2008-09-21 | 06:00 مقالات

كل العيون عليك

مشاركة الخبر      

للمرة الأولى هذا العام يوجد لدينا ثلاث عيون فضائية على الدوري السعودي تنقل كل شيء لحظة بلحظة، فهناك ثلاث قنوات رياضية متخصصة تقدم نقلاً مباشراً للمباريات واستوديوهات تحليلية مصاحبة وتبث آراء المدربين واللاعبين ورؤساء الأندية ومديري الكرة والشرفيين والمشجعين أيضاً من قلب الحدث بلا رتوش وتخصص استوديوهات مماثلة لتقييم الأداء التحكيمي وتمنح نسبة معلنة لجودة تطبيق القانون.
وهناك ست فضائيات أخرى تقدم برامج متخصصة عن الكرة السعودية على مدار الأسبوع من لقاءات خاصة ومواجهات ومتابعات إخبارية وحوارات ساخنة جداً فماذا بقي للصحافة المكتوبة؟ كتاب الرأي أم الجانب الاستقصائي للقصص الخفية على غرار ما يفعله فريق ثيو بردي في النيو يورك تايمز فالمسألة أصبحت محيّرة جداً للقارئ أكثر من الصحيفة التي يفضل قراءتها يومياً، فكل شيء أصبح أمامه جاهزاً تماماً قبل وبعد المباريات بعد أن كان ينتظر لساعات طويلة ليقرأ ما تكتبه الصحف عن تلك المباراة أو ما يقوله المدربون ورؤساء الأندية واللاعبون وأعضاء الشرف وغيرهم من المعنيين بالكرة.
فطوال الأسبوع الآن لديه مواد دسمة يمكن أن يستمتع بها من خلال المشاهدة المباشرة وهناك وجوه مشتركة يصافحها على الورق وخلف الشاشات، وشخصياً لا أعرف كيف سيكون المستقبل حينما تصبح لدينا عشر قنوات تنقل ما تيسر من الدوري والكأس والرقم يتضاعف في القنوات التي تخصص برامج مباشرة عن الكرة السعودية، فكل شيء قد تغير وهناك من يريد أن يأخذ زمنه وزمن غيره والأمر ككل على العموم أصبح مثيراً للاهتمام وهناك ازدحام وسباق كبير جداً على كم المشاهدين ومتعة الأداء والكلمات والصور الحية وما وراء الحدث لكنه في النهاية بالتأكيد مفرح للغاية خصوصاً أن كل هذه العيون المتسعة اليوم لا يجذبها سوى حجم أداء الرياضة السعودية وتطورها دون أن نشعر أننا أصبحنا محور العالم الرياضي عربياً وآسيوياً على الرغم من كل الأخطاء التي تحدث وإذا لم تتطور بعض الأندية لدينا لتصل إلى مستوى الهلال والاتحاد والأهلي والنصر والشباب والاتفاق فسيحرجها الزمن كثيراً لأن هناك تحولات كثيرة مقبلة.