2017-05-26 | 03:13 مقالات

جيل الهواة.. وجيل الفياجرا

مشاركة الخبر      

لا توجد لدي إحصائيات دقيقة، عن معدل أعمار اللاعبين السعوديين، الذين اعتزلوا لعب الكرة في أنديتهم، وودعوا الملاعب، سواء في سن مبكرة أو سن متأخرة؛ فمن الواضح بالنسبة لي أن النسبة الأكبر منهم يعتزلون بشكل رسمي، وهم في سن ما بين 30 إلى 35 عامًا، ونادراً من زاد على هذه السن إما بعام أو عامين تقريباً، وكانت نهاية الغالبية العظمى منهم بطريقة "تراجيدية"، لم يراعوا فيها نجوميتهم، ولم تكن تليق بتاريخهم الكروي الناصع بالإنجازات، ومجد صنعوه كان يستحق أن ينهوه بختام مشرف، لا يأتي أشبه بحالة "طلاق" إجباري. يفرض على اللاعب القبول بقرار "مفاجئ"، يتم من خلاله "تنسيقه" من كشوفات النادي؛ ليبحث بعد ذلك عن "وداعية" تضطره إلى القيام بدور "الشحات"، طالباً وراجياً من رئيس النادي ومحبيه من أعضاء الشرف "المليانين"، إقامة حفل اعتزال له، أو يخرج بهدوء، مستسلماً للأمر الواقع، ولسان حاله يقول: "لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت".

 

ـ في زمن "الهواة" كان مستوى "وعي" اللاعب السعودي له ما يبرره، بالإصرار على البقاء والاستمرار في الملاعب؛ لتدني تحصيله الدراسي، وثقافة محدودة وظروف مادية صعبة تحفزه على نضال وكفاح لآخر رمق، حتى إن وجد نفسه التائهة في مفترق طرق ونظام مروري إجباري، ولوحة مكتوبة عليها "STOP"، وقرار يسمع من يقول له: "امسك الباب"، وإن حظي بتقدير من إدارة النادي وكان "محظوظاً"، أقيم له حفل اعتزال مع الأخذ في الاعتبار حجم "معاناة" طويلة، تجعله "يفرح" بقائمة من الهدايا العينية والمادية، تنشر بالصحف في اليوم التالي من مباراة الاعتزال. 

 

ـ في زمن "الاحتراف" رغم الوفرة المالية التي حظي بها اللاعب السعودي، و"نغنغة" لم يكن يحلم بها إلا أن "بحبوحة" اليد وحالة "الإسراف" المادي التي تحكمت في حياته الشخصية والعامة، و"ترف"تغلغل في نفس "طماعة" لم تمل و"تشبع" من المال، إذ أصبح فكره "المادي" منصبًّا فقط على كيفية المحافظة على استمرارية الدخل الباهظ، الذي يحصل عليه من ناديه، دون اهتمام بقيمته الفنية، وبصحته وبرنامج يومي منظم بعيداً عن السهر ومخالفة أنظمة وتعليمات مدربه وإدارة ناديه، غير مبالٍ إن فقد لياقته البدنية وجزءًا كبيرًا من تألقه الذي كان عليه بسبب العمر الذي وصل إليه، ولم تعد حالته الصحية والبدنية تسمح له بمجاراة اللاعبين الشباب، وبات مثل الرجل العجوز الذي مهما استخدم من الفيتامينات والمقويات الجنسية مثل "الفياجرا" لن تعود إليه قوة وصحة الشباب التي كان عليها يومًا من الأيام، إلا أن هذه النوعية من اللاعبين "العجايز" يظل متمسكًا بالبقاء حتى إن لم يلعب عددًا كبيرًا من المباريات، أو لعب دقيقة واحدة. والشواهد على ذلك كثيرة، وأبرزها من اللاعبين السابقين سامي الجابر ومحمد نور، وفي الوقت الحالي نشاهد حالياً "ياسر الفحطاني" نموذجًا "حيًّا" للاعب الذي سوف يشوه تاريخه ونجوميته، ومن حسن ظنه أنه وجد إدارة "تجامله".. ولست مصدقاً أنها وافقت على "تجديد" عقد لاعب عدد ساعات الاستفادة من خدماته ربما لم تتجاوز الساعتين طوال الموسم. ويبدو لي أن هناك "اتفاق جنتلمان" بينهما، أو أن إدارة النادي "فلوسها" كثيرة.

 

ـ لم أتطرق إلى حسين عبد الغني الذي ما زال يركض في الملاعب، وهو في سن الـ"40" عاماً "ما شاء الله"، كحالة نادرة، ومازال قادرًا على العطاء إلى يومنا هذا، والسبب أنه محافظ على صحته وعلى نظام برنامج يومي واضح على أدائه بالملعب "99 دقيقة"، بناء على فكر احترافي استفاد منه أثناء احترافه بأحد الأندية السويسرية قبل انتقاله لنادي النصر، والأصوات التي كانت بالموسم الماضي تنادي بـ"اعتزاله" هي أصوات إما "محتجة" على سلوكياته "المشينة" داخل وخارج الملعب، وإما أنها "كوبري" وضعته للنيل من "كحيلان" لعله يستقيل، وإن ظهر عليه أخيرًا التعب والإرهاق، وأحسب أن السبب "نفسي" أكثر من أنه فني. 

 

ـ نموذج ثانٍ موجود من اللاعبين، من المفترض أن يعلنوا اعتزالهم، هو لاعب نادي الشباب النجم الخلوق جداً "سعود كريري".. صحيح أنه نموذج للاعب "المحترف" طيلة مشواره الكروي، إلا أن محبيه يَرَوْن أنه حان وقت اعتزاله، وعليه اليوم أن "يختم" حياته الرياضية قبل أن تصبح نهايته البحث عن "مقويات" صحية تساعده على اللعب "ربع" شوط، وبالتالي في النهاية يسمع من يقول له "ما قصرنا معاك" يا الله مع السلامة.

 

ـ خلاصة القول: جيل زمن الهواة "معذورون".. أما زمن "الهمبورجر والفياجرا" أقول لهم: "الطمع شين".