عبدالرحمن بن سعيد .. الأشجار تموت واقفة
على مدى السنوات والعقود الماضية فقدنا العديد من الرموز الرياضية.. كثير منهم ممن أرسوا قواعد الرياضة في هذا الوطن الغالي وبذلوا من جهدهم ومالهم وعرقهم وصحتهم في سبيل ذلك ماهو أكثر.. وهذه سنة الله في خلقه.
في كل مرة نفقد رمزاً من هؤلاء كنا نقول سقطت ورقة من التاريخ الرياضي وما أكثر أوراق هذا التاريخ التي تساقطت.
لكن عندما تغيب شخصية بمقام وتأريخ وعطاء ومكانة (عبدالرحمن بن سعيد) وتتوقف عن العطاء.. فهذا يعني أن التاريخ الرياضي قد توقف..!.
وأن شجرة هذا التاريخ قد جفت أغصانها وغابت ثمارها وانحسر ظلها.. لكنها ظلت وستظل شامخة لأن جذورها ضاربة في أعماق الأرض ولأن (الأشجار تموت واقفة).
وعندما أقول (تغيب شخصية مثل عبدالرحمن بن سعيد).. ولا أقول (تموت).. فإنني أعي ما أقول وأدرك أبعاده..!.
فالوفاة هي حالة فسيولوجية وحقيقة علمية مجردة، أما الحياة فهي تنتقل في بعض الحالات من حقيقة علمية ملموسة إلى معنوية محسوسة تبقي حضوره الدائم بين الأحياء؛ إن سمة الحياة وطبيعتها تتمثل في الحضور والفاعلية وتظهر في التحدي والصمود..
وتتضح من خلال العطاء والامتداد..
وسمة الموت وطبيعته تتمثل في السلبية والجمود..
وتظهر في السكون والخمود..
وتتضح في التوقف والانقطاع.
(ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)
و(عبدالرحمن بن سعيد) هو من هذه النوعية التي غابت عن دنيانا لكنه لم يمت..!.
70 عاماً..
أشك أن توجد شخصية عربية بل أثق فيما أقول.. وربما إنجاوزه إلى العالمية في عصرنا الحديث قدمت لرياضة بلدها
وعانت من أجل ذلك..
ونجحت في ذلك..
ما قدمه عبدالرحمن بن سعيد..
وعاناه عبدالرحمن بن سعيد..
ونجح فيه عبدالرحمن بن سعيد..
عبدالرحمن بن سعيد
لم يكن مؤسساً لناديين (الهلال والشباب).. ومترئساً لثالث (الأهلي) وهي أندية لها حضورها القوي والمؤثر في الكرة السعودية على مدى تاريخها الطويل وما زالت كذلك لكنه.. كان أحد القلائل الذين أسسوا للرياضة في المنطقة الوسطى إن لم يكن المؤسس الحقيقي لها ورائدها، ومن الذين كان لهم دور في ترسيخ دعائم الرياضة في المملكة عبر مشاركته في وضع لوائح هذه الرياضة أو دعمه لكثير من أنديتها.
ذات مناسبة..
كانت برعاية الملك فيصل وبحضور رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل -رحمهما الله- جاء عبدالرحمن بن سعيد لحضورها وبحكم الإجراءات الرسمية في مثل هذه المناسبات حدثت إشكالية عند دخوله؛ فوصل الأمر إلى الأمير عبدالله الموجود في المنصة، فهب مسرعاً ووجه الحديث لمسؤولي الأمن بسؤال استنكاري أكثر منه استفهامي: هل تعرفون من هذا!؟..
هذا لولا الله ثم هو.. لما شاهدتم هذه المنشآت وهذه الحركة الرياضية.. ثم أخذ ابن سعيد بيده معه إلى المنصة الملكية.. وهذا يؤكد مكانته ودوره في الحركة الرياضية في المملكة في مرحلة التأسيس بشهادة من رائدها الأول.
