النصر .. اللهم لا شماتة
لم تكن في يوم من الأيام المنافسات الرياضية بما فيها اللعبة الشعبية كرة القدم ما تسفر عنه نتائجها من خسارة لفريق أيا كان اسمه وشعبيته الجماهيرية سبباً لـ(الشماتة) بأي حال من الأحوال بقدر ما أنك أحيانا (مجبر أخاك لا بطل) تتمنى هزيمته ليأخذ (العبر) ويستفيد من دروس الحياة لكي يعود إلى جادة الطريق ويتنفس هواء (نقياً) في أجواء نظيفة تساعده على تحقيق أهدافه عبر إنجازات تقوده إلى منصات التتويج وحصد البطولات. ـ هذا هو إحساسي الحقيقي الذي شعرت به عقب هزيمة النصر(رايح جاي) من النادي الأهلي وخروجه من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لأسباب لها علاقة بفكر (تخريبي) يهتم بمصلحته في مقابل الإضرار بمصالح الآخرين وذلك من منطلق قاعدة (الوسيلة تبرر الغاية)، فالإدارة النصراوية للأسف الشديد لم تجرؤ على استعراض عضلاتها إلا على (عميد) الأندية السعودية وكبيرها من خلال أساليب (ملتوية) اتبعتها في طريقة التعاقدات التي قامت بها لاعبين اتحاديين لم تنتهي عقودهم مثل اللاعب المصري (حسني عبدربه) والسعودي (عبده عطيف) ثم السيناريو المحبوك بـ(فعل فاعل) لإقناع اللاعب محمد نور بإجراء مخالصة ليتم انتقاله لنادي(الحبايب) النصر دون مراعاة لتاريخه الذي سوف يتسبب هو في لحظة ضعف بـ(مسحه) مثلما مسح اللاعب الكبير (سعيد غراب) تاريخه على إثر موافقته على ترك الاتحاد، والقصة معروفة سبق أن ذكرها في إحدى مقالاته مؤخراً الزميل عبدالله الضويحي، بكافة تفاصيلها وشخوص أبطال تلك المسرحية. ـ لو تعامل النصراويون بمنطق (احترافي) بالتفاوض مع عبدربه وعبده عطيف عقب انتهاء عقديهما مع نادي الاتحاد والتأكد بعدم وجود رغبة بالتعاقد معهما لكيلا يكون هناك (مزايدة) في قيمة العقد بما لا يخدم مصالح الطرفين لكن الجميع التمس العذر للإدارة النصراوية لو فعلت ذلك بما فيهم (الاتحاديون) إلا أنها ضربت بالأنظمة وعلاقات جيدة تربطها بناد كان له مواقف مشرفة عرض الحائط لتأتي النتيجة في نهاية المطاف متوافقة مع نص بليغ (على نياتكم ترزقون) فهذا حسني عبده ربه يرتدي شعار نادي الاتحاد ويتذكر أيامه الجميلة فيه وهو مازال مرتبطاً بعقد مع فارس نجد، وهذا اللاعب عبده عطيف نراه اليوم بدأ يطالب إدارة ناديه الحالي بـ(الخلع) كذلك فيما يخص اللاعب الكبير نور لولا وجود عضو شرف (مؤثر) جدا تربطه علاقة قوية باللاعب وله علاقة متينة بإدارة (كحيلان) وخطة مسبقة مهدت له الطريق وسهلت مهمة انتقاله في زمن قياسي دون الانتظار لعروض أخرى من المحتمل تلقيها من أندية محلية وخليجية لما انتقل لنادي النصر ولا اختار اللاعب (الأسطورة) نهاية (مشرفة) تليق بتاريخه وبسمعة ناد كان له فضل عليه بنى له اسما ومجدا. ـ أصوات نصراوية ظهرت ورقياً وتلفزيونيا تعزف على وتر كسب (عاطفة) الجماهير وتلحن على نغمة الطريقة المذلة التي أخطأت الإدارة الاتحادية في قرار إبعاد نور من منظور أن المشكلة ليست في تدني مستواه الفني إنما في ضعف عام يعاني منه النمور ليأتي الرد عليهم وعلى نواياهم غير الصادقة (سريعا) في مواجهتين أمام الأهلي خرج النصر منهما بـ(خفي حنين) ومائتي ألف دفعت للاعب (المظلوم) الذي تواجد مع فريق (متكامل) مرصع بالنجوم ولم يعمل(الفارق) صورة طبق الأصل لما كان يقدمه مع فريقه السابق اللعب (على الواقف) حتى ركلة الجزاء لم يوفق في تسديدها كرد ثان يصادق على المثل القائل (النية مطية). ـ أما الضربة الثالثة لأصوات تلعب على أسطوانة مشروخة (بوجهين) فتلك الحملة التي قادها (كبيرهم) على كابتن النصر(حسين عبدالغني) عقب خسارة مباراة الذهاب وأنه هو من يتحكم في المدرب وفي تشكيلة الفريق ووضع طريقة اللعب.. يا سبحان الله ـ ما هذا (التناقض) الغريب في المواقف وهم محسوبون على (الكلمة وأهدافها)، نفس المشكلة التي عانى منها العميد والتي أدت إلى إبعاد نور وهم يعلمون عنها إلا أنهم (حللوها) بمزاجهم، الآن يرفضونها ويعلنون سخطهم على (أبوعمر) الذي كانوا إلى وقت قريب يتغنون بـ(إخلاصه) وبنجم كبير ولد في النصر وليس في الأهلي وهو الذي يعتبر من وجهة نظري أعظم وأفضل (صفقة) محلية حققها النصر على مدى تاريخه. ـ على كل حال.. اللهم لا شماتة.. وخيرها في غيرها لنصر أتمنى أن يكون قد استفاد واستوعب درساً قيماً جيدا ملخصه في الحكمة القائلة (أبو نية يغلب أبو نيتين) لعل وعسى أن يعود لنا نصر قوي في كل شيء نفرح لفوزه بحرارة ونحزن لخسارته بألم وفق مبادئ منافسة (شريفة) ظاهرا وباطناً.