خمسة الوحدة كبيرة
حينما خسر الأهلي بستة أهداف من الشباب الموسم الماضي انهارت الإدارة بأكملها ولم يبق منها أحد، والمدرب أقيل ورحل في الليلة التالية، وتمت محاسبة اللاعبين بطريقة صارمة جدا، وقد حدث كل ذلك سريعا ليس لأن الأهلي لا يخسر ولكن لأن الخسارة كانت فضيحة بجلاجل وتاريخية ولا يمكن أن تبرر حتى لو حدثت أمام فريق كبير ولديه ترسانة من النجوم، فإن تخسر في كرة القدم بهدف وهدفين وتفوز أو تتعادل تبدو المسألة طبيعية جداً، لكن أن تخسر (بالكوم) على الطريقة الوحداوية الجديدة فالأمر يبدو مريبا للغاية، خصوصاً أن الفارق الزمني ما بين ستة الرائد وخماسية الشباب أسابيع بسيطة جدا، وهذه الأرقام المفجعة تحدث لفريق مصنف ضمن الأندية المحترفة في المسابقات السعودية ولديه ثلاثة لاعبين في المنتخب من أصل ستة كانوا في فترة سابقة.
فما الذي يحدث لفريق الوحدة هذه الأيام؟ وهل بعض اللاعبين هم السبب فعلاً أم الإدارة أم من بالتحديد؟
وهل من حق اتحاد الكرة السعودي أن يتدخل رسمياً لمعرفة الأسباب الفعلية التي تقف وراء تلك المهازل النتائجية الجديدة؟ خصوصا أنها تحولت من حالة استثنائية إلى سمة جديدة للفريق وربما تتكرر في مباراة الذهاب المقبلة، وقد تنتقل إلى فرق أخرى بمستوى الوحدة الموسم المقبل لتصبح لدينا أندية استزادة أو بنك إنماء نتائجي لفرق أخرى أم لاداعي للتفكير في مثل هذا الأمر.
فبوكير على حد علمي برئ جدا مما حدث ولا يلام ولا أحد يمكن أن يشك مطلقا في مهنيته لسبب بسيط جدا وهو أن الرجل مدرب محترف ويعمل من أجل اسمه وسمعته في المنطقة وليس من أجل الوحدة فقط، ومنذ أن قاد الفريق فنيا على موسمين لم يتعرض
لمثل هذه المهازل النتائجية إلا هذه الأيام، ومهمته صناعة طريقة
اللعب وليس التنفيذ داخل الملعب، ولو أخفق فنيا في قراءة مباراة أو مباراتين أو ثلاث، ولكن بنصف درزن من فريق يصارع على مؤخرة الترتيب، ثم بخمسة أخرى كان من الممكن أن تتحول إلى تسعة جديدة، ويهدر ضربتي جزاء في الهواء الطلق من لاعبين محترفين على مستوى جيد، فالأمر يطرح أكثر من علامة استفهام ويحتاج تدخلاً ومحاسبة أكثر من صارمة.
فمن في الوحدة وحولها تنفيذيا في وادي وكرة القدم والعمل الاحترافي في واد آخر.
وجمهور الوحدة هجر المدرجات وسئم ما يحدث لناديه وفريقه إداريا وتنفيذيا ونتائجيا.
وغياب الحلول الصحيحة قد تعجل بخسارة فريق وجمهور ولاعبين يمكن الاستفادة منهم في صفوف المنتخب لأن الصمت سيد الموقف.