2013-07-20 | 19:22 مقالات

الأستاذ في ليلة حب ولمسة وفاء

مشاركة الخبر      

رحم الله محمد الخليوي اللاعب الكبير في جمال خلقه ورقة مشاعره وسمو أدبه ، رحم الله كابتنا لقب بـ(الاستاذ) وكأن من أطلق هذا اللقب عليه عاش وتربى في أعماقه وتغلغل في التفاصيل الدقيقة لشخصية هادئة جداً جداً وطيبة جداً جداً ،عرفته في الاتحاد وفي الملاعب أعجبني كثيرا كمدافع برز في فترة (القمم) بدون مقدمات ولا فزعات ومن حسن حظ الاستاذ ان أستاذه ومعلمه هوالقائد والأخ الكبير له احمد جميل وأعجبني أكثر حينما جمعتنا ديوانية (لاين اسبورت) في بطولة الخليج الأخيرة فمن خلال (الأدب)الذي كان يسيطر على حركاته وسكناته وأنا أتابع صمته الرهيب أدركت الكم الهائل من الخجل الذي يمنعه من الحديث وكم أكبر من احترام يكنه للآخرين فيفضل ان يتحول إلى طالب مستمع بدلا من أستاذ في ملعب ليس بملعبه ، وفي هذا المكان ومناسبته زادت محبة الاستاذ وتقديري العميق له. -كثيرون هم الذين رحلوا عنا لاعبين وغيرهم ولكن أحسست ان هناك اختلافا كبيرا جداً في طريقة (وداع) الخليوي وهو إحساس تساءلت في حديث مع النفس عن مسبباته وان كان له علاقة بـ(فجائية) خبر وفاته أم روحه الهادئة الطيبة هي من كونت هذا الحب الكبير واصبح كل محبيه يرغبون بالمشاركة في وداعه وحريصون جداً بأن تكون لهم لمسة وفاء، وهنا لابد لي من وقفة اثني وأشيد على وجه الخصوص بزملائه اللاعبين بعيدا عن ألوان الأندية حيث قدموا ..والحق يقال .. صورة مشرفة ومشرقة للاعب السعودي (الإنسان) لم أرها من قبل ولم الاحظها بهذا الكم من الحب، ولم تأخذ هذا التميز من التنظيم والتكاتف الذي بهرني وجعلني أعود مرة أخرى للحديث مع نفسي وسؤال ان كانت محبة(الاستاذ) هي من فرضت هذه اللمسات الإنسانية الحانية الرقيقة المشاعر أم انه كان سببا في إيجاد (تآلف) بين أبناء جيل واحد وجدوها فرصة مناسبة لابراز سمة من سمات جيل عملاق في وفائه وللإعلان عن وجودهم وعن توجه لإنشاء رابطة قدموا ملامح مشجعة ومحفزة لتأسيسها ،ومن وجهة نظري ان حفل الوداع والتكريم المقام هذه الليلة هو نموذج لنجاح يعزز فكرة إنشاء هذه الرابطة واعتقد أنها ستجد كافة الدعم لترى النور قريبا. - وبمناسبة الحديث عن هذه اللفتة بمافيها من معاني الحب والالتفاف والتلاحم والوفاء التي سادت جزءا من المجتمع الرياضي بكل اطيافه والوانه تضامنا مع الوضع المادي للمرحوم الذي وافته المنية والديون متراكمة على زوجته وابنائه استمعت قبل أسبوع تقريبا للزميل عادل الزهراني في ديوانية اذاعة (يو أف أم )اثناء تعليقه على رأي نقدي وجهه الزميل احمد الشمراني لبعض من الشخصيات الرياضية التي رمت بالوعود بالتبرع لأسرة الفقيد من خلال ظهورهم إعلاميا عقب إعلان وفاة الاستاذ وتكوين لجنة من زملائه لاستقبال التبرعات حيث وعد الزميل عادل الزهراني بأنه سيكون (غثيثا) معهم من خلال كشف أسمائهم ،وهذه النوعية التي سيتولى الزميل بفضحهم في برنامجه تعد في الواقع نموذجا غير مشرف بوسطنا الرياضي للأسف الشديد، وان كنت أتمنى ان لا يحدث ذلك ويلتزمون بكلمة شرف صرحوا بها ورقيا ومرئيا ويستثمرون نفحات هذا الشهر الفضيل ويوفون بالوعود التي قطعوها على انفسهم بشهادة الاعلام والمتلقي من قراء ومشاهدين ويساهمون في عمل خيري لوجه الله يبتغون مرضاته والأجر العظيم. - بقي اليوم وفي ملعب الشرائع دور مهم للجماهير المحبة لمحمد الخليوي بعيدا عن أستاذية حصل عليها في الملاعب وإبداع كروي شكل نجوميته في ناديه الاتحاد ثم في القلعة الخضراء والمنتخب السعودي لتشارك في هذا العمل الخيري واحسب أنني متفائل جداً بحضور يغطي الملعب في حفل وداع وتكريم نجم يستحق منهم كل الحب والتقدير عبر وقفة صادقة مع أهله وأسرته.