2012-11-18 | 07:29 مقالات

لازين (زين)ولاجميل (جميل)

مشاركة الخبر      

 


تبهرنا لغة الأرقام كثيرا، وهي كذلك بالفعل لأنها صادقة ومباشرة لامحسنات بديعية فيها ولابلاغية، بحيث نبحرمعها أوفي جنباتها، والإبهارفي لغة الأرقام عملية نسبية ويعتمد على نوع الحالة، المهم إنه موجود وهوردة الفعل أوصدى هذه اللغة.


قبل يومين أعلنت رابطة أندية المحترفين عن توقيع عقد رعاية جديد للدوري السعودي مع عبداللطيف جميل بديلا لشركة زين التي تنازلت عن السنة الأخيرة من العقد القائم ومدته  3سنوات.


قبل توقيع العقد واجتماع الرابطة مع الأندية المحترفة قيل إنه لن يتم الإفصاح عن قيمة العقد، ولا أعرف سرا لإخفائنا قيمة العقود خاصة مايتعلق بعقود الرعاية في رياضتنا ومع الأندية بالذات، وعزوا ذلك إلى رغبة الطرفين، علما بأن الجهات المسؤولة لابد أن تعرف المبلغ والمحاسب القانوني للنادي والراعي والمستشار وقياديي القطاعين، وبالتالي بالإمكان تسريب الأرقام وهوما يحدث.. إذاً لماذا السرية وإخفاء الأرقام؟


وعودة إلى الرابطة، فقد تم إعلان الرقم بعد التوقيع وهوأمرطبيعي ومفروض ويهم الأندية التي يجب أن تعرف قيمته وحقوقها منه.


الرقم 720 مليون ريال عن 6 سنوات، وقد هلل البعض لهذا الرقم وأبرزته بعض الصحف نظرا لأهميته كخبرالموسم وهوكذلك في نظري.. لكن تظل النظرة إلى العقد نسبية.


على أن هذه الخطوة تحتاج لثلاث وقفات:


الأولى


لماذا تنازلت (زين) عن السنة الأخيرة من أصل 3 سنوات؟ والإجابة لاتخرج عن احتمالين:


ــ إما أنها فشلت في تسويق المنتج وتريد الخروج منه بأقل الخسائر، وربما ترى أن العائد الربحي لايتناسب مع المجهود والكلفة العالية له وأن هذا يأتي في إطار إعادة الهيكلة.


ــ أو أنها على طريقة العقاريين (إطلع منها).


الثانية:


أن قيمة العقد 720 مليون ريال عن 6 سنوات، وهو رقم زهيد لايختلف عن عقد زين بأكثرمن 20% خاصة أنه 6 سنوات وليس 3 كما هومع زين، ومن الطبيعي أن العائد الربحي سيتنامى مستقبلا، إلى جانب أن مصاريف الأندية نفسها ستزداد سواء في شراء العقود وارتفاع أسعارها أومصاريف التشغيل وفقا للنظرية الاقتصادية وثبات المبلغ يضربمصالح الأندية.


كان المفروض أن لاتزيد مدة العقد عن 3 سنوات يتم بعدها التقييم، أو أن تتنامى قيمة العقد طرديا مع مدته ناهيك من الـ 30 مليون عمولة الوكيل الإعلاني (25%)، أي أن صافي قيمة العقد 90 مليون ريال سنويا مما يعني زهدا أكثرفي قيمته.


ــ الثالثة:


من حق الوكيل الإعلاني (الوسيط) أن تكون له نسبة من العقد، وهوأمرطبيعي ومتعارف عليه، لكن يفترض أن تتناسب مع السائد في السوق الإعلاني وتتفق مع نوعية المنتج، ومن حق أعضاء رابطة المحترفين (الأندية) أن يكون لهم رأي في مقدار العمولة، وكلهم رجال أعمال ويدركون ذلك لأنهم في النهاية هم المستفيدون وهم أصحاب الشأن.


السؤال المهم:


هل لدى الرابطة دراسة تسويقية متخصصة لمنتجها (الدوري) بحيث تعرف من خلالها قيمته السوقية وتحدد على ضوء ذلك السعركما تفعل الشركات المنتجة؟


وهل تستفيد الرابطة من خبرات الأندية في هذ المجال؟


الواضح أنه لم يحقق طموحات الأندية.. فـ(لازين) (زين) و(لاجميل) (جميل).


والله من وراء القصد.