2008-10-06 | 10:00 مقالات

هل صدقت التنبؤات العلمية لأولمبياد بكين؟

مشاركة الخبر      

درس عدد كبير من العلماء كيفية التنبؤ بالدولة التي تفوز بالدورة الأولمبية ولقد قدم برنارد وبوس Bernard & Busse 2004 دراسة بعنوان (من يفوز بالأولمبياد المصادر الاقتصادية ومجموع الميداليات)، حيث هدفت هذه الدراسة لتحديد عوامل النجاح في الدورات الأولمبية، حيث وجه الباحثان سؤالا مباشرا إلى العديد من الدول الفائزة بالميداليات الأولمبية بشكل مستمر وراسخ عن العوامل المؤثرة في النجاح الأولمبي في المسابقات المختلفة وخاصة المسابقات الفردية، حيث يرى الباحثان أن الدول الفائزة في المسابقات الفردية أكثر قدرة على تحديد هذه العوامل، حيث أكدا على أهمية اعتبار حجم المجتمع حيث إن المجتمعات السكانية الكبيرة تزداد احتمالات وجود موهوبين عن المجتمعات السكانية الأقل من حيث حجم المجتمع، وإن كانا يؤكدان على أن حجم المجتمع وحده لا يكفي فالهند وأندونيسيا وبنجلاديش والصين تمثل 43% من مجموع السكان وحجم إنجازهم لا يتجاوز 6% من إجمالي الميداليات عام 1996، كما يوضحان أنه من الضروري أن يوضع في الاعتبار المصادر الاقتصادية حيث استطاع الباحثان التوصل إلى معادلة للتنبؤ بعدد الميداليات التي يمكن أن تفوز بها الدولة من خلال حجم المجتمع والمصادر الاقتصادية، وأشار إلى أن هذه المعادلة تم تجربتها على الدورات السابقة إلا أن هذا لا يقلل تأثير العوامل الفنية والموهبة والتي يجب أن توضع في الاعتبار إلا أنها ترتبط بشدة بمعطيات المعادلة المقترحة، بينما ينشر الموقع الخاص باقتصاديات الرياضة Bwe.com (2008) دراسة بعنوان "دراسة اقتصادية للنموذج الأولمبي في الأداء" حيث يوضح أن العوامل الاقتصادية المؤثرة إحصائياً في توقع عدد الميداليات التي يمكن أن تفوز بها الدولة هي: 1 ـ حجم المجتمع (عدد السكان وخاصة في سن الشباب تحت 24 سنة)، 2 ـ متوسط دخل الفرد، 3 ـ نمط أو نوع الاقتصاد السائد في المجتمع، 4 ـ الدورات السابقة، 5 ـ عدد الميداليات التي فازت بها الدولة في الدورة السابقة.
وقد تم توظيف العوامل السابقة في شكل معادلة للتنبؤ بعدد الميداليات التي سوف تفوز بها الدول في الدورة الأولمبية واستخدمت هذه المعادلة للتنبؤ بدورة بكين قبل بدئها واتضح من النتائج أن الصين سوف تفوز بالدورة بإجمالي 88 ميدالية بزيادة 25 ميدالية عن دورة أثينا بينما تحتل أمريكا المرتبة الثانية بإجمالي 87 ميدالية بفارق 16 ميدالية عن دورة أثينا ورغم الاختلاف في عدد الميداليات فإن التوقعات كانت أقرب للحقيقة بعد انتهاء الدورة بينما لم تظهر أي دولة عربية في جدول التوقعات من إجمالي 80 دولة شملها البحث، وهذا ما حدث بالفعل عندما تصدرت الصين الدول في عدد الميداليات مبتعدة عن أقرب منافسيها أمريكا وهذا يؤكد أهمية الأبحاث والدراسات العلمية في مجال التربية البدنية والرياضة.