2013-06-01 | 19:00 مقالات

باريان (اشترى) دماغه

مشاركة الخبر      

لن أدعي معرفتي القريبة بشخصية مدير عام القنوات الرياضية السعودية الدكتور محمد باريان حتى أستطيع تحليل شخصيته القيادية والعملية معاً أو حتى قراءة ما يدور في رأسه وأعماقه، فمعلوماتي عن سيرته الذاتية منذ التحاقه بالعمل التلفزيوني ضئيلة وضعيفة جدا وباللهجة العامية (ميح) إلا من معلومة تسللت من بعض العاملين الذين سبقوا الاحتكاك به حيث أثنوا عليه وعلى ما يتمتع به من أخلاق عالية في أسلوب التعامل، وكان همه حينما أسندت له مهمات مماثلة في التلفزيون السعودي إبراز الكفاءات السعودية وتفجير الطاقات (المبدعة) ولكن تعرض لموقف (صعب) للغاية قبل تعيينه مديراً عاماً للقنوات الرياضية ما جعله يعيد حساباته من جديد وذلك على طريقة (يا روح ما بعدك روح) وبالتالي بدأ يطبق سياسة (من خاف سلم). ـ حقيقة مند الأيام الأولى لمباشرة عمله الجديد وجلوسه على كرسي (مختلف) جذريا عن الكراسي السابقة التي تهنى ببريق أضواء لا يمكن مقارنتها ببريق أضواء إعلامية سوف تضعه الآن (تحت المجهر) تفاءلت كثيرا من خلال تصريحات صحفية أطلقها لدرجة أنني تفاعلت معها بسلسة مقالات من منظور الدعم والتنوير الرامي إلى التطوير الذي يحتاج إليه المسؤول في بداية تحفزه على العطاء والإنتاج وخلق الإبداع لإيجاد نقلة (نوعية) على مستوى (الكم والكيف) من البرامج التي سوف (تكسر الدنيا) وتعمل انقلاباً حقيقيا (ماحصلش) وذلك بناء على الخبرة الطويلة التي يمتلكها ناهيك عن شهادة (دكتوراة) حتماً أن كلا هاتين الميزتين سوف تنعكس على المشاهد عبر صرح إعلامي له علاقة بأهم شريحة موجودة في المجتمع السعودي وهم الشباب خاصة أن لغة تصريحاته كانت تحمل وعودا بتغيير سنرى ملامحه ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر بالكثير. ـ لا أخفي القارئ الكريم أن حجم التفاؤل الذي كان يدغدغ مشاعري تضاءل كثيرا عقب القرارات (السريعة) جدا التي اتخذها بتعيين مدير لكل قناة وعلى الرغم من أنني كنت ممن اقترح وضع آلية (تخصص) للقنوت الخمس إلا أنني في الواقع (صدمت) بالأسماء التي تم اختيارها ليس (طعناً) في قدراتهم ولكن أعتقد أن الخبرة الادارية تنقصهم، إلى جانب مسؤولية القيادة التي تحتاج إلى مواصفات لم يكتسبوها بعد حتى التدرج (الوظيفي) ربما يسمح لهم بتولي منصب (مدير) لم يمروا به، وهنا أدركت من لحظتها أن هذه التعيينات ماهي إلا (ديكورات) الغاية منها تحويل تلك الطاقات العاملة إلى (ماصة وكرسي) لوضعها في (واجهة) المسؤولية، وبالتالي فضل الدكتور باريان (يشتري) دماغه من أي صداع يضعه في واجهة المدفع، فالموقف السابق الذي تعرض له أحسب أنه سبب له (عقدة) كافية لأن يتعلم منه خير له من الدخول في (عش الدبابير). ـ مع مرور الأيام وأشهر مرت كسحاب لاحظت عبر قرارات أخرى مفصلية من خلال برامج ألغيت، ونجوم كانت لهم بصمة في تقديم البرامج وكمحللين ومعلقين تم تهبيطهم ثم بعد فترة تحجيمهم، منهم من ابتعد قليلا عن المشهد وآخرون أبعدوا أو ابتعدوا، حينها تيقنت أن القنوات السعودية الرياضية رايحة في (الحضيض)، فمدير عام القناة رجل جدا مسالم ولا يرغب في صخب ولا ضجيج ولا متاهات أو مشاكل مفضلا الاكتفاء بعمل تلفزيوني (روتيني) يعتمد على نقل المباريات ومشاهد (حصري) لها وفق شعار (هذا الموجود شاهدنا غصباً عنك) ومن لم ينل إعجابه فالقنوات الرياضية الفضائية أصبحت بالكوم فليذهب إليها. ـ لا أدري إن كان هذا فكر الدكتور باريان المبني على حالة سببت له (الإحباط) أم توجه بأن تصبح القنوات التلفزيونية الرياضية أسوة بشقيقاتها الأخريات يجب أن تعامل معاملة (عادلة) مع الجميع بحيث تكون (منفرة) لا يتابعها إلا القلة القليلة من المشاهدين والمرتبطين بعلاقة قديمة مع نشرات أخبار (مريحة) جدا للأعصاب، وهذا ما هو واضح لي ولمشاهدي قنوات باتت خارج المنافسة وغير متابعة، وأتمنى من الدكتور محمد باريان وقبله رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع إدراك هذه الحقيقية التي لا أطن أنهم يجهلانها إلا إن كان هناك من (يغرر) بهما أو أنهما راضيان بهذا الوضع وبسياسة (من خاف سلم) أو أن القنوات الست مقبلة على خطة تطويرية دفعت مدير عام القنوات الرياضية السعودية (الحبيبة) لنا كمواطنين إلى تسخير إمكاناته المتوفرة الفنية والبشرية لخدمة القنوات الرياضية القطرية كما صرح فهذا شيء آخر إن حدث بالفعل فذلك يدعوني إلى تقديم اعتذار غليظ وشديد اللهجة على كل حرف كتبته آنفاً.