2008-10-21 | 10:00 مقالات

ويسألونك عن الروح الرياضية

مشاركة الخبر      

لماذا سادت الروح الرياضية العالية في ديربي المنطقة الغربية بين الاتحاد والأهلي ثم ديربي الوسطى بين الهلال والنصر مطلع هذا الأسبوع؟!
والروح.. أو المثالية التي أتحدث عنها هنا.. لا أعني أداء اللاعبين داخل الملعب.. وماكانوا عليه من انضباط سلوكي. فهذه الأمور تعودنا عليها من لاعبي هذه الفرق في لقاءاتهم التنافسية. وإن كانت في هذين اللقاءين قد تجلت أكثر في عملية الانضباط، والتعامل مع قرارات الحكم، وعدم الشد العصبي مما انعكس بدوره على الجمال في أداء الفريقين والرقي في مستواهم. لكنني أعني بسيادة الروح أكثر في التعامل الإعلامي (خاصة الصحافة المقروءة) مع الحدث سواء من قبل المنتمين لهذا الإعلام والمحسوبين عليه. أو من قبل بعض المنتمين للأندية والمحسوبين عليها من أعضاء شرف أو إداريين باستثمار وسائل الإعلام واستغلالها لتمرير وسائل معينة للوصول الى أهداف معينة.
كيف تحولت الأوضاع للأفضل وبمقدار 180 درجة خلال فترة قياسية؟!
هل ارتفع مستوى الوعي لدينا الى هذه الدرجة وبهذه السرعة؟!
وهل أدركنا حقيقة ومعنى دوري المحترفين وبدأنا نتعامل معه بما يناسبه من فكر كروي محترف؟!
أتمنى ذلك!
لكنني..أشك في استمراريته وديمومته. وأعتقد أن مؤشر التبديل سيستمر في دورته حتى يكمل 360، ويعود الى الصفر. أو نقطة البداية. وسيظل طوال الموسم متذبذبا بين الصفر و360 درجة وسيصبح مرهونا بظروف مؤقتة مرتبطة بمؤثرات خارجية!
قبل أسبوعين فقط .. تم تجريد أحد اللاعبين من بعض صفاته الإنسانية. والخلقية لأنه تصرف تصرفا خارجا عن الروح الرياضية! ونتج عنه هدف في مرمى الفريق الآخر!
ربما لولم يتم تسجيل الهدف. أو كان التصرف أثناء المباراة. لما أخذ تلك الأبعاد، وهذا مؤكد لأن ردة الفعل ارتبطت بالنتيجة!
وخرجت جماهير عن الروح الرياضية، وتجاوزت حدود الانضباط والتعامل كردة فعل على خطأ ارتكبه الحكم والخطأ هنا عملية نسبية. لكن هذه الجماهير كانت مهيأه لهذا التصرف ومعدة نفسيا قبل المباراة.
في مباراتي الديربي يومي الجمعة والسبت الماضيين.لزمت الجماهير الصمت، وشجعت بمثالية، وتعامل الإعلام مع الحدث بروح عاليه، وتقبل منسوبو الأندية والمنتمون إليها النتائج وفق ماانتهت إليه، رغم انه لم تنته بتعادل عادل، وانما فوز وخسارة. وكانما جاءت إرادة الله بهذه النتائج لتضع هؤلاء على محك الاختبار الحقيقي!
فالجماهير لم تتم تهيئتها أو إعدادها نفسيا لرفض أي قرار!
وقرارات الحكم تم قبولها والتعامل معها أثناء المباراة بكل احترام. والقناعة بها بعد المباراة.
لم تخل المباراتان من الأخطاء ووصلت في بعضها إلى التأثير على سير المباراة. وبالتالي في نتيجتها!
هذه الأخطاء.أصبحت جزءا من اللعبة. والحكم بشر معرض للخطأ، في حين انه لم تكن كذلك في وقت آخر. بقدر مايتم النظر اليها على أنها خارج إطار اللعبة وأنها صادرة عن نية مبيتة!
القضية هنا. لاترتبط بارتفاع مفاجئ في مستوى الوعي! وتطور الفكر الاحترافي بقدر ارتباطها بنوعية وجنس الحكم. والجهة التي يمثلها هذا الحكم!
وعليه..
فإن أياً من هؤلاء سواء اللاعبين أو المنتمين للأندية وحتى الجماهير أن يعترض مجرد الاعتراض . ناهيك عن التعرض للحكم. لأنهم يدركون أن الثمن سيكون غاليا. وأن حقه محفوظ. وقرارات الفيفا سارية المفعول. ولاتردد فيها!
هذا يؤكد أن هؤلاء واعون فعلا لدورهم ويعون حقيقة فعلهم وتصرفاتهم!
وهذا يعني..
أن مواقفهم تجاه الحكم الوطني ليست ناتجة عن عدم القناعة. بقدر ماهي وسيلة لتحقيق غايات معينة! فالحكم الاجنبي في عمومه لن يكون أفضل من الحكم الوطني. والحكم الوطني في مجمله لايقل مستوى وقدرة عن الحكم الاجنبي. بدليل تكليفه من قبل الجهات الدولية للمشاركة والتحكيم في الدورات الأولمبية، وكأس العالم، والقارية، والاستعانة به في اللقاءات الدولية.
والعودة الى تاريخ الحكم الأجنبي في ملاعبنا، واستعراض تاريخه سواء في الفترة الأولى (فترة الستينيات الميلادية) قبل أربعين عاما وأقل أيضا (حوالي 35) أو خلال السنوات الأخيرة تؤكد هذه الحقيقة. وربط (سوء النية) بكثرة أخطاء حكم معين تجاه فريق معين، أكثر من مباراة، لايتفق مع الواقع والمنطق!
اذ من الطبيعي أن يدير حكم ما. أكثر من مباراة لفريق معين. سواء خلال موسم واحد. أو اكثر.
ولأن الاخطاء واردة في كل مباراة!
فمن الطبيعي ايضا أن يخطئ هذا الحكم تجاه هذا الفريق! لكن من غير الطبيعي أن تنظر لهذه الأخطاء على أنها تراكمات تؤدي الى سوء النية! وسبق الإصرار!
وهناك بعض الحكام الأجانب في السابق أو في الفترة الأخيرة أدارو أكثر من مباراة لفرق معينة. وأخطأوا تجاهها. لكن هذه الأخطاء تم قبولها، والتعامل معها بروح رياضية، ولم يتم ادراجها ضمن (سوء النية)! ليس لأن الحكم الأجنبي لايعرف الفريقين، وبالتالي تصدر قراراته بحسن نية!
وأن الحكم السعودي على العكس!
ولكن..لأننا (نحن).. ندرك ونعي أبعاد تعاملنا مع هذا.. أو ذاك!
نتجرأ على الحكم الوطني آمنين مطمئنين! ونحترم الحكم الأجنبي خائفين.. وجلين! واعين. ومدركين لأهداف (الجرأة) وأبعاد (الاحترام)!
الفرق.. وباختصار
لأن للحكم الأجنبي (رب) يحميه!
والله من وراء القصد

