2013-03-23 | 06:29 مقالات

أكلة جاوية أم كبسة؟

مشاركة الخبر      

في الوقت الذي يعترف المؤرخون للكرة السعودية وفي مقدمتهم الدكتور أمين ساعاتي بأن المجتمع السعودي لم يعرف كرة القدم إلا عن طريق الجالية الإندونيسية بمكة المكرمة عام1927م عندما تقدمت بطلب لمدير الأمن العام بمكة المكرمة لمزاولة كرة القدم واستجيب لطلبها ثم تسلل إليهم بعض من المواطنين ومارسوها معهم إلا أنه لا مجال للمقارنة بين الكرتين السعودية والإندونيسية على مستوى المواجهات الكروية التي جمعت منتخباتها وكانت لفترة قريبة جداً أي مواجهة للأخضر رسمية أو ودية أشبه بالتمرين الخفيف، بينما نلاحظ في الآونة الأخيرة أن المنتخب الإندونيسي لم يعد سهلاً، ولعل حجم الاهتمام الإداري والفني من قبل مسيري منتخبنا الوطني بالمواجهة المرتقبة هذا اليوم دلالة كافية على أن الكرة الإندونيسية تطورت وينبغي التعامل مع هذه الحقيقة بمحمل الجد من جميع الأطراف المعنية بشؤون هذه اللعبة بما في ذلك لاعبو الأخضر الذين من المؤكد لديهم علم بهذه المعلومة التي تقابلها معلومة أخرى لانستطيع تجاهلها بأن مستوى الكرة السعودية تراجع كثيرا وبالتالي تصبح (المعادلة) الصحيحة أن مباراة المنتخبين منطقياً لا تخضع للمقاييس السابقة بعدما تقلصت (الفوارق) الفنية بينهما، وهذا واقع جديد يجب التفاعل مع معطياته بأن كلا الفريقين مرشح للفوز هذا المساء ولا يمكن التوقع لمن الغلبة، وهذه حقيقة ثالثة متحركة وثابتة لاتقبل أي نقاش أو أي محاولة لرفع معنويات تخالف صحتها. ـ ومن منطلق هذا التقارب الفني أستطيع القول إننا سوف نشاهد مباراة متكافئة من قبل الفريقين يغلب عليها طابع (السرعة) وتحديدا من قبل المنتخب الإندونيسي وقد أحسن (لوبيز) باختيار المنتخب الماليزي ليلعب أمامه مباراة تجريبية ودية لتقارب الأداء الفني بين هذين المنتخبين مما يدعونا إلى (الاطمئنان) بأنه أيضاً سوف يحسن اختيار التشكيلة المناسبة التي تسمح للاعبين منذ بداية اللقاء بمجاراة الفريق الإندونيسي لياقياً وفنياً وألا يركن لاحتمالات غير مضمونة يؤجلها لما بعد مرور نصف الوقت من الشوط الثاني بحيث يستفيد من الطاقات المتوفرة لديه بما لديها من حماس و(حيوية) في محاولة منها لإثبات أنها تمثل جيلاً يبحث عن ذاته وعن نقطة تحول في مسيرة الكرة السعودية يعيد لها انتصاراتها وأمجادها وهذا ما أتوقع أن يقوم به لوبيز ويندمج مع روح قتالية وانسجام تشكل مع مجموعة تأقلمت مع فكره ومع أجواء معسكر واجه حرباً شعواء حتماً في حالة تحقيق نتيجة (إيجابية) سيتنازل (المعارضون) عن قناعاتهم السابقة وفي مقدمتهم رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي لم يترك مكاناً إلا واشتكى أحمد عيد عليه، ولا أستبعد أنهم سيتراجعون عن تهديداتهم الغليظة، أما إن حدث العكس (فجاك ما تتمنى يا مهنا) عبر أصوات تصهلل وتهلل بعبارة (قلنا لكم) إن المعسكرات الطويلة لم تعد تجدي في تهيئة الفريق والدليل خسارة لها أكثر من وجه ـ إن حدثت لا قدر الله. ـ وبين الماضي والحاضر قصة لا تذكرنا هذه المواجهة بكرة القدم ومنافساتها فحسب، إنما علاقة امتدت جذورها بين الشعبين السعودي والإندونيسي نحو دين واحد يجمعهما إلى جانب التأقلم مع عادات وتقاليد فرضت على الجاليات المقيمة هنا الانخراط والاندماج مع المجتمع السعودي حتى أصبح (الأكل الجاوي) جزءاً من غذائه ومشهد مألوف لمطاعم منتشرة في مدن المملكة ونفس الشيء حدث في العاصمة جاكرتا وما حولها من مدن سياحية أصبحت (الكبسة) أكلة مشهورة في إندونيسيا ولها مطاعم يشرف عليها طباخون سعوديون، ولهذا فأي من المنتخبين موعود بوجبة مشبعة تفتح شهيته للأكل عقب نهاية المباراة (عشاق الكبسة أم متذوقي الأكل الجاوي)؟ سؤال سنتعرف على إجابته من خلال (طبخة) أشم رائحتها (سعودية) بإذن الله وتوفيقه.