضحك نكتة سخيفة قالها إنسان عبث به الزمن.
ـ في داخلي كما في داخل أي إنسان فقد أبويه بركان من الحزن ما أن يلامسه جرح إنسان آخر إلا وتأتي كما لو كانت شلالات من الدموع.
ـ مات عادل رواس ومات أبو صديقنا وحبيبنا عبد الله باكداده ومات والد أخي الذي لم تلده أمي أيمن عبد الغفار في ساعات متتالية، فقلت رحماك رباه، غفرانك رباه والعزاء كل العزاء لمن أصابتهم مصيبة فقالوا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
ومضة
عمر الحزن ما يلبس اثياب جداد