2008-12-14 | 18:00 مقالات

تهميش جمهور الوحدة قرار خطر للغاية

مشاركة الخبر      

الصورة التي نقلتها عدسة الرياضية من مطار القصيم لحظة وصول الاتحاد والوحدة قبل أيام كانت محزنة للغاية ولا تحتاج إلى تعليق.
فالاتحاد حشد من الجماهير كان في استقباله والوحدة لا أحد سوى عمال حمل الأمتعة والأبواب الزجاجية.
والمشهد يتكرر أسبوعيا مع الوحدة في مطارات تبوك وأبها ونجران والدمام والرياض وفي أكثر من مدينة.
فما الذي أوصل الأمور إلى هذا المستوى من الضعف لكي يعبر فريق عريق عمره أكثر من سبعين عاماً كل هذه المسافات ولا يجد جمهوراً في استقباله حتى في المدرجات؟
وهل هي فعلا تراكمات السنين وضعف النتائج وطول غيابه عن البطولات، أم ندرة النجوم في صفوفه، أم إخفاق الإدارات التي تعاقبت عليه في التعامل مع المستقبل بشكل جيد، وتفرغها للقال والقيل و(أكل الزنجبيل)، أم نغمة (مفيش فلوس) التي أصبحت مملة جدا.
أم أن جمهور الوحدة سئم من أحوال ناديه وصعوبة التغيير، وإصرار من بيدهم الحل والربط على إغراقه في مزيد من النكسات والتكريس لمفاهيم خاطئة لا تمت للرياضة بصلة.
ومن المسئول عن ذلك تحديدا، الوحداويون أنفسهم، أم الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟
كل الأجوبة بالتأكيد ممكنة الآن، لكن ما هو غير ممكن هو أن يستمر الحال على ما هو عليه إلى مالا نهاية.
فهناك أربعة آلاف مشجع وحداوي مسجلون رسميا في كشوفات الجمعية العمومية، ينتظرون لحظة الفرح ببالغ الصبر ليقولوا كلمة من أجل أن تتقدم الوحدة طالما الأنظمة واللوائح تمنحهم أحقية التصويت.
فالرئاسة سبق أن جربت (حل) التكليف أكثر من مرة وفشل، حتى لعبة مجلس توافقي التي مررت لامتصاص غضب جمهور الوحدة والالتفاف على الحقائق سقطت، والمجلس الحالي أثبتت الأيام أنه غير متوافق في كل شيء، ويكاد أن ينهار بين عشية وضحاها.
وهناك مخطط استراتيجي مهم جدا يتبناه الأمير خالد الفيصل لتطوير كل شيء في مكة المكرمة، ومن الصعب أن يتخلف الوحدة عنه ليبقى خارج الركب.
والحل ليس بالمستحيل أو معقد أو يحتاج إلى عصا موسى، إنما يحتاج إلى قرار يلغى سيطرة الفردية المشاركة في إعادة إنقاذ ناديهم وجعله ضمن أندية المقدمة.. لأن التهميش نتائجه قاسية جدا.
فالفرق ما بين الوحدة وكل الأندية التي تأسست بعده مازال شاسعا في كل شيء، وربما يزداد ما لم يقل الجمهور كلمته.