قبل 70 عاماً
كانت الرياضة مقصورة على المنطقتين الغربية والشرقية وكانتا الأكثر انفتاحاً على الرياضة.
الأولى..
بحكم الاختلاط بالعديد من الثقافات كالحجاج الشرقيين خاصة الذين كانت بلدانهم تمارس هذا النوع من الرياضة.. أو الإنجليز وهم مهد كرة القدم الحديثة ورست بواخرهم في البحر الأحمر بحكم الأوضاع السياسية في المنطقة آنذاك.
والثانية..
وأعني المنطقة الشرقية بحكم الجوار مع دول الخليج ورست البواخر كما في الغربية.. وأيضا شركات التنقيب عن الزيت مما انعكس بأثره على ثقافة المنطقة.
في المنطقة الوسطى..
كان الوضع مختلفاً تماماً.. وكان المجتمع النجدي بحكم تركيبته الاجتماعية محكوماً بعادات وتقاليد وقيم تمثل أعرافاً لا يمكن التنازل عنها بل حتى مجرد الخوض فيها.
كانت الكرة وممارستها هي نوع من الخروج على هذه القيم والأعراف بل ودخول إلى مناطق المحرمات في مجتمع كان يرى في ركوب الدراجة العادية نوعاً من هذا الخروج والتحريم وعندما أراد التنازل اشترط حصول راكبها على رخصة من أربع جهات منها وزارة الداخلية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وأن تكون حركته محددة بمسافات وساعات معينة..! وبالتالي من الطبيعي أن ينظر للكرة من منظار مشابه خاصة وأنها تزاول في ساعة يرى هذا المجتمع أن وقتها أولى بأن يتم صرفه فيما ينفع الفرد والمجتمع آنذاك.. وبلباس يرون فيه أكثر من ذلك..!.
في هذه الفترة..
ظهر عبدالرحمن بن سعيد.. ورأى فيه البعض (قائداً) للخروج بالمجتمع على قيمه وتقاليده.... إلخ.. مما وضعه في واجهة الأحداث ومواجهة أصحاب القرار والمؤثرين فيه..!.
وأثق لو أن شخصاً غير (عبدالرحمن بن سعيد) هو من قاد هذا التحرك وتصدى لهذه المهمة.. لأعيته المواجهة وأوقف تحركه تاركاً ذلك للزمن..!.
لكن ابن سعيد.. استطاع أن يتجاوز هذا كله وينجح في مهمته بفضل عوامل ثلاثة بعد فضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه:
أولها..
انتماؤه إلى أسرة عريقة ومحافظة وبيت معروف عند ذلك المجتمع بتدينه وتمسكه بالعادات والقيم والأعراف السائدة آنذاك.
ثانيها..
صبره وحنكته وقدرته على المواجهة والحوار المنطلقة من إيمانه برسالته والدور الذي يقوم به وبعد نظره.. وهذا ما ساعده على الخروج من أكثر من موقف خاصة مع أصحاب القرار والمؤثرين فيه.. مرة بقوة شخصيته وإصراره، وأخرى بمرونته وتقديمه للعديد من التنازلات كجزء من اللعبة، وإدراكاً منه لكيفية التعامل وأهميته في تلك المرحلة.
وثالثها..
كرمه وسخاؤه وإيثاره على حساب نفسه وبيته وذاته.. في ظل شح الموارد في تلك الفترة وترتيب الأولويات.
هذه العوامل الثلاثة مجتمعة.. لم تكن متوافرة لأيّ شخص في ذلك الوقت لكنها اجتمعت في شخصية ابن سعيد، فكان الأقدر على استثمارها وتوظيفها لمصلحة مجتمعه.. هذه المصلحة لم تتبين لكثيرين إلا مع مرور الوقت ولم تؤت أكلها إلا بعد حين.. بعد أن نجح في مشروعه وكسب رهانه مع الجميع..!.
وعندما نقول..
