2013-12-04 | 08:51 مقالات

نواف و(كرامة) رئيس وعائلة كريمة

مشاركة الخبر      

للبيوت أسرارها، وللمجالس أمانتها، هذه مبادئ تعلمناها لا يمكن لأي إنسان في مجتمعنا السعودي والعربي عموماً الحياد عنها والتخلي عن أبسط قواعد الالتزام بها ولكن ما سمعته وشاهدته وتابعت أدق تفاصيله قبل وبعد اتخاذ رئيس نادي الاتحاد محمد الفايز قرار الاستقالة من أحداث ومواقف (مؤثرة) جداً لم يسبق لي في حياتي الصحفية على مدى ثلاثين عاماً وأكثر أن عشت الأجواء المؤلمة جدا التي شاهدتها ولو كان حجرا لأبكته وذبحه صدره خاصة عندما كنت قد تشرفت بالتواجد في منزل الرجل الوقور الكبير في السن والذي شارف عمره على المئة عام العم حامد الفايز والد المهندس محمد الفايز أثناء زيارة (الوداع) لأعضاء مجلس الإدارة له في بيت أبيه، فما رأيته من مشهد بل من مشاهد أعصرت قلبي ألماً وحزناً، ويعلم الله لو أن جمهور الاتحاد شاهد ما شهدته والموقف الذي حضرته لكره الكرة وكل من وضعوا الفايز في تلك الصورة السيئة البشعة التي جرحت كرامة أسرة كريمة وعائلة فاضلة بكاملها قبل أن تكون جرحاً لكرامة فرد واحد منها.

ـ ليعذرني الوالد العم حامد وحرمه المصون وإخوانه الكرام وابن ابنه حامد إن تجرأت ونقلت للمتلقي ما أرغمني أن أتخطى حدودي كضيف زائر مرحب به تجاوز مهمة طلب منه القيام بها وأن يكون له دور في إنجازها إلى أن أسجل اللحظات (التراجيدية) الصعبة جدا التي هزت بدني ووجداني ليس لتحقيق سبق صحفي على حساب قيم نفخر بها في مجتمعنا السعودي بالمحافظة عليها ولله الحمد إنما لممارسة دور إعلامي نبيل تفرض علي هذه المهنة الشريفة أن أقوم بها مساهماً بأداء رسالة أبعد ما تكون عن صناعة وبلوغ مجد شخصي إنما لنشر وعي فيه من المواعظ والعبر لعلها تحقق البعد (الإنساني) المأمول والهدف الاجتماعي المطلوب بما فيه من دعم وتوثيق وترسيخ لتربية (دينية) متأصلة في بيئة عائلة لها مكانتها الكبيرة بالمجتمع السعودي وبالذات المجتمع الجداوي تخلى أحدهم عن كبريائه و(برستيج) وفخامة مناصب ليرضخ صاغرا وهو في عمر السبعين عاما مطيعا (إرضاء) لوالديه.

ـ أثناء تلك الزيارة وفي خضم متابعتي لكل ما دار فيها بحثت في حديث مع النفس ومع بنات أفكاري عن الظرف ومسبباته الذي سمح لي مشاركا مطلعا على هذا الموقف الصعب إن كانت اتحاديتي أم مكانتي الصحفية هي من فرضت علي أن أكون (شاهداً على العصر)، والعصر هنا الذي أعنيه له أكثر من معنى وصورة والذي كان خادم الشباب والرياضيين الأمير نواف بن فيصل بقلب الابن (البار) قبل أن يكون المسؤول في قلب الحدث متابعاً لأجزاء قليلة من تفاصيله عبر اتصالات هاتفية أجزم بأنه (تأثر) فؤاده المرهف بها وبتلك (الحيرة) التي كان عليها الابن البار بوالديه والرئيس الذي لا تقبل عليه تربيته ولا شهامته ألا يستجيب لرغبات ضيوفه، فهو بين (نارين) بين ضغوط عائلية اهتمت بالمحافظة على كرامة ابن من أبنائها يمثلها في جميع الأحوال وما يمس (سمعته) يمسها، وضغوط عادات وتقاليد مجتمع تأصلت في أعماقه الحكمة العربية القائلة (إكرام الضيف واجب).. وللحديث بقية غداً بإذن الله وتوفيقه.