كلكم في الهوىسوى يا تركي
زميلنا تركي العجمة مقدم البرنامج الناجح (كورة) في حلقة يوم الثلاثاء الماضي أبدى امتعاضه الشديد من بعض المسؤولين المهتمين بشؤون الرياضة السعودية وبالذات في مجال كرة القدم لعدم تجاوبهم مع كثير من القضايا التي يطرحها الإعلام ومنها ما يتم مناقشته في برنامجه مبدياً استغرابه واستنكاره لهذا (التجاهل) في أكثر من عبارة رددها وختمها بقوله (يا انهم بيسمعوا ويشوفوا وما يردوا)، وأنا هنا لا ألوم الزميل تركي على تلك (العصبية) التي ظهر بها عبر انفعال أكاد أجزم أن دوافعه (الغيرة) المهنية واهتمامه بأن يقوم الإعلام بدوره الحقيقي لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وذلك فيما يخص المجتمع الرياضي. ـ ليسمح لي (أبوجود) أن أكون معه صريحاً (شفافاً) إلى أبعد الحدود، إذ إن مثل هذه المعاملة (الجافة) التي يشتكي منها أرى في المقابل أن برنامجه وبعض من البرامج (الحوارية) في مختلف القنوات الفضائية بدأت (تشوف نفسها) على الصحافة الورقية وأنا أعني القائمين عليها، حيث إن هناك من الآراء النقدية الموجهة لهذا وذاك البرنامج فيما يتم عرضه وتناول من محاور وآراء وأخبار لعل كاتب الرأي النقدي يجد تفاعلاً يتوافق مع الهدف الإعلامي المشترك من توضيح رغبة في تحقيق الفائدة المرجوة من علامات استفهام وتعجب تتطلب من يزيل الغموض عنها، إلا أنه للأسف الشديد يتم (تطنيشها) من قبل هذه البرامج، والأسوأ من ذلك الإمعان بطريقة وأخرى في نفس الأخطاء بعدم (المبالاة) وهو أسلوب غير حضاري أغلب ظني أن مقدم برنامج (كورة) سوف يتفق معي حولها. ـ صحيح أن هذه البرامج ليس بالضرورة أن تتفاعل مع ما تطرحه الصحافة الورقية على مستوى كتابها ونقادها ولكن أعتقد أنه من الواجب أن يكون هناك نوع من (الحس الإعلامي) بالتجاوب خاصة إن كان الموضوع هو من قام بتناوله برنامج تلفزيوني كدلالة على أهميته، ولعلني في هذا المقام أعطي مثالاً للزميل العزيز كنموذج حي يتعلق بالقضية التي تبناها برنامج (كورة) المتعلقة باتحاد البلياردو والسنوكر، حيث إنني كتبت هنا في هذا الهمس متسائلاً لماذا أغفل البرنامج دور المتابعة عقب البيان الصادر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والذي برأ رئيس الاتحاد من كل الاتهامات التي وجهت إليه من لاعب سابق ينتسب لهذا الاتحاد، فبقدر النجاح الذي تحقق للبرنامج من خلال استضافة اللاعب على حلقتين متتاليتين والآراء الجريئة التي صرح بها إلا أن الموضوع فيه (ظالم ومظلوم) ولابد من معرفة الحقيقة التي كان يبحث عن إظهارها البرنامج، كذلك الحال انتقدت برنامجي (كورة، وأكشن يا دوري) في عدم انتقاد محمد نور بعد سلوك البصق الذي أقدم عليه انتقاماً على عدم مصافحة كانيدا فلم أجد أي مبادرة تقوم بتصحيح الموقف. ـ إن الشفافية والتجاوب والمثالية عبارات جميلة تستخدم كاستهلاك إعلامي من جميع الأطراف بما فيها الإعلام لكن حينما نبحث في عملية تطبيقها نجد على أرض الواقع لا وجود لها وبالذات من إعلام من المفترض أن يكون هو (السباق) في إبرازها عملياً إلا أن الملاحظ أن الإعلام المرئي على وجه الخصوص بات يهتم بمن يمدح ويثني عليه دون الاهتمام بالرأي الآخر المخالف حتى أن بعض البرامج أصبحت في مقابل الحصول على (النجومية) لا تجد مانعاً بالتخلي عن مهنيتها وعن مبادئ تنادي بتطبيقها عن طريق (التمسح) بنجوم الأندية وهذا موضوع آخر سوف أتناوله في وقت لاحق، ولهذا فإن كان هذا مستوى العلاقة بين الإعلاميين فلا غرابة إن تجاهل المسؤول التجاوب مع هذه البرامج، وبالتالي من حقي أن أكتب بالبنط العريض (كلكم في الهوى سوى يا تركي).