2013-12-05 | 08:18 مقالات

نواف و(كرامة) رئيس والعائلة الكريمة (2)

مشاركة الخبر      

من أين أبدأ حكاية تلك الزيارة؟ فكل جزء من أجزائها يحولها إلى عمل أدبي درامي بدءاً من لحظة استقبال المهندس محمد الفايز لنا في بيت والده وجلوسه مع أعضاء مجلس إداراته وهو يطلب منهم التماس العذر له فهو أمام طاعة والديه وارضائهما تصغر كل الأشياء في عينيه وتتحول الحياة لا قيمة لها والأهم من ذلك كله قيم عبر عنها تأصلت في تربيته بأن (التوفيق والنجاح) لن يكون حليفه ولا حليف الاتحاد ولهذا السبب كان مجبرا مرغما على أن يلبي ويستجيب لرغاباتهما في (ذل) يتشرف ويعتز به لعل فيه (خير) له ولمجلس الادارة والكيان الاتحادي عموما.

ـ أصابني الذهول، رأسي غير قادر على استيعاب الموقف، كنت أنا وأعضاء مجلس إدارته في الليلة الماضية عقدنا اجتماعا حبياً وبعضا من الأعضاء طلبوا مني الحضور إليه وحديثه مازال عالقا صداه في ذهني وهو متمسك بموقفه ولن يؤثر ذلك السلوك المشين الذي تعرض له بملعب الشرائع وأنه ماض في مهمته رغماً عن الضغوط الكبيرة التي يواجهها من والديه وأفراد أسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة.

ـ إن مصدر ذهولي ودهشتي لم تكن نتيجة تراجعه عن كلام ووعود قطعها على نفسه لزملائه في فترة سابقة خوفاً من لحظة (ضعف) ينهارون مثله إنما سؤال خنق الكلمة في حلقي وكل حروف (الشجاعة) تخلت عني حيث منعتني من توجيه سؤال مرتبط بذلك الاجتماع، أين أنت مما قلت ووعدت به؟ وكيف أن لساني فضل لغة الصمت واستسلم لموقف آخر وأنا أحس برجل تجلت فيه روح الشهامة وهو يرفض إلا أن يكون كريم الخلق مع ضيوفه يحاول الخروج من مأزق قرار غير موافقين عليه ليلبي لهم رغبة الاستماع إلى مبررات والديه لعلهم يشعرون بالسبب الذي فرض عليه تقديم استقالته للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بعدما هُدرت (كرامته) دون علمهما والحصول على موافقتهما وبالتالي يلتمسون العذر له أو يستطيعون إقناعهما إن كان هناك أمل للتراجع بسحبها مع أنني كنت مدركا أن مثل هذا الأمل ضعيف جداً بلوغه ذلك أنه كان يكرر على مسامعنا عبارة بليغة (معليه سامحونا إلا أبويا وأمي).

ـ هنا وقبل أن أسرد عليكم بقية الحكاية توقفت طويلا أمام تساؤل أشغلني وأتعب فكري ونبش ذاكرتي في آن واحد وهو (أن رجلا مشهورا في السبعين عاماً هل مازال رضا والديه يضعه فوق كل الاعتبارات؟) غير مهتم بما سيقال عنه من منظور أنه أصبح شخصية عامة، في نفس الوقت تذكرت في تلك اللحظة لاعب ونجم نادي الهلال ياسر القحطاني ومقال عنيف كتبته عنه بعدما وضع خيار انتقاله للعب بنادي الاتحاد قرار مرتبط برضا والده (العم سعيد) فأحسست أن مجتمعنا مازال بـ(خير) رغم مغريات الحياة، إلا أنه لم يتنازل عن مبادئ تربى عليها، وقيم دينية نشأ في أحضانها الدافئة لاحقت هذا وذاك وغيرهم من (المشاهير) فلم يتخلوا عنها، وأدركت حينها أن عدم تعرضي لنفس الموقف كفيل بعدم تقدير لمن وضعوا فيه، وللحديث بقية غداً بإذن الله.