جدة تضحك حتى الصباح
مساء يوم الأحد الماضي وعقب فوز فريق نادي الاتحاد على فريق نادي الهلال، ضحكت جدة عن بكرة أبيها وما حولها من مدن وقرى حتى بزوغ الفجر وصباح يوم جديد مشرق بالأمل احتفاءً بجيل شاب، قدم هيبته في مواجهة كروية قاسم الموج الأزرق النجومية وأن تجاوز أصحاب الخبرة بانتصار كبير ليس له علاقة بالنقاط الثلاثة ولا بـ(الثلاثية) إنما مرتبط بتلك الروح الشابة التي قدمت صورة حقيقية (مشرفة) لمعنى انتماء هؤلاء الصغار للكيان الكبير، ومدى احترامهم للشعار وفرصة العمر التي لا تعوض جاءتهم اليوم ليؤكدوا ويثبتوا أن الاتحاد مقبل على عصر يحاكي مستقبلاً مضيئاً بدماء حارة تقدر حجم وقيمة نادٍ ليس كل الأندية، تلتف حوله كل القلوب حتى منافسوه يتألمون كثيراً لجرح عميق يهز (كبرياءه)، ذلك أنه في حقيقة الأمر جزء لا يتجزأ من واجهة نموذجية في مبادئ تصدر (الديمقراطية) بأوجه مختلفة وأصوات يتغنى الإعلام بها وبكل سماتها المتشابكة فرحاً وحزناً يجتمعون اتفاقاً واختلافات في حب غريب محسودين عليه. ـ في ذلك المساء رأيت ضحكة صادرة من قلب (عروس) كأنها في ليلة عرسها ابتهاجاً بعريس غاب عنها طويلاً وهي تسمع من يقول لها انسي (عجوزاً) لا يليق بك أكل وشرب الدهر عليه، وإن عاد إليك فهو تائه في جلباب شاعر تغنت بكلماته كوكب الشرق ذات يوم وهي تشدو بـ (لسه فاكر كان زمان) لتأتي ساعة الحقيقة في حفلة (ليلة عمر) تشكلت في أبهى صورها الممتعة المثيرة من خلال تلك النماذج الملتهبة (حماساً) التي أعلنت في ملعب الشرائع وعبر المستطيل الأخضر (بياناً) عن وجودها وحضورها لخص مضمونه الجميل أكثر من عريس في كلمتين مدويتين بالمختصر المفيد (نحن هنا). ـ بيان مهم جداً في توقيت مهم كتبت حروفه بحضور (العملاق) الأزرق وجوه نقلت الشاشة البيضاء بحس مخرج فنان دقة لمسات (البراءة) الظاهرة في عيون طفل برئ جداً وهي تحتفي بفرحة هدف من خلال أسماء تشارك لأول مرة أبهرتنا بإبداعها في حوار كروي هزت القلوب قبل الشباك وزاد إعجابنا بذلك المشهد تصريح جاء على لسان اللاعب الموهوب (محمد قاسم) أشعر كل من استمع لكلماته حجم فرحة كبيره تغطي مدى اعتزازه بانتصاره لا يعنيه فحسب إنما يشمل جيلاً قادماً في نفس سنه، سيقودون (العميد) لمرحلة تعيد البسمة لجماهير (نمبر ون). ـ اكتفت جدة بضحكتها حتى الصباح بعدما اطمأنت على (اتحاد) هو في الواقع جزء من تاريخها، باركت لأبنائه احتفالية انطلاقة منجز ناجح، وصفه معلق المباراة (فهد النفيسة) بأنه أفضل منجم سعودي يفخر به (نادي الوطن) والوطن بكامله، وبالتالي من حقي أن أشاركه روعة اختيار اللفظ المعبر، وإن كانت لي ملاحظات حول صوت غابت عنه (الحيادية) في لحظة نشوة معلق أحسست أنه يعلق من مقر ناديه لم يستطع أن يضبط مشاعره ليفضح في أكثر من هدف وحالة (صراخ) أنه هلالي الميول والتوجه وهي (غلطة) أتمنى أن يتجاوزها في القريب العاجل، لأنه -والحق يقال- أنه يملك مقومات معلق ناجح من الممكن أن يكون لكل الجماهير وليس لجمهور واحد. ـ في قمة الفرح بضحكة جدة وصباح جديد يا (إتي)، لن أتجاهل ذلك الهدف (الأسطوري) الذي أحرزه اللاعب المحبوب الموهوب (محمد الشلهوب)، ولا حتى زملاؤه الذين شاطروا شباب الاتحاد أداءً وعطاءً وفناً كروياً، وبالذات في الشوط الأول جعل من هذا اللقاء من أجمل المباريات التي لعبها الفريقان.. أما حكمها الحكم الدولي (خليل جلال) فلي معه حوار آخر ومع تغريدة زرقاء فاقع لونها في همس الغد بإذن الله تعالى في صباح أزرق عنوانه العريض: (خذوهم بالصوت).