2013-03-18 | 07:45 مقالات

بيئة تشجع على الكذب والانحراف

مشاركة الخبر      

بدأت في الآونة الأخيرة تنتشر في وسطنا الرياضي والإعلامي ظاهرة(الكذب) بشكل ملحوظ، حيث تجد هناك من يتبنى موقف الدفاع عن إداري أو لاعب أو جمهور أوحكم أوعضو لجنة ارتكب سلوكا خاطئا يلقى ردة فعل غاضبة من المجتمع عامة بما فيها قنوات إعلامية ولجان تطالب بتطبيق اللوائح والأنظمة، إلا أنهم (يصدمون) بلغة تتجنى على الحقيقة بتحريفها وتحويلها لاتجاهات تختلق فيها قصص وروايات في محاولة تستخدم كل الوسائل المضللة لـ(تبرئة) المتهم(المذنب) بأي طريقة حتى لو أدت إلى اتباع سلوك (الكذب) للنجاة من العقوبة التي قد تصدر من لجنة الانضباط أو أي جهة أخرى، وفي المقابل أيضا الظهور أمام الرأي العام بصورة معاكسة تماما لصيغة الاتهام الموجه لمن قام بمخالفة سلوكية تحتم معاقبته. -من خلال نماذج حدثت خلال الأيام القليلة الماضية شاهدنا اللاعب والحكم يقسمان بالله وكل واحد منهما يدعي أنه على حق، فالأول ينفي حادثة البصق والثاني يؤكدها، وهذه إدارة ناد تكافئ أحد لاعبيها على شجاعته بقول الحقيقة، وفي الوقت الذي تعترف بجزء من الألفاظ التي استخدمها في أسلوب تهجمه على لجنة من اللجان مع أن اللاعب في تصريح فضائي نفى نفيا قاطعا وجوده في تلك الحالة التي استدعت تقديم شكوى ضده، ثم عقب صدور العقوبة اعترف بالجزئية التي عوقب فيها، وذاك عضو في لجنة يؤلف كلاما من بنات أفكاره مطالبا استجواب شاهد على صحة أقواله لينفي الشاهد سماعه لذلك الكلام. وأخيرا إداري ومسؤول يساعد أحد جماهير ناديه على تحريف نص الاعتداء اللفظي الذي تلفظ به ضد حكم المباراة رغم وجود(شهود) يؤكدون صحة التهديد الصادر من صوت ذلك المشجع. -في ظل كل هذه(التناقضات) يبرز سؤال يفرض نفسه للطرح وهو: من من هؤلاء(الصادق) ومن بالتالي (الكاذب) في روايته؟ طبعا الإجابة لو بحثنا عنها عند جمهور وإعلام هذا وذاك النادي ستجدها تدور في نفس الفلك، حتى رؤساء اللجان تجدهم(تتوحد) صفوفهم متخذين ذات التوجه بالدفاع عن منسوبيها بعدما تحولوا من أصحاب حق إلى متهمين، ونتيجة كل هذه المواقف المتضاربة المتناقضة نلاحظ أن (الحقيقة) باتت غائبة ضائعة، وأصبحت نظرة الشارع الرياضي لـ(المظلوم)لاتختلف ولافرق بينها وبين نظرته لـ(الظالم). - حرصت من خلال هذه الرؤية الابتعاد عن ذكر أسماء المعنيين بكل مادار في الأيام الماضية من قضايا تشكلت فيها ظاهرة(الكذب) ذلك لأنني حقيقة بت(تائها)لا أعرف من أصدق ومن تنطبق عليه صفة الكاذب، صحيح إن ملامح الكذب في بعض الحالات (مكشوفة) ولكن رغبة في عدم الدخول في متاهات تضعك ك(ناقد) صحفي مع فئة (المشجعين) لهذه الظاهرة تكتفي بمقال مثل هذا الذي تطلعون عليه يحذر من عواقبها على بيئة مجتمع رياضي (يشجع)على أسوأ سلوك يتصف به إنسان متناسيا متجاهلا تأثيره على علاقة مرتبطة بـ(مستقبل) تتضرر منه كيانات وأجيال على المدى القريب والبعيد، إذ إن(التحايل) على الأنظمة والقوانين سيؤدي إلى تفاقم هذا السلوك إلى(انحراف)لايمكن معالجته ونهايات قاضية مؤلمة، والأمثلة على ذلك كثيرة لحالات دفعت الكرة السعودية ثمنها غاليا نتيجة تشجيع لمن يتلاعبون بالنظام ويقفزون على القانون، فكانت(الخسارة) وفق شواهد عديدة على كافة الأصعدة باهظة جدا بشريا وماديا وكذلك معنويا سمعة وإنجازا.