المدرب سامي والحب الحقيقي
احترت مع بداية كتابتي لهذا الهمس أوجه التهنئة لمن؟ لنادي الهلال بقرار شجاع اتخذه محبوه بالتعاقد مع ابن من أبناء النادي (المخلصين) المدرب الوطني سامي الجابر أم لسامي نفسه الذي حظي بهذه الثقة وبفرصة العمر التي وضعته وجهاً لوجه أمام (حلم) لم يخطر في باله أو يتوقع حدوثه بهذه (السرعة) المتناهية وأمام مهمة و(مسؤولية) صعبة قبل بكل مخاطرها وفي نفس الوقت محاسنها ولعله قدم الجانب الأسوأ خوفاً من مغامرة لا يعلم ما هي عواقبها وإن ذهب في اتجاه آماله وطموحاته بأن نجاحه في التجربة الأولى له كمدرب (محترف) سيرفع من أسهم نجوميته ومن مكانة المدرب السعودي والكرة السعودية عموماً ناهيكم عن إدارة يعود لها الفضل بقبولها خوض هذا التحدي. ـ مبروك وجدت من المناسب توجيهها للمدرب سامي لاعتبارات لها علاقة ترجح كفة الكيان فوق الأسماء وبالتالي فإن إسناد هذه المهمة له (شرف) كبير أن يناله مقارنة بخبرته (الضئيلة) في مجال مازال طالباً فيه فإن نجح أو فشل فمرد ذلك للهلال وفي جميع الأحوال يظل (جميلا) يطوق رقبته على أن مباركتي لشخصية رياضي (محترم) تختلف تماما عن مباركة هلاليين (متعاطفين) معه لما له عندهم من مكانة عالية جدا ارتبطت بتاريخ من الإنجازات المشرفة تحققت لـ(الزعيم) كان له دور كبير فيها وساهم بدون أدنى شك في صنعها، ولهذا فإن تهنئتي تأتي من منطلق (الذكاء) الذي يتميز به ومعرفته في كيفية توظيفه توظيفاً يتلاءم مع نجومية وشهرة حصل عليها بجهده ومثابرته وعطائه ومكتسبات (إعلامية) عرف كيف يستفيد منها ساعدته في بلوغ أهدافه. ـ حينما أركز على موهبة الذكاء التي يتمتع بها فذلك من منظور أنه لم (يستسلم) لواقع حياة رياضي تشبع بالكرة وبمغرياتها مكتفياً بما حققه وبنهاية (عادية) مثله مثل غيره إنما أراد استثمار خبرته الكروية وشعبيته الجماهيرية ليبدأ رحلة (كفاح) حدد ملامحها وخطوطها العريضة بفكر(احترافي) يحتاج منه إلى كد وتعب لن يكلفه شيئاً سوى عزيمة الإرادة من خلال معطيات متوفرة في عالم التدريب تتطلب منه التعامل معها بمنهجية علم يجب أن يتعلمه نظرياً وعمليا مستفيدا من خبرة احتكاكه بمدربين عندما كان لاعباً في ناديه وفي كل المنتخبات التي شارك فيها والذين لابد أن لهم تأثيرا كبيرا في مسيرته الكروية، ومن هنا انطلقت الفكرة والطموح والهدف مندمجة مع مقومات يجب أن تكون (مقنعة) للشارع الرياضي وللمنظومة التي سوف يتعامل ويعمل معها بأن مواصفات المدرب أو المدير الفني تنطبق عليه، وشهادة حق يجب أن أسطرها حينما أؤكد أنه نجح بامتياز (شكلياً) في إقناعنا بأنه قادر على أن يكون على قدر هذا المسمى، أما على المستوى (العملي) فهو منذ أمس الأول أصبح على المحك والموسم المقبل هو من يحدد إن كانت صفات المدرب أو المدير الفني فعلا (راكبة) عليه شكلا ومضمونا أم لا؟ ـ كل هذه الهيصة والزنبيلطة التي صاحبت سامي الجابر منذ إعلان رغبته خوض مهنة التدريب وانتهاء بتعاقد إدارة الهلال معه ودعم جماهير ناديه لهذه الخطوة في كفة والدعم الذي سيجده من خلال حب (حقيقي) بالصبر عليه ومنحه فرصاً وليس فرصة واحدة في كفة ميزان أخرى هي بمثابة (الاختبار) الحقيقي لهذا الحب والذي أخشى في حالة عدم تحقيق آمال وطموحات جماهير متعطشة لبطولة قارية ولقب (عالمي) أن يتحول إلى نهاية علاقة مأساوية لنجم كبير مع محبين كانوا يتغنون ويهتفون باسمه ويلقبونه بالأسطورة.