يا شماتة أبلة (ظاظا) فيك
اطلعت وتابعت ردود أفعال البعض من العاملين في صحافتنا الورقية والإلكترونية حول ما جاء في الحلقة الأخيرة من برنامج (ديوانية آسيا) التي عرضت مساء الأحد الماضي على قناة (لاين سبورت) وكيف كان استثمارهم لخلاف واختلاف خرج في مضامينه عن (أدب) الحوار حيث تحولت عناوينهم في شكلها ومحتواها إلى (هيصة وزنبليطة) ناهيك عن صيغة كتابة مادة صحفية ليس الغاية منها (معالجة) لحالة أو ظاهرة جديدة برزت على مستوى إعلامنا الرياضي المرئي بقدر ما أنني من خلال لغة طرح (مفتعلة) ذكروني بمقولة كانت ترددها الفنانة (رجاء جداوي) للفنان الكوميدي (عادل إمام) في أحدى مسرحياته.. ياشماتة أبلة (ظاظا) فيك..
ـ نعم هكذا كانت قراءتي لكل من تناول ما دار بتلك الحلقة فقد كانت أبلة (ظاظا) موجودة من خلال القائمين على تلك الصحف (صورة وحرفا) وهي تضحك بأعلى صوتها وعلى طريقة الفنانة المصرية الراحلة (نعيمة الصغير) في فيلم (الشقة من حق الزوجة) عن طريق مشهد كوميدي عبرت من خلاله عن (شماتتها) تجاه زوج ابنتها حيث تصورت نفسي مكان الفنان (محمود عبدالعزيز) وأنا أقذف بملابس الغسيل في وجه زملاء لي في المجال الصحفي كانوا يقومون بدور أبلة (ظاظا) على أكمل وجه.
ـ كان من الممكن أن أتقبل ذلك الطرح من باب النصيحة والغيرة على المهنة ولمحبة تكشف معانيها (الصادقة) لو أن سجل أولئك (المتشفين) ناصع البياض ولم يقعوا في (أخطاء) وخيمة أكبر من لحظة انفعال وزلة لسان لم أكن راضيا عنها فلو رجعنا إلى (تاريخهم) الحديث في عالم الصحافة تحديدا ومن خلال حجم مناصب كبيرة يتقلدونها لقدمنا لهم نماذج (مخجلة) جدا لكثير من الصور (الفاضحة) التي سمحوا بنشرها وكما هائلا من الآراء التي طعنت في ذمم الآخرين وأهانتهم في كرامتهم ناهيك عن كشف عورات إخوان لهم عرقا ودما ودينا أمر الله بـ(الستر) عليهم إلا أنهم للأسف الشديد كانوا مثل (أبلة ظاظا) يقدمون عبر صحفهم (أبشع) أنواع وألوان الشماتة دون رادع ديني وخلقي يردعهم عن هذا العمل المشين.
ـ لن تأخذني العزة بالإثم (مكابرا) بأنني لم أخطيء فقد أخطأت أنا وزميلي الآخر ومقدم البرنامج كان له الدور الأكبر في تلك (المهزلة) لأنه ظل (متفرجا) على تجاوزات كان من المفترض عليه أن يتدخل ويضع لها حدا من البداية ولكن دعوني أسأل أولئك (الشامتين) أين ذهب العرف الإعلامي وغابت المباديء والقيم التي جاءت ضمن تغطيتهم و(تفننوا) في كتابتها (عنوانا ومضمونا) عندما تعرض نفس الزميل إلى وصفه بـ(......) لماذا التزمت أقلامكم وصحفكم (الصمت) أما أن (ضعفكم) منعكم من لغة دفاع مارستموها الآن ممثلين دور (البطولة) مؤلم جدا أن نرى صورة من صور (النفاق) الاجتماعي الذي يعاني منه مجتمعنا الإعلامي وفيه من ينادي بالمثالية والرقي ويدعو إلى الفضيلة بينما يتوارون كـ(الجبناء) حينما تضعهم في المواقف الصعبة على المحك تجدهم يهرولون (هربا) ولهروبهم أكثر من وجه وطريقة.
ـ هذا هو حال البشر ليسوا بملائكة معرضون للوقوع في الخطيئة وأنا وأنت مثلهم نصيب ونخطيء وما يحدث في الإعلام أشبه بما يحدث في ساحة كرة القدم وأيضا في كل من له علاقة بمنافسات يخوضها الإنسان في حياته فـ(الغيرة) جزء من لعبة نستمتع بها قد تكون مصدرا لنشر الخير أو الشر, وبواقعية أكثر لنتعامل مع معطياتها ومؤثراتها نحتاج لتطبيق الروح الرياضية إلى ميزة (التسامح) مع الذات ثم مع الآخر لنعبر نحو شواطيء الأمان وبذلك نضمن عدم تعرضنا إلى كتف غير قانوني أو عرقلة أو عنف بتهور يؤدي إلى استخدام البطاقات الملونة أو اتخاذ عقوبات تؤثر علينا معنويا وماديا.
فاللهم أجرنا من الوقوع في أخطاء وأوزار لا نقدر على تحمل تبعاتها واحمنا يا الله من (شماتة) أبلة (ظاظا) وأمثالها واهدنا ياحي يا قيوم إلى جادة الصواب.. اللهم آمين.