إنهم يسرقون ويقتلون
في الوقت الذي يظهر بعض من القائمين على البرامج الرياضية ينافخ ويناطح بصوت مرتفع وعيون (جريئة) دفاعاً عن لاعبين لم يستلموا رواتبهم الشهرية من أنديتهم ويعبرون عن استعجابهم ودهشتهم واستهجانهم تجاه اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين في عدم إعطاء الأندية مستحقات مالية مخصصة لها مقدمين دروساً ومحاضرات فيها من (المواعظ) الدينية ويرتدي كل واحد منهم رداء (المرشد) مذكراً بحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم (أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه)، نجد أن هؤلاء الذين يتظاهرون بأنهم حراس (الفضيلة) هم أول من يمارسون نفس (الخطيئة) مع كم من ضيوف برامجهم من نقاد تتعاقد معهم القناة بكلمة (شرف) مبني على ثقة من الطرف الثاني نحو الطرف الأول سواء كان مدير القناة أو منتج البرنامج أو مقدمه، حيث تمر أشهر دون صرف مستحقاتهم وحينما يسأل صاحب (الحق) عن حقوقه خذلك (مرمطة) وكأنه (شحات) من خلال أعذار الميزانية ورئيس (معقد) ووعود وعهود، وفي الأخير ينتهي الموسم بكلمتين (جبر خواطر) خليها هذه المرة في وجهي وفي الموسم المقبل سوف أعوضك و(هلما جرى) يستمر المسلسل على فئة أخرى (غشيمة) يسري عليها نفس الموس و(تسويف) دون أن يحصل على ريال واحد. ـ لقد مررت بهذه التجربة المريرة مرتين الأولى مع الزميل وليد الفراج حينما كان رئيس تحرير برنامج (الجولة)، حيث (سرق) جهداً قمت به من خلال مشاركتي في(6) حلقات لم أستلمها حتى الآن رغم اتفاق (جنتلمان) حدث بيني وبينه إلا أنه (باع) كلامه ولا أدري إن كان إلى يومنا هذا مازال يمارس نفس الأسلوب لجهود زملاء آخرين مع أن طريقة تعاقد شركة القناة التي يقدم فيها برنامجه الحالي لم (تقصر) معه بميزانية هو من يتصرف بها وفق اختياراته للضيوف ولأن أسلوبه أصبح (مكشوفاً) فهو يدعي الآن أنه يرغب إتاحة الفرصة لـ(الوجيه الشابة) وأحسب أن المكافأة الشهرية موزعة على قلة قليلة من ضيوف البرنامج المعروفين بـ (النقاد الحصريين) والباقي معليه عندنا مشكلة مع الممول (اصبر علينا). ـ أما التجربة الثانية حدثت لي مع القناة الرياضية السعودية، فقد كانت تصرف استحقاقاتي المادية (أولاً بأول) قبل التعاقد مع شركة الخبير ولكن بعدها رغم كل (الضمانات) التي كان يقدمها لنا (منتج) الدوري السعودي والمشرف العام على برنامج الملعب الزميل (غانم القحطاني) إلا أنه من خلال (10) حلقات لم يلتزم بكلمته، ولولا اتصالي بمدير عام القناة الدكتور (محمد باريان) الذي وجه بصرف مكافأة (5) حلقات مقدماً اعتذاره الشديد لي لمشكلة لا ذنب له فيها في فترة لم يكن مديرا للقناة، ومستعجباً من صدور نفس الشكوى من زملاء آخرين ومن أبرزهم الزميل (أحمد المصيبح)، وأعرف آخرين من صحافيين ومعلقين عانوا من وعود (غانم) الواهية للأسف الشديد الذي (ضيّع) جهدهم و(على عينك يا تاجر)، حتى مدير عام القناة السابق الزميل عادل عصام الدين أبدى (تضجره) من سلوك إداري ومالي يرفضه ولا يعلم بخفاياه. ـ ومثلما ذكرت نماذج غير (مشرفة) فلا أجد حرجاً من ذكر نماذج (تحترم)، فعلى سلبيل المثال قناة أبوظبي حينما كنت ضيفاً في برنامج (خط الستة) أنا وبقية الزملاء نستسلم مكافآتنا مع نهاية الشهر مباشرة حتى بعد رفض مدير القناة استمراري في البرنامج بعد تعييني مديرا للمركز الإعلامي بنادي الاتحاد ولعدم وجود نص في العقد التزمت القناة بصرف بقية المدة حتى نهاية العقد إلى جانب مميزات (درجة أولى) في السفر والإقامة والمواصلات ونفس (الاحترافية) موجودة حاليا مع قناة (لاين سبورت) محدثاً عن نفسي وعن بقية الزملاء المشاركين معي في برنامج (الديوانية). ـ حينما أستعرض هذه المشكلة ليس الهدف منها التشهير، إنما لأكشف نماذج ممن يدعون الفضيلة ويسخرون برامجهم تحت ادعاء (محاربتهم) لقضايا تحت عنوان (الفساد المالي)، وهم في مقابل تحقيق (نجاح) لهم يسرقون كما أسلفت جهود زملاء المهنة من نقاد صحافيين، حتى المواهب الشابة من الصحفيين الذين يحتاجون إلى مزيد من الصقل والممارسة يمارس عليهم (قتلا) في ظهورهم المبكر ليس حباً فيهم أو اقتناعا بقدراتهم إنما (توفير) نفقات البرنامج لمنتجه، أما (المحللون) فعلى الرغم من مكافأتهم الباهظة فإنه لا يسري عليهم نفس المعاملة (السيئة) وهذا ما يدعوني إلى مطالبة الزملاء الصحافيين جميعا بألا يكونوا أداة تساعد على السرقة وعلى (نجاحات) لهم دور كبير فيها، ومثلما هؤلاء المنتجين ومقدمي البرامج يحصلون على مستحقاتهم كاملة فيجب ألا يتهاونوا في حقوقهم الأدبية والمادية، كما أنني أطلب من مسؤولي الأندية والاتحادات الرياضية واللجان في حالة تواجدهم في أي برنامج يسأل مقدم البرنامج (هل سلمت ضيوفك مستحقاتهم أم أنت ممن ينطبق عليهم قوله تعالى:(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)، على أنني أعلن استعدادي لاستقبال أي (حالات) تفضح هؤلاء لنقضي (معاً) على ابتزازهم.. والله المستعان.