2008-10-19 | 10:00 مقالات

الزعيم عاد بـ(كوبري)

مشاركة الخبر      

فاز الهلال البارحة، ومن حظ رادان أن كوزمين لم يكن في ميزانيته مزيد من الاعتمادات لمزيد من الكباري بعدما استرد الزعيم عافيته، ففهد المبارك فرط في ثلاثة أهداف لا تضيع وولي في واحدة، وقد كان بالإمكان أن تكون النهاية أفضل مما انتهت إليه.
وفوز الهلال البارحة بكل المقاييس كان له شكل وطعم ثان، على الأقل من حيث التوقيت ونوعية التفاصيل، فياسر عاد بمشروع كبير غير عادي، والفريدي عاد بكوبري آخر لتأكيد منطق الأشياء الصحيحة بعيداً عن مزالق الصراخ والعك المؤذيين لمتعة المنافسة.
وفوز الهلال البارحة أيضاً كان مهماً للغاية احتراماً لهيبة الدوري حتى لمن لا يروق لهم مثل هذا الأمر، لأنه عندما يفوز الهلال يكون مؤشر الثوابت المتعلقة بمستوى الأداء والحضور وحجم المنافسة متوازناً للكرة السعودية، لاحينما يخسر ويكون القياس العام به هنات تدعو إلى المراجعة والاستدراك.
فالهلال هلال البلد من المدن إلى الضواحي من غير (ليه) ودون إطالة، واسألوا كثيراً من عباقرة التدريب الذين مروا بنا وعايشوا طوفانه.
والهلال هو النادي الجماهير الأول، وما قاله محي الدين صالح كامل قبل أيام عن هذه الحقيقة ليس بجديد، والدراسات والأرقام هي الفيصل وليست نشوة المدرجات المؤقتة، ولو كانت هناك بوصلة غير تلك لهذه الحقيقة لما ظل محمد نجيب يستجدي إنهاء المقاطعة بصوت غارق بالتوسلات.
فما قاله الرجل عن الرياضة السعودية وتقسيم أنديتها ليس أمراً سهلاً، وهو امتداد لكثير من الجمل السوداء التي يطلقها بعض الغوغائيين.
والهلال إجمالاً رقم صعب للنجاح والفشل، فمن دونه كل الأشياء تبدو أصغر مما يجب، فهناك وجوه غير هلالية ولها ميول معلنة لكنها مشغولة بالهلال ليل نهار ولو من باب النقد الفاسد، وتتعقبه بلا هوادة.. ولو لم تفعل ذلك لماتت على مسرح الكرة.
لذلك فوز الهلال البارحة كان أكثر من هدية وإحياء، فأعين الناس نامت قريرة هادئة، فيما يسهر أصحاب النوايا غير الحسنة من جرائه ويختصموا طالما الهلال (سحاب من حياض المجد جاري).