ظاهرة (رش الماء) الهلالية اختراع أم ماذا؟
فاجأنا الهلاليون الموسم الماضي في بعض وليس كل مباريات فريقهم الكروي بمطالبة القائمين على شؤون إدارة ملعب الملك فهد بضرورة رش الملعب بالماء وعلى الرغم من كل علامات الاستفهام التي طرحت آنذاك إلا أن الشارع الرياضي لم يجد رداً على السبب الحقيقي الذي دفع الهلاليين إلى الإصرار على هذا الطلب والذي كنت أظن لابد من وجود مبرر (علمي) نقله إليهم مدرب الفريق ولم يكن (اختراع) من بنات أفكارهم تأتي ضمن الحروب النفسية التي أحيانا تلجأ تليها بعض الفرق في المواجهات التنافسية المهمة، ومرت هذه الحالة (الغريبة) دون الكشف عن القناع الذي يختفي خلفه هذا الطلب أو الاختراع الهلالي. ـ في أول مباريات هذا الموسم للأزرق أمام فريق نادي العروبة الصاعد لدوري الكبار سمعنا عقب نهاية المباراة تصريحا لأحد لاعبيه نايف البلوي يوضح تأثير رش الماء بالملعب على أداء الفريق والذي لم يتعود اللاعبون عليه ولعل أكثر من تأثر اللاعب نفسه حيث شاهدته يتعرض لـ(الزحلقة) في حالات عديدة، حينها اضطررت إلى إجراء بحث في (جوجل) أملا في العثور على بحث أو مادة علمية ترشدني إلى (سر) تمسك الهلاليين بموقفهم الإلزامي لإدارة الملعب برش أرضية الملعب قبل أقام المباراة وموافقة المدرب السعودي سامي الجابر والذي لم يكن متواجدا كمدرب للفريق بالموسم الماضي والذي لو لمس أن هذا ليس له فائدة أو كلام فاضي لمنع استخدامه. ـ سؤال آخر من البديهي جدا أن يطرح تبادر إلى ذهني ومن المؤكد أنه دار في رؤوس آخرين مثلي وهو .. لماذا لم يتأثر لاعبو الهلال برش عشب بالماء (وهنا بيت القصيد)، ثم إن كان هناك له جوانب (مفيدة) للاعب سواء هلاليا أو من ناد آخر فلماذا لا تحرص إدارة ملعب الملك فهد وغيره من الملاعب الأخرى على أن تعم الفائدة للجميع خاصة إن كان فيه حماية للاعبين من الإصابة أو يساعد على تحسين أدائهم في الملعب إلا إذا كانت أنواع أحذية كرة القدم التي يرتديها لاعبو الهلال لها مواصفات تقتضي (رش الماء) مثل كفرات السيارات التي يجب تبديلها في فصل الشتاء في الدول التي يغطي شوارعها الثلج فحينذاك لا يمكن أن نلوم الهلاليين على ذلك ولكن من حق الأندية أن تعترض على اعتبار أن مواصفات أحذية لاعبيها مختلفة وبالتالي فإن تعرض البعض لـ(الزحلقة) يجعلهم عرضة لإصابات خطيرة أو على الأقل لا يساعدهم على الأداء الجيد وهذا الاختلاف يؤدي من شأنه إلى فروقات في المستوى وعطاء اللاعبين، وهذا ما عبر عنه أكثر من لاعب في الموسم الماضي وآخرهم البلوي نايف وربما البقية تأتي في المباريات المقبلة. ـ وأمام هذه (الظاهرة) الهلالية أتمنى جاداً من الاتحاد السعودي لكرة القدم أو من صديق (الصبا) الأخ سلمان النمشان أو حتى الإخوة المسؤولين بنادي الهلال تقديم المنظور(العلمي) لرش أرضية الملعب، ولماذا ملاعب بذاتها دون ملاعب أخرى لأنه مع تكرارها وعلامات الاستغراب المصاحبة لها نساهم في نشر (خزعبلات) تأخذ منحنى ليس في مصلحة مجتمعنا الرياضي على وجه الخصوص، كما أطالب إعلامنا الرياضي المشاركة في دعم هذا الطرح وأهدافه خاصة إذا علمنا أن هذه الظاهرة لم تعد محصورة بنادي الهلال فحسب، فالفريق الشبابي بالموسم الماضي نهج نفس التقليد وإن كان المنتخب (الأسترالي) استخدمها قبل أشهر في مواجهته أمام المنتخب الأردني في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل والتي خسرها (النشامى) بأربعة أهداف نظيفة مما دفع مدربه عدنان حمد إلى القول إن فريقه تعرض إلى (مؤامرة) من المنتخب الأسترالي لرشهم الملعب قبل المباراة بالماء موضحاً أن لاعبي المنتخب الأسترالي متعودين على هذه الأجواء ويعني (الممطرة) على عكس لاعبيه ولا أظن أن لاعبي الهلال أو الشباب لديهم أجواء مناخية مختلفة عن بقية الأندية السعودية إلا إن كانت ملاعبهم تمتاز بهذه الخاصية، فذلك يدعو بقية الأندية إلى توفير هذه الخاصية في ملاعبها قبل أي مواجهة أمام الزعيم والليث.