إن عبدالرحمن بن سعيد.. كان شجرة التاريخ الرياضي الوارفة الظلال الممتدة الأغصان المخضرة الأوراق والضاربة الجذور لأنها كانت تمد أغصانها بالغذاء وأوراقها بمادة الكلوروفيل الذي يبقي نضارتها ويحفظ لها لونها الأخضر.. فإن ابن سعيد وهو يغيب عنا بشخصه وجسده قد ترك لنا إرثاً رياضياً كبيراً من القيم والمبادئ السامية للرياضة، وكمّاً معلوماتيّاً هائلاً ونادراً يؤرخ لحقبة هامة من تاريخنا الرياضي كشاهد عصر على هذه الفترة، بل واحد مهندسيها والمؤثرين فيها.. وهذا سيكون له حديث قادم بإذن الله لأهميته.
ومنذ 65 عاماً..
وربما قبل ذلك.. وعبدالرحمن بن سعيد بما حباه الله من علم في وقت كانت الأمية تضرب أطنابها في المجتمع وثقافة ذاتية مستمدة من بعد النظر.. كان يدون كل صغيرة وكبيرة ويسجل كل شاردة وواردة بنفس لا تكل ومداد لا ينضب حتى اللحظات الأخيرة من عمره.. رغم ما كان يتخلل ذلك من صعوبات بدنية ومشاكل صحية..
والتدوين لدى بن سعيد لم يكن فقط تدوين معلومة استقاها من هنا أو هناك.. بقدر ما هي رصد موثق لهذه المعلومات مبني على أسس معرفية لا ترى فيها عوجاً ولا امتاً ولا مجالاً فيها للشك أو مجرد الأخذ والرد.
لذلك..
لم يكن أحد يتجرأ الدخول في مناقشات معه حول صحة المعلومة ودقتها.. بل إنه كان المصدر لهذه المعلومة والمعين الذي لا ينضب حتى للذين يختلفون معه في توجهاتهم وميولهم، إيماناً منهم بمصداقيته وقناعة منهم بأسلوبه وطريقته في الرصد والتوثيق.
والحديث عن عبدالرحمن بن سعيد يطول ويتشعب ولا يمكن أن نحيط به خبراً، لكننا يمكن أن نجسد شخصيته عبر ثلاثة محاور.. رياضية واجتماعية ورجل دولة.
أولاً..
على الصعيد الرياضي..
والحديث هنا ليس عما قدمه ابن سعيد من عمل ملموس في هذا المجال سواء على الصعيد الميداني أو المعلوماتي.. مما أشرت إليه سابقاً؛ وأشار إلى غيره كثيرون لكنه عن القيم والمبادئ التي أرسى قواعدها وكان ينادي بها ويتمثل.. بعد تأسيسه لنادي الشباب بعشر سنوات حدث خلاف إداري أدى إلى انسحابه ومجموعة من اللاعبين وتكوين نادٍ منافس هو الأولمبي (الهلال فيما بعد)، وكان ذلك عام 1377هـ ـ 1957م ومرت على الشباب ظروف كادت أن تعصف به.. وكان بإمكانه تركه يغرق ليتفرد بالحضور عبر ناديه الجديد وهي طبيعة بشرية.. لكن بن سعيد عزّ عليه ذلك فأقام مباراة وديّة بين الهلال والشباب خصص ريعها لنادي الشباب لتجاوز أزمته.
وعندما تأسس نادي النصر قبل أكثر من خمسين عاماً وقف معه مادياً ومعنوياً وقدم له دعماً مالياً بـ 200 ريال (في ذلك الوقت) بعد أن واجهته أزمة مالية كادت أن توقف نشاطاته، بل وسعى لتسجيله رسمياً في رعاية الشباب بعد أن ساهم في حل بعض العقبات المالية والإدارية التي كانت تعترض تسجيله.. فكان له فضل بعد الله في قيام الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى واستمراريتها كما تنازل عن بعض لاعبي الهلال لأندية أخرى من الغربية، كالأهلي والوحدة في ظروف مشابهة رغم حاجة الهلال لهم في ذلك الوقت في منتصف الثمانينيات الهجرية الستينيات الميلادية.
