مباراة مخ وأعصاب
من الطبيعي جدا أن مواجهة الفتح والاتحاد المقامة هذا المساء منذ اللحظة الأولى لانطلاقة صافرة الحكم تركي الخضير تعتمد في كل مجرياتها وأحداثها الفنية والتكتيكية على (المخ والأعصاب) وفقاً لعقلية مدربي الفريقين اللذين جهزا تكتيكاً معيناً وجها به اللاعبين بتنفيذه حرفياً منذ بداية المباراة مباشرة ولا أظن أن الدقائق الأولى ستتجه إلى التهدئة كمناورة لـ(جس النبض) إنما الشيء المؤكد أنها ستكون حامية على نار ساخنة وكل مدرب طلب من لاعبي فريقه بضرورة توجيه ضربة موجعة بهدف مبكر يلخبط ويحرق الأوراق والأعصاب معا حيث إن البادئ بالتسجيل ربما يكون هو صاحب كلمة التفوق التي تقوده للمباراة النهائية أقول (ربما) ولم أجزم. ـ إذن نظرية (المخ) التي من المتوقع أن يلجأ إليها أحد المدربين أو كلاهما هي (هجومية) وبالذات من فتحي الجبالي الذي يرغب في مواجهة زميله الإسباني بينات بهدف يضعه في موقف (المتخوف) من هدف التعادل الذي يعني العودة من جديد إلى نقطة الصفر التي ستقلب أجواء المباراة إلى(بركان) ثائر قد تخمد نيرانه في زمن محدد لا يحتاح إلى وقت إضافي أو قد يستمر إلى نهاية تفرض الاستسلام لمواجهة تغلب الأعصاب فيها نشاط المخ بركلات هي من ترجح الفريق الفائز وصاحب (الحظ) السعيد ليكون الطرف الأول في نهائي( أغلى) بطولة سعودية. ـ هناك نظرية أخرى تستدعي أخذ الحيطة والحذر فالهجوم كخطة تستخدم لمباغتة الخصم في مثل ظروف هذه المواجهة (مغامرة) سلاح ذو حدين وعواقبه الخطيرة في مجازفة غير مضمونة نتائجها خاصة أن فقد المدربين قدرة (التحكم) في ضبط إيقاع مباراة تحولت أجواؤها إلى (إعصار) من الصعب تغيير اتجاهه ووضع حد لنهاية أصبحت في يد من هم داخل وواجهة المعركة على المستطيل الأخضر هم من يديرونها حسب ظروف قد يكون لـ(التحكيم) دور كبير في تغيير مسارها وهنا أيضا أحتاج إلى الاستعانة بـ(قد) وما أدراك ما قد إن حضرت خاصة إن(خضع) الخضير لمؤثرات حملة هلالية استهدفت أسامة المولد وزملاءه أو مدافع الفتح كيموا الذي كنت له (أنا) بالمرصاد في تغريدات تصرخ بصوت عال (أين أنت يا لجنة الانضباط؟) والذي نجا من عقوبة تأديبية أجازت له المشاركة بـ(ظلم) غاب عنه النظام ونامت (العدالة) كالعادة في سبات دائم. ـ ومادام أن همسي هو الآخر تحكمت في أدواته (المخ والأعصاب) فإن حكم هذا اللقاء هو قابل بأن يكون في نفس الحالة مع أمنياتي له (التوفيق) ليكسب رهان تحد ليس في مصلحة لجنة (المهنا) إنما في مصلحته وفي مصلحة (سمعة) الكرة السعودية. ولعلني أجدها فرصة مناسبة لأسترجع معه نصائح وجهها له الحكم الدولي السابق (عبدالرحمن الموزان) الكاتب في جريدة (الرياض) راجياً منه رجاء لا يخص ناقدا صحفيا (يخاف) عليه من الإخفاق فحسب، إنما يخص عشاق (متعة) كرة القدم ألا (تقتل) صافرته المباراة ومتعة مشاهدتها باستخدامها له وكأنه في مباراة حواري أو تلك الأيام التي كان فيها (الموزان) حكما يمثل عصرا كرويا مختلفا عما وصلت إليه الآن. ـ خلاصة القول.. أتوقعها مباراة من أجمل مباريات هذا الموسم وعلى الرغم من نتيجة مباراة الذهاب فلا أطن أنها حسمت للاتحاد وأعتقد أن عامل (الخبرة) التدريبية ستلعب دورا في صالح (الجبال) إلا في حالة واحدة أن الاتحاد مازال يمثل له (رعباً) وفق رأي صرح به كشف من خلاله أنه بعد هزيمته للاتحاد بدأت بطولة الدوري تداعب خياله وتنادي أحلامه وبالتالي يصبح ذلك التصريح شهادة لها معانيها حول فريق وهو في أسوأ حالاته هو من يمنح جسر (العبور) لبطولة (النفس الطويل) فهل يتكرر المشهد مرة أخرى الليلة ويكسب الفتح العميد ليتفاءل مدربه بالبطولة الثانية ذات النفس القصير، أم أن نمور الشباب يقولون له (عفوا ياكوتش ماهي حلاوة) مرة وحدة وكفاية عليك؟ ـ برنامج (كورة) عبر المحلل الفني نايف العنزي قدم للجبال خدمة لا تنسى عبر قراءة قد تساعده كثيرا لكسب مباراة اليوم وفي الوقت ذاته من خلال القصير المكير إلتون وعودة سالمو ورأسه القاتلة أو قد تخذله قراءة سيكون فيها (الهزاري) نايف في يومه صقراً يلخبط فيها كل الأوراق المكشوفة في مساء (كورة) لونها أصفر وأسود وصاروخ ماركة (فهد المولد) يحطم المخ والأعصاب تحطيماً.