رؤساء في الظل
أعجب شيء هذا الموسم أن في عدد من الأندية، وفي مقدمتها الاتحاد (رئيسين) وقرار (واحد).
وكل شيء على ما يرام حتى الآن ما لم تأت النهايات التعيسة مبكراً ويتعثر الجمل بما حمل في منتصف الطريق.
فمثلاً كل الملفات الاتحادية الساخنة يديرها (منصور) من الألف إلى الياء ولا علاقة للرئيس بأي شيء إلا ما يكتب على الورق في المخاطبات الرسمية وتوقيعه واسمه وبعض الجمل العابرة التي يقولها في نهاية بعض المباريات والمواقف التي تستوجب الكلام المباح.
وهناك على ما يبدو توافق ظاهري للغاية بين الإثنين ما لم يكن وراء الكواليس نصف من حقيقة غالب ومغلوب على أمره.
كما هو واضح فإن هؤلاء الرؤساء قبلوا قبل أن يكونوا رؤساء، ولكن في (الظل)، وربما هم آخر من يمكن أن يتخذ قراراً جوهرياً حاسماً بشأن أنديتهم، خصوصاً فيما يتعلق بفريق كرة القدم ككل وملفاته الشائكة، وكثير من المواقف أثبتت ذلك وأكدت أن (غيرهم) هو من يدير كل شيء بأفكاره وعلى طريقته وأسلوبه الخاص.
والظاهرة ليست بالجديدة، فقد دأب على تقديمها عدد من رؤساء الأندية من خلال الدور الذي يقومون به وهو ليس عيباً طالما هناك قبول ورضا بين الاثنين على الأدوار والصلاحيات وحدود ما يمكن أن يفعله الآخر دون معرفة وجهة نظر الثاني أو حتى موقفه النهائي مما يتخذ.
لكن هذه الظاهرة الإدارية الجديدة تعطي مؤشراً غير جيد يجب التنبه له بحذر، وصورة واضحة جداً أيضاً للمعنيين بشؤون الأندية رسمياً نحو التفكير جدياً في إعادة تقييم معايير اختيار رؤساء الأندية مستقبلاً للحد من تكرارها في أكثر من ناد، خصوصاً أن الأندية مع كم التحولات التاريخية الجيدة التي أعلن عنها الأمير نواف بن فيصل أصبحت بحاجة إلى طاقات بشرية ذات قدرة على الاستقلالية في الرأي وصناعة القرار وبناء أجندة العمل المثمرة وليس إلى رؤساء ظل ليس لهم من الأمر شيئ.
فكل رئيس ناد قد يغادر مقعده لسبب (ما) ولديه الرغبة في الاستمرار سيفكر ألف مرة في المجيء بمن يعيد له الصلاحيات على طريقة الضمير المستتر وبالتالي إعادة تدوير نفس الأخطاء التي دعت إلى خروجه.