شكلها سيئ ومضمونها جيد
لا يمكن تصنيف نتائج الفرق السعودية الأربعة في دوري أبطال آسيا، حتى نهاية الجولة الثانية، بالجيدة من ناحية الترتيب ومجموع النقاط، إذ لم يتصدر أي منها مجموعته، بل لم يكن أي منها في المركز الثاني، فحلّ كل من الاتحاد والشباب في المركز الثالث بثلاث نقاط، وقبع كل من الفتح والهلال في المركز الرابع الأخير بنقطة واحدة. فيما كان الجزيرة الإماراتي الوحيد الذي جمع النقاط الكاملة (6 نقاط) في المجموعات الأربع. وما يمكن أن تعتبره بعض عزاء للكرة السعودية أن فريقاً إيرانياً عريقاً (الاستقلال) تذيل مجموعته بدون أي نقطة، فيما تذيل فريق قطري قوي (لخويا) مجموعته بنقطة واحدة، ولكن الفرق السعودية هي الأكثر تذيلاً في المجموعات (اثنان الهلال والفتح).
ولابد من أن نقف عند عدد من المفارقات في نتائج الفرق السعودية.. فالشباب الذي كان الفريق الوحيد من بينها سجل فوزاً في الجولة الأولى وفي عقر دار الخصم (على الاستقلال في ملعب أزادي "المرعب")، لم يلبث أن سقط على أرضه وبثلاثة أهداف لواحد أمام الجزيرة الذي بات أول فريق إماراتي يحقق فوزاً على الفرق السعودية على أرضها.
في الجولة الثانية أخذ الاتحاد دور الشباب كونه الفريق السعودي الوحيد الذي حقق فوزاً وكان فوزاً هاماً على العين الإماراتي ليبقى بلا خسارة خلال لقاءاته أمام نظرائه الإماراتيين في 11 لقاءً، ولكنه تأخر عنه في ترتيب المجموعة الثالثة بفارق الأهداف.
ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار، وبغض النظر عن الترتيب والنتائج، أن ثمة جوانب إيجابية عدة رافقت مباريات الفرق السعودية الأربعة، ومنها فوز الشباب في معقل الاستقلال، وخسارة الفتح والاتحاد والهلال في أرض إيران بالحد الأدنى (0ـ1 للفتح والاتحاد أمام فولاذ وتراكتور، و2ـ3 للهلال أمام سباهان) مع الإشارة إلى أن الفتح يخوض التجربة الآسيوية للمرة الأولى، وأنه ليس بالمستوى الذي خوله الفوز بالدوري وكأس السوبر الموسم الماضي، وأنه كان "نموذجياً" بالفعل مرة أخرى وبدون أن يفوز، إذ صمد 70 دقيقة ليخسر بهدف من ركلة جزاء، ولعب 80 دقيقة بدون قائده المؤثر البرازيلي إلتون جوزيه، ومع التنويه بسامي الجابر مدرب الهلال الذي سجل فريقه هدفين ولم يخسر إلاّ في الدقيقة 91 خارج أرضه، وهذه النتيجة هي بالطبع أفضل من تعادل الهلال على أرضه أمام الأهلي الإماراتي... وهنا مفارقة أخرى لنتائج الفرق السعودية في البطولة الآسيوية.
ومع أن الفتح مثله مثل الهلال تعادل على أرضه وخسر خارجها، لكن ما يشفع له حداثته في هذا المعترك الذي يعتبر الهلال من أسياده وإن لم يعد إلى المنصات أقله منذ اعتماد النسخة الجديدة (عام 2003).
وهنا لا بد من التذكير بأن فرق مدينة أصفهان بقيت عصيّة على الهلال وذلك للمرة الخامسة، كما أن الخسارة أمام سباهان أخلّت بتوازنه مع الفرق الإيرانية، فبعدما كان السجل قبل أمس الأول متعادلاً بتسع خسارات وتسعة انتصارات وخمسة تعادلات، زادت خسارات الهلال إلى عشر.
في كل حال، فإن الكرة مازالت في الملعب الآسيوي ولكن ضغوطات الملعب المحلي قد تؤثر على الهلال أكثر من الفرق الباقية، خصوصاً أنه يخوض صراعاً مريراً وحساساً على الدوري مع غريمه النصر الذي انتزع منه كأس ولي العهد، كما أنه مطالب بالتعويض في كأس الملك الذي تنتظره مباراة صعبة أمام الشباب، الذي بات محيراً، فهو أقصى النصر من كأس الملك وهزم الاستقلال في طهران ليخسر أمام الجزيرة الإماراتي في الرياض، فيما تحرر الشباب والاتحاد من ضغوطات الدوري ليكون كأس الملك نقطة ساخنة بوصولهما إلى الدور ربع النهائي.
قد تكون انطلاقة الفرق السعودية في دوري أبطال آسيا سيئة في الشكل ولكنها جيدة في المضمون.. حتى الآن.