كلنا أغنياء.. وكلنا فقراء
بغض النظرعما تطرحه قناة أبوظبي الرياضية، وما تثيره من قضايا، سواء اتفقت معها أو اختلفت. فإنني لن اتطرق لذلك، فهي قناة إعلامية تدرك وتعي ماتطرحه والقناة الناجحة تراجع نفسها دائما، وتقيم اداءها بصفة دورية. وتحدد اتجاهها وفق استراتيجية تسير عليها للوصول لهدف معين!
كما أنني لم أتطرق لما أشار اليه الزميل محمد نجيب قبل فترة من تعاقد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع المدرب الفرنسي المقال من الإمارات ميتسو، وما أثاره ذلك من ردود فعل أحرجت الذين تناولوا الموضوع لسبب بسيط، وهو أن مثل هذا الخبر محسوب على الجهة الإعلامية التي أعلنته! إذا كان الهدف سوء نية فهذه إساءة لقناة محترمة. وليست من قواعد ومثاليات الإعلام وأربأ بقناة تمثل أبوظبي أن تكون كذلك!
وإن كان (سبق إعلامي) فقد اتضحت الحقيقة وكشفت عدم المصداقية لدى القناة، أو على الأقل عدم الثقة في مصادرها التي اوقعت محلليها في حرج شديد! وفي كلتا الحالين فإن مثل هذا الأمر محسوب على القناة!
على أية حال.. سأتجاوز هذا كله.
مايهمني حقيقة كسعودي. هو ماأثاره أو قاله الزميل محمد نجيب أن الأندية السعودية (أندية أمراء وأندية فقراء)
مثل هذا الوصف أو التعبير لايصدر من إنسان متمرس وصاحب خبرة يعي ويدرك أبعاد الكلمة ومعانيها!
فاذا كانت (زلة لسان) أو خطأ في التعبير فالمفروض من محمد نجيب أن يعتذر. ويوضح مايعنيه!
وإن كان يعي ذلك. ويدرك أبعاده فهي محسوبة عليه!
من هو الفقير لدى محمد نجيب؟! وماذا يعني به؟
ومن هو الأمير؟! وماذا يقصد؟!
وهل الفقير، لا (إنسان)؟! وهل ننظر إليه نظرة دونيه؟!
وأن الأمير يعيش في عزله؟!
لو كان محمد نجيب ومن معه يعرف التاريخ الحقيقي للكرة السعودية لأدرك أن الأندية والرياضة قامت في الأساس على (أيدي الفقراء) (حسب وصفه)!
وأن الاندية السعودية القائمه حاليا، وأعني الأندية فيها. لاتضم مجالس إداراتها أيا من أصحاب السمو.. وحتى أعضاء الشرف من أصحاب السمو يندر وجودهم وتواجدهم في بعض الأندية الكبيرة!
وهناك أندية فقيرة ماديا، وامكاناتها محدودة وفي درجات أقل رغم أن رؤساء مجالس إداراتها من أصحاب السمو!
فالاندية السعودية، هي أندية الوطن، ولأبناء الوطن!
وإذا كانت هذه هي نظرة محمد نجيب. فلماذا أيضا لم يصنف الاتحادات الرياضية السعودية على هذا الأساس وأن هناك اتحادات أمراء. واتحادات فقراء؟!
هذه الحقائق تغيب عن هؤلاء أو غابت عنهم وبالتالي يغيب عنهم أننا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد نحمل صفة واحدة هي (المواطنة)!
وكثير من المواطنين الذين يراهم نجيب فقراء يملكون من الثروات المادية ما يضعهم في قائمة أثرياء العالم؟!
لكننا جميعا كسعوديين أمراء، ومواطنين عاديين أغنياء فعلا! وفقراء أيضا!
نحن أغنياء بأنفسنا فالغنى الحقيقي هو غنى النفس!
وفقراء الى الله سبحانه وتعالى.
ونحمد الله على هذا الغنى وهذا الفقر!

