الإمارات المنتخب النموذجي
نستطيع القول إنّ فوز منتخب الإمارات بالمركز الثالث في بطولة آسيا 2015 حفظ ماء وجه الكرة العربية بشكل عام والكرة الخليجية بشكل خاص، ولكنه لم ينقذ سمعة الكرة العربية الغائبة عن التاج الآسيوي منذ 8 سنوات، حيث كانت بطولة 2007 عربية خالصة بوصول الفريقين العراقي والسعودي للمباراة النهائية.
كما يمكن القول إنّ وصول فريقين عربيّين إلى نصف نهائي 2015، محى الصورة القاتمة للكرة العربية التي غابت عن نصف نهائي 2011 مع أنّ البطولة أُقيمت على الأرض القطرية، ولكن ذلك لا يمنع القول إنّ النتائج العربية بالمجمل لم تكن في مستوى ما يُقدم لكرة القدم في منطقتنا وخاصة بالخليج، من إمكانات واهتمام رسمي ومتابعة جماهيرية، فلم تحقّق الفرق العربية التسعة سوى فوز "صريح" واحد على فرق باقي القارة الآسيوية، وهو فوز السعودية على كوريا الشمالية في الدور الأول، فيما جاءت الانتصارات الأخرى من فرق عربية على فرق شقيقة، بما في ذلك الفوز الأخير في المباراة على المركزين الثالث والرابع الذي سجّله الإماراتي على العراقي، في إعادة، طبق الأصل، لنهائي خليجي 21، وفي كل حال، فإنّ تأهل الإماراتي والعراقي إلى نصف النهائي ولو بركلات الترجيح بعد تعادلين 1ـ1 أمام الياباني بطل النسخة الماضية، وأمام الإيراني 3ـ3، كان نقطة مضيئة في ظلمة الهزائم العربية الـ 14 في أستراليا، وقد حالت قلة الخبرة في إقصاء المنتخبين العربيّين، فالمنتخب العراقي خسر نتيجة خطأين، والمنتخب الإماراتي خسر في خلال 17 دقيقة بهدفين، جاء أولهما في الدقيقة الثالثة من بداية المباراة.
ومهما يكن من أمر، فإنّ المنتخب الإماراتي كان الأفضل عربياً واستحق المركز الثالث، حين قلب تأخّره في الشوط الأول إلى فوز في نهاية المباراة، ويُسجل له أنّه الأكثر تسجيلاً للأهداف بين الفرق العربية في الدور الأول (6)، وإنّه أُقصي عن نهائي النسخة الحالية أمام الأسترالي البطل الجديد.
ويُسجل للإماراتي أيضاً أنّه قدّم لاعباً حقّق إنجازين في البطولة الأخيرة، وهو علي مبخوت صاحب أسرع هدف في تاريخ البطولة، وهداف البطولة بخمسة أهداف ليصبح أول إماراتي يفوز باللقب وخامس لاعب عربي، وهذا الإنجاز المزدوج لمبخوت لم يحجب تألق عمر عبد الرحمن (عموري) الذي رُشح للقب أفضل لاعب في البطولة، ولا تألُق أحمد خليل ثاني هدافي البطولة بأهدافه الأربعة، ليصبح مهاجمو الإمارات الأفضل على صعيد التهديف في البطولة (الأول والوصيف).
في أستراليا 2015 لم يعد الإماراتي منتخب النجم الأوحد (عموري) بل المنتخب الذي قدّم نموذجاً راقياً في الانسجام وفي الفعالية وفي تعدّد المواهب، وصحّ فيه القول "منتخب الشجعان".