كانت مصلحة الوطن عنده فوق كل اعتبار..
والمصلحة العامة اختياره الأول..
كان أبعد ما يكون عن النظرة الدونية للآخر.. أياّ كان انتماؤه أو عرقه أو جنسه.. وقد تجسد ذلك كثيراً في نادي الهلال منذ تأسيسه وأصبح نهجاً يسير عليه في لاعبيه ومنسوبيه وحتى قيادة الفريق.. لهذا صنع وأسس نادياً مثالياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واستطاع أن يصل هذا النادي إلى ما وصل إليه من مجد وحضور تجاوزالمحلية.
في مجلسه المعتاد..
ذات ليلة وكنت حاضراً هذه الواقعة وكان الحديث في معظمه رياضياً (رمى) أحدهم بكلمة عابرة عن الأمير عبدالرحمن بن سعود إبان حياته ورئاسته لنادي النصر، فرفع عبدالرحمن بن سعيد (رحمهما الله جميعاً) يده في وجه ذلك الشخص وقل بما معناه:
(أرجوك لا تتحدث عن الأمير عبدالرحمن أو غيره بمثل هذا.. فأنا لا أرضى أن يكون مجلسي مجالاً لمثل هذه العبارات أو الإساءة للآخرين.. وإلا فإن المجلس يتعذرك).. قالها رغم أن هذا الشخص من رواد المجلس المداومين، ورغم علاقته به ورغم الخلاف الذي كان قائماً بينه وبين الأمير عبدالرحمن آنذاك لكن سمو أخلاقه وقيمه تأبى الإساءة للآخرين.
والذين تعاملوا مع ابن سعيد في المجال الرياضي من مختلف الأندية أو شرائح هذا المجتمع يدركون هذه الحقيقة ويدركون مصداقية الرجل واحترامه للآخر.
ولعل الكل يدرك تلك المبادرة التي قام بها عندما زار الأمير عبدالرحمن بن سعود في المستشفى، وكان لها صداها في المجتمع وأثرها الإيجابي بعودة العلاقات بين الطرفين ولإذابة الكثير من الخلافات بعد خروج سموه.. وشاءت إرادة الله أن يتوفى الأمير عبدالرحمن بعدها بفترة ليست بطويلة..
ثانياً..
على الصعيد الاجتماعي..
تعرفت على عبدالرحمن بن سعيد وتشرفت بهذه المعرفة قبل أكثر من 35 عاماً عندما دخلت الصحافة الرياضية وكنت وقتها طالباً في بداية المرحلة الجامعية.. كانت له هيبته المستمدة من تاريخه أمام قليل خبرة ومرحلة عمرية.. لكن هذه الهيبة زالت في أول مقابلة وذابت في تواضعه الجم وتقديره للآخر واحترامه له بغض النظر عن سنه أو مركزه الاجتماعي ودون تعالٍ أو نظرة دونية.. على أن نظرتنا الاجتماعية له يمكن أن تتمثل في ناحيتين:
الأولى..
منذ أن عرفت ابن سعيد وأنا أعرف أنه لا يمكن أن يتناول غداء الخميس دون أن يشاركه فيه ضيف عزيز أو صديق.. وهذا ديدنه وطبعه.. وكان له مجلسه اليومي الذي يبدأ من بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء، حيث يتفرق الجمع بعد أدائهم الصلاة معه إلا حالات نادرة تحتاج إلى الإنفراد به لأمر ما.
كان رواد المجلس من مختلف أطياف المجتمع الرياضية وغيرها.. وكثيراً ما كان يأخذ أحدهم إلى مجلس خاص ثم يعود لمكانه دون أن يعلم الجمع ممن ضمهم المجلس ما دار هناك.. وكان كثيراً ما يقصده الباحثون عن معلومة تاريخية أو رياضية، حيث تتراءى المجلدات أمامه محتويةً على كل المعلومات لدرجة أنه يعرف في أيّ مجلد هي إن كان الأخضر أو الأحمر أو الأزرق.. أو غيره.
