2012-12-24 | 07:03 مقالات

وداعا أغنية النصر الحزينة‎

مشاركة الخبر      

اختلفت آراء المحللين والنقاد حول معاناة فريق النصر في تشخيص أعراض مرضه المزمن ومسبباته من الناحية الفنية، حيث كان جل تركيزهم منصبا على لاعبين (أي كلام) يتعاقد معهم (العالمي) وسماسرة يضحكون على إداراته المتعاقبة، وارتفع أيضا صراخ محبيه من جماهير موجهة البعض منها والأخرى (مع الخيل يا شقراء) وإعلام مفكك، رافعين شعار (ارحل) حالا بالا يا(فيصل بن تركي)، من خلال حملة استغلت عاطفة مشجع عاشق يحب ناديه بمرتبة محب (أعمى)، وجدت من يتصدى لها رغم كل وسائل التأثير التي استخدمت أملا في أن تهتز شخصية الرئيس لعله يخضع و(ينخ) رافعا الراية البيضاء ومن ثم يعلن الرحيل. ـ لم يكن أمير النصر يملك تلك (الخبرة) الكافية لمعرفة علة فريق ضخ في سبيل انتشاله من الضياع ملايين الملايين، أملا في تحقيق طموحات جماهيره الكبيرة بعودته إلى منصات البطولات حاول وجرب كل وسائل وصفات العلاج التي كان يعتقد أنه قادر من خلالها على (إسكات) من يسعون إلى إسقاطه وفق رؤية اهتمت بالعوامل النفسية المحيطة بلعبة إعلامية فرضت عليه مجاراتها دون (استسلام) لأهدافها، وذلك عن طريق مواجهة الإحباط بالإحباط، ليحقق بذلك معادلة ذكية جدا متكافئة تهيئ له الأجواء الصحية الكفيلة بهزيمة أولئك الذين أزعجوه صراخا فضائيا وضجيجا بتدخلات لم تمنعه من ممارسة روح (الديمقراطية) عبر السماح لهم بأن يكونوا هم في وجه العاصفة، متقبلا آراء وأفكار تلح وتشترط عليه ضرورة إجراء تغيرات إدارية، وكان والحق يقال نعم الرئيس المحنك والحبيب المطاوع من خلال موافقته على قرارات أجبرته على أن يتنازل عن بعض من قناعاته تجاه أشخاص يثق فيهم أبعدهم تماما عن المشهد النصراوي صورة، إلا أنهم في الظل كان ومايزال لم ولن يستغني عن مشورتهم وخدماتهم. ـ منذ أن كنت أحد ضيوف برنامج (خط الستة) وفي فترة الأمير فيصل بن عبدالرحمن تمسكت برأيي بأن مشكلة النصر ليست في حرب قائمة بين أعضاء شرفه أو علاقة بفكر إدارة الكرة، حيث تمنيت الإبقاء على طلال الرشيد مديرا للكرة، ثم في عهد الرئيس الحالي الذي رجوته في همس خاص بأن لا يفرط في (سليمان القريني) الذي أرى أنه من أفضل الكفاءات الإدارية التي مرت على نادي النصر والأندية السعودية عموما، إلا أنه أمام تيار إعلامي وشلة من أعضاء شرف تابعين داعمين له كان لابد من تلبية مطالبهم لكي يضعهم على محك المسؤولية، إلا أنهم مع أول تجربة كانت لهم في بطولة كأس كان العالمي قريباً من بلوغها (هربوا) متخلين عن قناعاتهم متجاهلين كلمة شرف التزموا بها ب (دعم) مادي أصبح بعد خسارة مواجهة مهمة (هباءً منثورا). ـ ما ذكره هنا بالموسم الماضي وفي برنامج خط الستة وفي مواجهة عنيفة كانت بيني وبين الزميل محمد الدويش، بأن مشكلة النصر الرئيسية هي في المقام الأول (فنية) بحتة وتحديدا في مدرب لم يحسن النصراويون حسن اختياره وفي مرات قليلة لم يحافظوا عليه إنما كانوا تحت تأثير(تخبطات) إعلامية أدت إلى إقالة المدرب الناجح وإبعاد لاعبين محليين وأجانب أصبحوا اليوم نجوماً (مؤثرة) في أنديتهم، ولعل اللاعب البرازيلي التون خير دليل على فكر (محبط) لكاتب صحفي كان يقول لي ولبعض من الزملاء بوجود زميلنا النصراوي سعيد هلال لو بيدي القرار (والله ما ادفع فيه ولا قرش). ـ هذا هو العالمي يعود اليوم مع المدرب (كارينيو) الذي عرف علة النصر الحقيقية والمتمثلة في توظيف لاعبيه بفكر فني يتجانس مع مواهب كروية محترفة تحتاج إلى من يهتم بها وروح أشعلها حماسا، ليودع النصر أغنية حزينة كتب كلماتها وصاغ لحنها شلة من (المحبطين) الذين قتل الأمير النصراوي طموحاتهم بسم قاتل عبر وصفة (وداويها بالتي كانت هي الداء)، بعدما أحبط (كحيلان) مخططهم باستقالته، حيث كسب التحدي فعاد النصر إلى نغمة الانتصارات من جديد رغم أنوفهم، وكان آخرها أمام الأهلي متأهلا لدور الأربعة في بطولة كأس ولي العهد.