من يعيد الكؤوس إلى قلعتها؟
يبدو النادي الأهلي كمطبخ ممتاز فيه المواد اللازمة لتجهيز الأطباق الفاخرة ولكنه لا ينجح في ذلك بالرغم من أن لديه طبّاخاً ولا ينطبق عليه المثل القائل: كثرة الطباّخين تفسد الطبخة.. فالنادي الأهلي ككيان يقوده الرمز الأمير خالد بن عبدالله ويشرف عليه إشرافاً فعلياً، وفي بعض الأحيان ميدانياً، وثمة كثيرين من الأهلاويين "العشاق" يقولون إنه يلم بكل شاردة وواردة وأنه يستمع للجميع ولكنه في النهاية يقرر ما يراه هو مناسباً..
والرمز الأهلاوي كونه رئيس هيئة أعضاء الشرف وكونه أكثر الشرفيين، ربما في الأندية كلها، إلتصاقاً بناديه والأكثر تضحية، لم يترك النادي في أزمة مالية، بدليل أن الأهلي لم يدخل في أزمة مستعصية بالنسبة للاستحقاقات المالية، وكثيراً ما واجه اللاعبين والإداريين والجهاز الفني، مذكّراً بأنهم لا يحتاجون شيئاً كي يقدموا الأفضل..
ولكن الأهلاويين لا يفعلون، وجمهورهم منذ 31 عاماً ينتظرون، وقد توسموا الآمال في الموسمين الماضيين حين اقتربوا من اللقب ولكن الشبابيين حرموهم من ذلك في عقر دارهم.. أما في هذا العام فإن الآمال باتت بعيدة جداً بالابتعاد عن متصدر الدوري بفارق 15 نقطة وبالتأخر إلى المركز الخامس بـ 21 نقطة في 14 مباراة (5 انتصارت و6 تعادلات و3 خسارات) وبالخروج من كأس ولي العهد بالخسارة أمام الفتح في دور الثمانية، وذلك بعد الخروج من البطولة الآسيوية في مطلع الموسم..
والأهلي المترنح والمتخبط والذي لم يحقق الفوز إلاّ مرة في آخر 5 مباريات، يواجه النصر المتصدر في الجولة الـ 15 من دوري "جميل" يوم الأحد، وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في الدوري والذي قد يزيد من جراح الأهلي الذي انعكست نتائجه السيئة على سلوك لاعبيه في المباريات إذ تم طرد خمسة لاعبين في المباريات الست الأخيرة..
والأهلي الذي كان حتى الموسم الماضي الأقوى بلاعبيه الأجانب وخاصة البرازيلي فيكتور سيموس، الذي يعتبر واحداً من هدافي الأهلي التاريخيين، كان لايزال يحتفظ بهم إلى ما قبل أسابيع قليلة، ولكنهم "تساقطوا" الواحد تلو الآخر أمام المدرب بيريرا، فلحق سيزار بسيموس وكذلك العراقي يونس محمود الذي جاء بديلاً للكوري الجنوبي سوك المصاب ولم يعد في الميدان إلاّ البرازيلي مارسيلو موسورو..
ومع أن المدرب بيريرا أقصى مجموعة لاعبين مؤثرين في النادي (جيزاوي، المحياني والخميس) ومع أنه تعاقد مع مواطنه لويس ليال الذي لم يشكل أي إضافة خلال مباراتيه الأوليين، فإنه ما زال في موقعه حتى كتابة هذه السطور، وهذا أمر قد يكون إيجابياً كون هذا المدرب جاء ضمن أفضل 30 مدرباً في العالم (في المرتبة 27 حسب تصنيف الموقع الخاص بالمدربين) ولكن ذلك يأتي مخالفاً للقاعدة المتبعة في إقالة المدربين بعد استمرار النتائج السيئة، فهل خسارة 3 بطولات في موسم أصبح في منتصفه لا تشكل سبباً لإقالة هذا المدرب في منطقة أصبحت فيها إقالة المدربين "موضة"؟
بيريرا المنتظر إقالته في كل لحظة، قد يبقى انسجاماً مع القناعة بأن الصبر على النتائج وعلى المدرب يوصل في النهاية إلى الاستقرار المنشود، ولكن الأمر مستبعد لأن أقصى طموح بيريرا هو تأمين موقع في مسابقة كأس الملك للأبطال، غير أن مدرباً يعزو أسباب التراجع إلى عدم اللعب في جدة ودخول عناصر جديدة إلى الفريق وتداخل المسابقات وضغط المباريات.. مدرب يقدم هذا التعليل قد لا يكون مؤهلاً لإعادة الكؤوس إلى قلعهتا.