(وحدوووووه)
أتذكر قبل عدة سنوات كانت هناك عادة لفظية يقوم بها أهل الميت أثناء تشييع الجنازة وهم في طريقهم بها إلى المقبرة حيث يقول أحدهم بصوت مرفوع (وحدوووووه) كدلالة على وجود جنازة لتسهل مهمة حملها وسرعة وصول الفقيد إلى مثواه. وقد اختفت هذه العادة من منظور أطلق عليها بعض مشايخنا بأنها (بدعة) فتوقف الناس بعد ذلك عن استخدامها، إلا أنني تذكرت هذه الكلمة ومدلولاتها التي تذكرنا بذكر الله أولاً ثم لنوايا أخرى أشرت إليها آنفا أثناء اطلاعي على خبر جاء على لسان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد نشر قبل أسبوع تقريبا حول تأجيل البت في قرار إقامة مباراة السوبر بين الفتح والاتحاد التي تم إقرارها في وقت سابق إلى يوم 3 يوليو فأدركت في لحظتها أنها واحدة من قرارات الاتحاد المنتخب (الميتة) لأجد نفسي تلقائيا وعفويا أردد كلمة (وحدوووووووه) وعلى ذات الطريقة في (مط) الحرفين الأخيرين منها كعلامة لا حرج في استعمال هذا اللفظ كدلالة على قرار ميت يحتاج إلى تشييع وبالتالي يصبح تعريفاً لحالات مماثلة باتت عادة من عوائد عيد وتناقضات تصريحاته وقراراته المتكررة التي تموت بين (عشية وضحاها). ـ أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي فيما ذهبت إليه من اجتهاد حول منهجية منطومة رياضية تلجأ حينما تكون (عاجزة) عن اتخاذ وإصدار قرار إلى أسلوب (التمييع) الذي يعطي للرأي العام مدى الحرص والاهتمام بهذه الحالة وتلك الظاهرة أو رؤية تطويرية سترى النور قريبا في مسيرة الحركة الرياضية في بلادنا ليتم الاكتشاف بعد فترة وجيزة بأن ما تم الإعلان عنه ماهو إلا مجرد (استهلاك) إعلامي الغاية منه التهدئة ثم (قتل) القرار والأنظمة والمشاريع وتشييعها كميت إلى مثواها الأخير في مقبرة (النسيان) ولسان حالنا بعد المناعة التي اكتسبناها يقول مع لحظة سماعنا لها (وحدوووووه) ومن ثم تقديم العزاء للوسط الرياضي لجنين مات قبل أن يولد. ـ ولكي لا يعتبرني البعض (مفتريا) أو أن خيالي الواسع (يشطح) بي وبالقارئ المتلقي بعيدا، ألم يكن قرار السوبر في الموسم الماضي مطروحاً على طاولة اجتماع اتحاد كرة القدم (المؤقت) وبرئاسة حبيبنا أحمد عيد وحينها اتخذت توصية بتأجيله للموسم الجاري وبالتالي ماتت الفكرة وأجهضت آنذاك على (أمل) تطبيقها في الموسم المقبل، ولكن أمل يبدو لي مثل أخواتها اللاتي يحملن نفس الاسم والمعنى انتقلت إلى مثواها الأخير مقبرة (كان). ـ نفس الشيء حدث وربما يحدث مستقبلا وهذا مثال آخر فيما يخص ذلك التساؤل (البريء) الذي صدر من اتحاد القدم الموجه إلى لجنة (الانضباط) من خلال قرار كان من بين جدول الأعمال حيث اتخذ قرار بمخاطبة لجنة الانضباط للنظر فيما تم إقراره حول ما حدث في مباراة الهلال والاتحاد ـ تضحكوا على مين ـ وعلى الرغم من مرور شهر على الحادثة وأسبوع على ذلك الاجتماع إلا أننا لم نرَ ردة فعل من الجهة التي وجه لها خطاب الاستفسار، يعني (سعيد سف الدقيق) والله يرحمه. ـ وسمعنا أيضا تصريحات من الوزن الثقيل حول دراسات على أعلى مستوى لتغليظ ومضاعفة بعض العقوبات وهي لا تقل بأي حال من الأحوال عن أساليب التهدئة وقرارات لن ترى النور ولا غضاضة إن اعتبرناها في عداد الموتى وصرخنا مثل (ولية تولول على وفاة بعلها وهي تقول على طريقة الفنان عادل إمام (آه ياخرابي كان حنين) أو لفظ ( وحدوووه) كخيار أفضل من النياح والعويل.