2013-12-15 | 07:21 مقالات

بصاص(محلي) وجوبسون(عالمي)

مشاركة الخبر      

أصبح إعلامنا الرياضي مع كل الشوائب المحيطة بالوسط الكروي يحاول بين حين وآخرالتركيز على الوجه (الجميل)الذي يقدم صورة مشرفة عنه، مخالفة تماما عن صورة مقززة جدا مما يحدث في الملاعب وخارجها من سلوكيات جعلت سيرة من ينتسب لهذا الوسط غير مريحة ينتابها كثير من الحذر في أسلوب التعامل والعلاقة وعلامات استفهام وتعجب حول مجتمع ماذا أصابه وحوله إلى كثير من الفوضى وما ينتج عنها من تجاوزات أخلاقية عبر ماينشر من أخبار(فضائح)الفساد الذي بات للأسف الشديد متفشيا في بعض منه وذلك على مختلف فئاته من مدربين ولاعبين وإداريين وإعلاميين أيضا.

-أتذكر قبل أكثر من عشرين عاما حينما قام الكابتن عبدالله غراب لاعب الاتحاد سابقا بضرب شقيقه خالد في الملعب لمجرد سلوك غير رياضي(عادي) يحدث في ملاعب الكرة صدر منه، تحول هذا الموقف آنذاك عند الصحافة إلى عمل(بطولي) فردت له(المانشتتات)العريضة وكتب عنه عدد كبير من كتاب الأعمدة، ولم أجد في هذا الاهتمام مايثير الاستغراب عندي على اعتبار أن مجتمعنا(جميل) بطبعه حريص أن يؤكد ويدعم أخلاقيات مترسخة في بيئته وتربية نشأ عليها مازالت جزءاً مهماً من مكوناته وأصالته.

-لاحظنا قبل أيام حجم احتفاء البرامج الرياضية بالقنوات الفضائية والصحافة والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بالخلق الرفيع الذي بدر من لاعب النادي الأهلي (مصطفى بصاص) حينما

خص عامل النظافة بالنادي الأهلي بالسلام عليه وتهنئته بعد إحرازه للهدف كنوع من المشاركة الوجدانية مكملا سمات لاعب موهوب بات حديث الإعلام لموسمين متتاليين، حيث اعتبر ذلك السلوك الذي صدر منه والتقطته كاميرات التلفزيون السعودي وعدسات المصورين لقطة(الموسم) بدون منازع.

- نفس هذه البرامج وغيرها من وسائل إعلامية ومواقع سبق لها أن احتفت بلاعب نادي الاتحاد جوبسون حينما ربط (جزمة) زميله حارس المرمى في الفريق المنافس ومانتج عنه من تأخر قريب من الست ياردات

يعاقب عليه القانون، حيث كان بمقدور لاعبي الاتحاد استثمار هذا (الفاول) لإحراز هدف يحتاج إليه الفريق إلا أنه تم تسديد الكرة خارج المرمى لتعتبر هذا السلوك الرياضي بمثابة لقطة الموسم، علما بأن هذا الاحتفاء لم يقتصر على الإعلام المحلي إنما تناقلته كافة وسائل الإعلام(العالمية) وتحدثت عنه شخصيات رياضية أبرزها رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سابقا(محمد بن همام)في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بتويتر.

-ولو أردنا إجراء مقارنة بين اللقطتين وأيهما يمكن أن تأخذ صفة لقطة الموسم في منافسة إعلامية تستحق أن تخصص لها جائزة بنهاية الموسم، أعتقد من وجهة نظري من الممكن اعتبار السلوك الذي بدر من اللاعب

الخلوق مصطفى بصاص أفضل لقطة(محلية)، في حين لقطة اللاعب جوبسون تعد أفضل لقطة(عالمية) ومازالت المنافسة قائمة بين جميع الفرق حتى نهاية الموسم بين المحلية والعالمية، وكم أتمنى من رابطة المحترفين أن تولي اهتمامها بهذه الجوانب(الإنسانية) التي تحرك مشاعر الرياضيين وتنال استحسانهم وتقدم صورة مشرفة عن مجتمع رياضي هناك من شوه جماله، ولا أستبعد أن شركة عبداللطيف جميل الراعي للدوري السعودي ستكون لها مبادرة في هذا الشأن ضمن المبادرات القيمة التي قدمتها في أول موسم لها.