وكان الحديث متشعباً في هذا المجلس ويضيف كثيراً إلى ثقافة الحضور بما فيه من طرح راق وأدب حوار.
الثانية..
وقد تكشف الكثير منها بعد وفاته.. فقد كانت شماله لا تعرف ما تنفق يمينه.. وقد أكد ذلك كثير ممن قدموا واجب العزاء سواء حضورياً أو هاتفياً أو أدوا الصلاة عليه رجالاً ونساءً ممن شملهم بنفقة شهرية أو مقطوعة سواء من لاعبين ورياضيين قدامى أو من خارج الوسط الرياضي.. وقد وقفت بنفسي على شيء من هذا.
كان يقصده الكثير ممن ضامهم الدهر أو ظروف الحياة بمختلف أطيافهم الاجتماعية أو ميولهم الرياضية وكان يعطي بسخاء ودون منّة أو تفرقة.
كان يرفض أن يقرض أحداً ممن يقصده في ذلك لكنه لا يرده دون أن يعطيه ما يعينه على تجاوز ظروفه ويسميه “هدية” مشترطا قبولها ومشترطاً أيضاً عدم معرفة أحد بذلك حتى لو أدى الأمر إلى اليمين.. وأن يصاغ الشيك أحياناً -إن لم يتوفر النقد أو كان المبلغ كبيراً- بطريقة لا توحي بأنه هبة أو عطية.. ناهيك من دعمه لكثير من الجمعيات الخيرية والحالات الإنسانية وشفاعته للكثيرين..
ثالثاً..
رجل الدولة..
عبدالرحمن بن سعيد أحد القلائل الذين عاصروا ملوك هذه الدولة وتشرفوا بالعمل أو التعامل معهم.. سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. منذ إدارته لمكتب العمل ثم إدارة المجاهدين بوزارة الداخلية ثم ديوان مجلس الوزراء، حيث قضى معظم حياته الوظيفية في الأمانة العامة للمجلس وتقاعد على المرتبة الرابعة عشرة..
كان أميناً في عمله..
مخلصاً لوطنه..
نزيهاً في تعامله..
لهذا كسب ثقة ولاة الأمر بمختلف مواقعهم وكانت له مكانته في المجتمع.
قال صلى الله عليه وسلم:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)..
وعبدالرحمن بن سعيد إن شاء الله -وأحسبه كذلك والله حسيبه- لن ينقطع عمله من هذه الثلاث مجتمعة..
فالصدقة الجارية
توفرت من خلال أعمال البر والخير التي قام بها في حياته..
والعلم..
وحسبي أنه ليس العلم الشرعي فقط أو العلم المدون في الكتب.. فالقيم والمبادئ التي تركها وزرعها في أولاده هي علم.. والإرث المعلوماتي في مجاله مما نفع به كثيرين، ويمكن أن ينفع به مجتمعه ووطنه، تدخل في هذا السياق..
أما الولد الصالح..
فإن أولاده -ولا أزكي على الله أحداً- هم كذلك.. وهم قادرون ومؤهلون على البر.. بوالدهم بعد مماته.
اللهم
إني أسألك في هذه العشر المباركة من هذا الشهر المبارك أن ترحم عبدك الفقير إلى عفوك ومرضاتك عبدالرحمن بن سعيد وأن تغفر له وتسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم
اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم
جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات كرماً وغفراناً.. وحلله وأبحه منا يا عفو يا كريم.
اللهم
أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة واجعل ما أصابه في هذه الدنيا من نصب وتعب تكفيراً له وتطهيراً ورفعاً لدرجته ومنزلته في الجنة.
اللهم
اجمعنا به في مستقر رحمتك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
والله من وراء القصد،،،