الملاعب وصوالين الحلاقة
أقترح على الشؤون الهندسية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أوالجهات الأخرى المسؤولة عن تصميم المنشآت الرياضية وبالذات ملاعب كرة القدم خاصة ونحن بصدد تجديد ملعب جدة وبناء ملاعب جديدة، أن تضيف بندا آخرلمواصفات الملعب وهي أن يحتوي على "صالون حلاقة"
قد يضحك البعضن، وقد يراه نوعا من السخرية أو تصيبه الدهشة.
لاتهم ردة الفعل على المقترح، لكنني أراه وجيها في ظل تعاملنا مع ظاهرة القزع في ملاعبنا الرياضية بين لاعب متمرد على القوانين أوجاهل بها أولايرى نفسه مخالفا لها وبين حكم مطالب بتطبيق التعليمات.
قانون كرة القدم لايمنع اللاعب من المشاركة، ولاينظرإلى مثل هذه الظواهرويعتبرها أمورا شخصية.. وهذا مانلحظه في المباريات والدوريات العالمية ليس في القزع فقط ولكن في أمورأخرى كالأسورة والوشم أوغيرها، ماعدا مايرى فيه الحكم خطرا على الخصم أوعلى اللاعب نفسه كالقلادة أوالخاتم وما إلى ذلك.
على أن لكل اتحاد محلي لوائحه وقوانينه الخاصة به التي لاتؤثرعلى القانون الأساس المعتمد من فيفا، ومن هذا المنطلق يأتي منع القزع في ملاعبنا لأسباب يرى البعض أنها دينية أوتتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع وقيمه.
لكن المشكلة التي نواجهها تأتي من ناحيتين:
ــ اختلاف تعريف القزع وتحديده بين حكم وآخر، فالعملية نسبية وهو مانلحظه في كثيرمن اللاعبين واختلاف نظرة الحكم تجاههم.
ــ طريقة التعامل معه، حيث يمنع اللاعب من المشاركة في المباراة، مما جعل الملاعب لدينا تتحول إلى أماكن حلاقة تذكرك بمن انتهى من أداء نسكه أوعمرته والإداريين إلى حلاقين.
وهذه النقطة بالذات تؤدي في بعض الأحيان إلى تأخيربدء المباراة بسبب التفاوض والمناقشة، ثم إلى بدء أحد الفريقين ناقصا لحين جاهزية لاعبه إلى جانب كونها منظرا غيرحضاري، خاصة عندما تكون المباراة منقولة إلى العالم الخارجي الذي لايرى في هذا مايمنع مشاركته ولاتتعارض مع مبادئة وقيمه السائدة، خاصة عندما يكون اللاعب أجنبيا لايمثل له هذا الأمر مشكلة ولايرى فيها مايخالف الأنظمة.
الحكم العالمي عبدالرحمن الزيد نائب رئيس لجنة الحكام سابقا قدم قبل أربع سنوات اقتراحا وجيها للجنة الحكام والمسؤولين وذكرذلك في قناة لاين سبورت خلال رمضان الماضي، ملخصه أن يقوم الحكم بتنبيه اللاعب وإداري الفريق في غرفة الملابس قبل بدء المباراة وتدوين هذه المخالفة، ويشعره بأن عليه مخالفة يجب تلافيها في المباريات المقبلة، وإلا تعرض للعقاب ويسمح له بالمشاركة بعيدا عن الحلاقة على رؤوس الأشهاد والمنظرغيرالحضاري الذي لايخدم الكرة السعودية كحل لهذه الإشكالية.
لا أدري عن تفاصيل المقترح، لكنه جديربالاهتمام والتطبيق مع إمكانية فرض غرامة مالية على اللاعب المخالف أوإعطائه إنذارا يؤدي فيما بعد إلى إيقافه عن المشاركة في حالة تكرارالمخالفة.
المهم أن تكون هناك آلية محددة وواضحة ومتفق عليها بين الجميع خاصة الحكام لتنفيذ القرارطالما أننا سننظرللقزع على أنه مخالفة بدلا من هذه الاجتهادات التي تخضع لنظرة الشخص الفردية وربما لمزاجيته.
سؤال افتراضي لكنه ممكن:
ماذا لو واجه أحد الحكام فريقا ستة من لاعبيه لديهم قزع ولايوجد في الملعب مقص؟ هل يتجرأ باعتبارالفريق منسحبا من المباراة وما مدى قانوية ذلك؟
والله من وراء القصد.