2012-12-03 | 07:16 مقالات

نور ونهاية سامي المؤلمة‎

مشاركة الخبر      

ما من شك أن نجم وقائد الفريق الاتحادي محمد نور واحد من أهم وأبرز الظواهر الكروية التي أنجبتها الكرة السعودية، وهو في الواقع موهبة من المواهب النادرة التي لن تتكرر في ملاعبنا محليا وعربيا وآسيويا، وبالتالي أرى أنه من الصعب جدا على محبيه القبول بفكرة اعتزاله أو حتى مشاركته متى ما احتاج المدرب إلى خدماته حتى وإن لعب الكرة على (عكاز)، ولهذا لابد أنه هو الآخر سوف يتأثر كثيرا بحب (قاتل) ينطبق عليه المثل القائل (إن من الحب ما قتل)، ولهذا ليس غريبا ظهور أصوات إعلامية (معروفة) تحارب بقوة توجه المدرب الإسباني كانيدا الاستعانة بالدماء الشابة وتجميد مشاركة اللاعب في دكة الاحتياط والاستفادة من خبرته في الوقت المناسب بما يتوافق مع جهده اللياقي الذي لايسمح له حاليا باللعب أكثر من نصف ساعة، وهذا لايعني بأي حال من الأحوال التقليل من شأنه ومكانته وحجم نجوميته، ولكن كما يقال إن لـ(السن أحكام). ـ هناك من يصور للاعب محمد نور من المقربين إليه جدا بأنه مازال قادراً على العطاء كما كان قبل أعوام وهو في عز شبابه، و(يزنون) في أذنه ليل نهار بعدم الاستسلام لمن ينادي بدعم توجه كانيدا والدخول معهم في (تحدي) ولو كان ذلك على حساب الكيان الكبير وسمعة لاعب كبير يجب أن تكون نهايته مع ناديه ومع الكرة نهاية سعيدة تتناسب مع تاريخه المضيء في معظمه بالتضحية والإنجاز، وللأسف الشديد نلاحظ في كثير من المواقف وبالذات في الآونة الأخيرة أن اللاعب بدأ يستجيب لتلك الأصوات (المضللة) بطريقة أعطت انطباعا بأنه يلعب تحت ضغوط (نفسية) كنتيجة حتمية لواقع غير متقبل له، ومؤثرات خارجية تنسجم مع غرور نجم كبير يعجز عن مقاومته. ـ أعلم علم اليقين أنه في فترة ماضية ظهر نفر من الاتحاديين رفعوا شعار الإحلال والتجديد، وكانت غايتهم الحقيقية خارجة تماما عن أهداف هذا الشعار بقدرما أن لهم موقف مرتبط بفكر مادي كان يعزف على وتره اللاعب، حيث ترصدوا له عبر محاولات عديدة، سعوا إلى إبعاده عن الاتحاد ليس كرها فيه إنما للحد من اطماعه، وفي الموسم الماضي بعدما تأكد لي صحة رؤيتهم انتقدته نقدا قاسيا حينما أصبح يساوم العميد ماديا وقد تحقق له ما يريد، وهذه واحدة من عيوبه التي عانت منها إدارات سابقة تتحمل هي جزءاً كبيراً من المسؤولية، ذلك لأنها هي التي فتحت له هذا الباب الذي كان من المفترض أن تغلقه وتمنعه من التمادي فيه حسب عقد يجب أن يلتزم بتنفيذ بنوده، إلا أنها طاوعته بدءا من دورة السلام وانتهاءً بالعرض القطري. ـ وحرصا على عدم دخول اللاعب في دوامة تحد قائم بين محبيه المضللين والمستنفعين من بقائه، ومن يسعون إلى إبعاده بصورة قاضية ومؤلمة له مثلما حدث للاعب الهلال سابقا (سامي الجابر) الذي اضطر إلى الاعتزال دون سابق إنذار بعدما أصبح (مجمدا) في دكة الاحتياط، وحصل له موقف لايحسد عليه في النهائي الشهير الذي حصد فيه الاتحاد بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، علما بأنني عبرهذا الهمس كتبت مرارا وتكرارا (ناصحا) له بأن لا يتعالى على حقيقة أن لـ(السن أحكام)، بحيث لايلعب أكثر من (ثلت) ساعة لكي لايفقد نجوميته ويحافظ على تاريخه مهما كانت المغريات الذاتية أو الجماهيرية، إلا أنه كان (عنيدا) مستمعا لمن حوله لإعلام (مضلل) له، ولهذا فإنني من نفس المنطلق أدعو اللاعب الكبير محمد نور بالاستجابة إلى نداء العقل من خلال الاعتراف بالواقع الذي هو فيه، وأن يكون هو صاحب (المبادرة) بدعم توجه المدرب وإلا أنه سيجد نفسه قريبا جدا في موقف لايحسد عليه، إذ سيواجه نفس مصير سامي الجابر.