قانون الفتح أم الاتحاد؟
مواجهة هذا المساء المصيرية بين الاتحاد والفتح والتي سيشرفها أمير منطقة مكة الكرمة الأمير(خالد الفيصل) مختلفة تماماً عن كل المواجهات السابقة التي جمعت الفريقين بما لها من (تميز) يخص الناديين عن بقية الأندية السعودية و(تاريخ) رياضي يسجل ويرصد مناسبة كروية يشاركان فيها كأول بطولة يطلق عليها مسمى (السوبر) تنظم وتقام على مستوى الكرة السعودية، وهما تحديدا من حصلا على شرف (الريادة) كسبق منحتهما حق هذه الخصوصية والتي بدون أدنى شك أنهما (محسودين) عليها وبالذات الفريق الذي سيحصد لقبها هذه الليلة وينال أيضا أسبقية (الأولية) كأول ناد سعودي يحققها. ـ أما مَن مِن الفريقين أقرب للفوز بالمباراة والبطولة وفق مقومات فنية، فـ(المنطق) يقول إن الفريق الفتحاوي هو من سيكسبها ولا أبالغ إن توقعت بنتيجة (ثقيلة) جدا وذلك من منظور مبني على استعداد وتجهيز (متعوب) عليه تابعنا ملامحه عن كثب للنادي (النموذجي) وإن حدث العكس وقلب الاتحاد الطاولة رأساً على عقب فإننا في هذه الحالة نعود إلى قانون نظرية نجحت (النمور) الشابة في فرضها بطريقة أشبه بـ(المعجزة) فاقت كل الترشيحات والتوقعات وذلك في نهاية الموسم المنصرم عندما بسطوا هيمنتهم بالطول والعرض على بطل الدوري ووصيفه وصاحب المركز الثالث لينتزعوا بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين من فم (أسود) وليس من فم أسد واحد مع أن كل الظروف كانت ضدهم إلا أن عزيمة وإرادة (الشباب) حطمت كافة قوانين لعبة تعتمد على نظريات معروفة في كرة القدم. ـ من الصعب جدا التكهن بأن النمور سيكررون المعجزة للمرة الثانية وهم في ظروف (أسوأ) بكثير من ظروف تلك المرحلة وإن سمح لهم الفريق الفتحاوي بذلك فتلك لعمري ضربة قاصمة وقاضية ليس فقط للفتح إدارة وجهاز فني ولاعبين، إنما لكل أصحاب النظريات الكروية التي تؤمن بأن قانون القوة في هذه اللعبة مرتبط بمقومات فنية وتجهيزات مسبقة لا يمكن التهاون والاستهتار بها وهذا ما سبق أن أكده الفتح بالموسم الماضي عندما ألغى تماماً قانون (القوى العظمى) والذي كان على مدى أعوام طويلة هو السائد من خلال سيطرة ما يسمى بأندية (الكبار) على بطولات الكرة السعودية وعلى وجه الخصوص البطولة الأصعب بطولة الدوري، حيث استطاع هذا الفريق أن يغير كثيرا من النظريات التي تم التسويق لها إعلامياً والمتعلقة بالمقومات المادية والتعاقد مع مدربين كبار لهم خبرتهم الدولية ولاعبين أجانب يكلفون الأندية مبالغ خيالية حيث تمكن النادي (النموذجي) من حصد بطولة الدوري بفكر إداري وفني واقتصادي أصبح مضرب مثل (مبهر) كل من له علاقة بهذه المجنونة. ـ إذن نحن اليوم أمام معادلة أراها أكثر(تعقيدا) من الموسم الماضي بحكم انحصار البطولة في مباراة واحدة فالاتحاد رغم كل الظروف التي يمر بها يرغب إثبات أن تصميم إرادة نموره الشابة قادرة على تجاوز كل العقبات وصنع (المعجزات)، بينما الفتح يريد أن يقدم براهين أن الوهن الذي تعرض له الفريق في نهاية الموسم وخسارته أمام النمور في البطولة (الأغلى) ماهو إلا نتيجة إرهاق بدني إضافة إلى أن (الحظ) لعب بسبب الظروف القاهرة التي أثرت على لياقة اللاعبين هي من ساعدت الاتحاد على الفوز وتحقيق اللقب. ـ أخيرا يبقى الملعب وما سوف تسفر عنه نتيجة هذه المواجهة في ملعب الشرائع هي من تقرر وجهة المعادلة في من سيكسب، فإما قانون الفتح الحريص على أن يقدم نفسه (مرعباً) قبل بداية الدوري واستمرارية تألقه للموسم الثاني على التوالي أم قانون الاتحاد الذي يقهر(المستحيل) بشبابه وجمهوره، على أنني شخصياً أتمنى من أعماق قلبي التوفيق لحكمنا الدولي عبدالرحمن العمري في قيادة (سوبر) يكفر فيه عن أخطائه السابقة، مطبقاً قانون كرة القدم على لاعبي الفريقين يسوده العدل لا قانون يخص العمري وحده في مواجهات يكون طرفها المتضرر من قراراته (الجائرة) هو الاتحاد.