2013-05-01 | 08:33 مقالات

محللون من زمن جدتي

مشاركة الخبر      

مع التطور الذي واكب النقل التلفزيوني المباشر لمباريات كرة القدم بتقديم برامج متخصصة بتحليل طرق اللعب وأداء اللاعبين والحكام من خلال استضافة عدد ممن لهم باع طويل ومشهود لهم بالخبرة الكروية على مستوى الفكر التدريبي أو على مستوى التحكيم وذلك من منطلق الاهتمام بنشر الوعي التثقيفي للعبة شعبية تحظى بمتابعة جماهيرية غير عادية هل نستطيع القول الآن عن طريق ما يقدم في أستوديوهات التحليل قبل وبعد أي مباراة في الدوري السعودي يتوافق مع مرحلة مختلفة شكلا ومضمونا عما كان يقدم في عصر غابت فيه التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال المتنوعة والتقدم الفكري الهائل الذي وصل إليه الإنسان عبر تفاعله مع هذه التقنية ومصادرها؟ ـ مما من شك أن هذه البرامج في بداية ظهورها سواء عبر القنوات الفضائية التي احتكرت الكرة السعودية في جميع مسابقاتها أو القنوات الرياضية المحلية لاقت ومازالت تلاقي إقبالاً من المشاهدين رغم الصورة (البدائية) التي تقدم فيها هذه الأستديوهات التحليلية فنياً وتحكيمياً وهي لا تختلف بأي حال من الأحوال عما كان يقدم في التلفزيون السعودي قبل أربعين عاماً في عهد انطلاقة هذه النوعية من تغطية للمباريات وبرامج رياضية مع الرواد (حسن سلطان، زاهد قدسي، محمد رمضان، سليمان العيسى، علي داود، عبدالرحمن الدهام)، حيث لم نلاحظ عليها تطوراً إلا بنسبة بسيطة جدا تكاد تكون قريبة إلى حد كبير من (عصا) المدرب الوطني الراحل حسن سلطان و(سبورة) الدهام (الله يذكره بالخير) الذي لم يسلم في ذلك الوقت من انتقادات (سم) حادة كانت توجه إليه بما فيها من (سخرية) ودروس أخرى تقدم من أساتذة التعليق الكبار المذكورين أثناء وصفهم وتعليقهم على المباريات التي كانت تحتوي في مضامينها على وجبات دسمة من التحليل الفني لأداء المدربين واللاعبين. ـ الاختلاف (الطفيف) الذي حدث الآن على مستوى التحليل هو تواجدهم في أستوديو داخل الملعب وزيادة مساحة من الوقت و(دش كلام) مع استخدام جزئي لا يذكر لتقنية الإعادة بالحركة البطيئة (سلو موشن) للقطات (مشي حالك) دون الاستفادة من أجهزة حديثة أخرى ممكن الاستعانة بها مثلما هو حاصل في بعض القنوات الخليجية والأوروبية التي تقدم للمشاهد الرياضي عملا تلفزيونيا متكاملا (تحليلا وتحكيما) وإن كنت أستثني إلى حد ما برنامج (كورة) الذي يقدمه زميلنا تركي العجمة وتحديدا في هذا الموسم الرياضي فهو يقدم جرعة أسبوعية لا بأس بها عبر محاولات جيدة عن طريق الخبير التحكيمي (عبدالله القحطاني) الذي يتفوق بـ(إخلاصه) وفكره المتطور عن بقية زملائه في القنوات الأخرى مع احترامي لهم جميعاً، وكذلك الزميل (الفلتة الفنان) نايف العنزي الذي على الرغم من اختلافي معه في حلقة عنوانها (نور إرضاء الجمهور) إلا أنه والحق يقال يقدم جهداً (متعوب عليه) ومن الممكن تقديم الأفضل لو وجد وسائل دعم أخرى تسهل له مهمته. ـ خلاصة القول.. إن ما يقدم الآن في استوديوهات التحليل أو فقرات وبرامج تحكيمية في القنوات السعودية أو قنوات أخرى ما هي إلا اجتهادات (عفا عليها الزمن) تذكر المشاهد بزمن (جدتي) أيام (الأبيض والأسود)، فهل نرى في الموسم المقبل تغيراً ملحوظاً على هذه البرامج بالاستفادة من تقنية حديثة تختصر على الزملاء المحللين فنيين وحكام (الرغي) المملل، وتبرز مستوى فكر متطور واكبوه مثلما ما يقدم في قنوات بدأت (تخطف) المشاهد السعودي؟.. أرجو ذلك.