كوزمين قال الحق ومشى
بالخروج الثاني على التوالي للمنتخب السعودي من الدور الأول، وقبلهما الخروج المماثل في بطولة آسيا 2004، يتكرّس إنتهاء عصر الكرة السعودية في البطولة القارية، ذاك العهد بدأ في سنغافورة 1984، واستمر في الدوحة 1988، وانتهى في أبو ظبي 1996، وبين هذه الألقاب الثلاثة وبعدها بفترة وجيزة كان "العهد السعودي" ما زال مخيماً على بطولة آسيا بمركز الوصيف ثلاث مرات (1992 و2000 و2007).
النقاط الثلاث التي خرج بها " الأخضر" من أستراليا 2015 لا تخفف من وطأة الخروج المبكر، ولا تشفع للخروج بلا أي نقطة من الدوحة 2011، وحتى كون الفريق السعودي الفريق العربي الوحيد بين الفرق التسعة الذي هزم فريقاً غير عربي (كوريا الشمالية 4ـ1)، لا يصنّف في خانة الإيجابيات، بل فقط يسجّل لـ " النسور" رد الاعتبار أمام الكوريين الشماليين الذين حرموا السعوديين من التأهل المباشر لمونديال 2010، وبالتالي من عدم التأهل أمام البحرينيين في الملحق الآسيوي.. الفوز السعودي اليتيم كانت له ميّزة إضافية، عدا أنّه الفوز العربي الوحيد على فريق غير عربي، لأنّ أهدافه الأربعة، أضيف لها الهدف في أوزبكستان، لتصبح مع الهدف الكويتي في المرمى الأسترالي، الهدف العربي السادس في الشباك غير العربية، علاوة على إنّ هذا الفوز أوقف سلسلة من 5 هزائم متتالية للفريق السعودي منذ 8 سنوات.
الغياب 18 عاماً عن التاج الآسيوي، و10 سنوات عن القمة الخليجية، و8 سنوات عن نعمة المونديال، كل هذه الغيابات وغيرها، تؤشر على انتهاء عصر الكرة السعودية وفشل كل المحاولات الخجولة والخطوات المتخبطة للعودة إلى الأمجاد، وأمام هذا التراجع والتهالك، غابت الشجاعة ولم يحضر القائد الذي يعيد بناء " الجيش المهزوم" في كل الحروب. البناء على قاعدة جديدة تفسّر علمياً أسباب الفوز على أوزبكستان بالخمسة قبل 15 سنة ثم الخسارة بالثلاثة أمامها.
لم أستسغ تبرير كوزمين الهزيمة أمام أوزبكستان بهدف "سخيف" ولم أقتنع بأنّ الخروج المبكّر من أستراليا يعود إلى أنّ المدرب لم يتعرّف على لاعبيه إلاّ في الطائرة التي أقلتهم معاً إلى سيدني... فقبله مدربون تعرّفوا على اللاعبين حتى الثمالة.. وكانت النتيجة مماثلة بل وأسوأ..
والحق يُقال إني انسحبت من مجموعة المطالبين بالاحتراف الخارجي كسبيل لتحقيق النتائج الأفضل، فبالأساس اللاعب السعودي غير مؤهّل، بفطرته وعاداته ونمط حياته وبنيته الجسدية للاحتراف في الخارج والدليل على ذلك أنّ اللاعبين السعوديين الذين أمضوا فترة الاحتراف الخارجي لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، ولم تسجّل لأي منهم مأثرة، فهم مروا مرور الكرام..
والحق يُقال، إنّ كوزمين قال كلمة حق ومشى، حين ركّز على إهمال السعوديين للفئات السنية والبنية الجسمانية، مؤكداً على العمل منذ الصغر وليس في سن العشرين.. ولاقاه في ذلك الفرنسي لوجوين مدرب عُمان، الذي أكّد أنّ الكرة العربية تحتاج لأن تصبح أكثر احترافية في الملعب وخارجه، وتحتاج إلى التواضع والعمل الجاد والجهد الكبير.