من أجل الوطن
أجزم أن كثيرين لايعلمون أن البطولة العربية للبولينج قد أقيمت الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية وتحديدا هنا في الرياض، وأنها أقيمت في صالة تعتبر من أرقى وأفضل الصالات العالمية في هذا المجال!
ليس لأن هذه البطولة توافقت مع أحداث أخرى (سحبت الأضواء) من كل شي! حتى من بعضها!
وهذا وإن كان مقبولا بعض الشيء لكن ما هو مؤكد أن الإعلام وأعني المقروء كان مقصرا في متابعته للحدث. بل وبعضه كان غائبا نهائيا. أستثني (الرياضية) جريدة الشباب العربي التي واكبت الحدث منذ بدايته لكن صحفا أخرى كبيرة وقريبة من الحدث غابت عنه نهائيا. وكأنه لايعنيها. حتى المؤتمر الصحفي خلال شهر رمضان المبارك للتعريف بالبطولة غائب عنها. وبعضها بحجج لاترتقي لمستوى الفهم للرسالة الإعلامية. مثل عدم وجود من يمثلها.. الخ
القضية ليست عدم شعبية اللعبة وعدم أهميتها فلكل رياضة روادها والمهتمون بها. ولكن لأنها لعبة رسمية واتحاد رسمي.
ولأنها بطولة عربية.
والبعد الإعلامي للتغطية يتجاوز إطار متابعة الحدث. الى تقديم رسالة للأشقاء أننا في السعودية لدينا الإمكانات لاستضافة البطولات، ليس من النواحي الفنية، والكوادر البشرية، ولكن من حيث المتابعة الإعلامية وهي جزء أساس ومهم في إعطاء الحق لأي اتحاد في استضافة البطولات!
الأمر لم يكن صعبا أو خارجا عن المألوف، إذ إن تخصيص مانسبته 10% فقط من المساحات المخصصة للرياضة بصورة يومية طوال فترة البطولة كان كافيا جدا لمواكبة الحدث وتغطيته والتعريف به!
المشكلة لاتكمن في ذلك. لكنها في الحس الصحفي وإدراك الرسالة الإعلامية التي تتجاوز الاهتمام بالأشخاص. والكيانات. إلى الاهتمام بالوطن.. ورياضة الوطن.

أصدقاء المنتصف
الأخ أحمد الزايدي ـ الخبر.. يقول
(خير لنا أن نكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن نكون غزلانا في الطريق الخطأ فالناس ينسون السرعة التي ننجز بها عملنا، لكنهم يتذكرون نوعية ما أنجزنا).
الأخ خالد مشعل الشمري
أشكر لك.. ماجاء في رسالتك
تحياتي وتقديري.
والله من وراء القصد