غياب الوطنية أم قلة وعي
من حقك كجمهور محب لمنتخب بلدك تفصح عما في نفسك ويدور في خلدك متفاعلا بصدق مع حب (وطن) يفرض عليك تشجيعه ودعمه بالطريقة التي تؤمن بأنها مناسبة لتحقيق إنجاز تأمل أن تكون عنصرا مشاركا في بلوغه ولكن هذا الحق لا يعطيك إقحام أنفك فيما لا يعنيك بـ (التدخل) في شؤون ليست من (اختصاصك) تثور وتعصب لأنها لم تتوافق مع قناعتك أو لعدم الاستجابة لها لتعلن عن تمردك في موقف تحاول (الانتقام) لذاتك نتيجة (اختلاف) في الرأي والرؤية فلا يمنعك ذلك من (المجاهرة) الوقحة بأنك لا تشجع المنتخب بسبب كذا وكذا وغير مهتم بمتابعته وتتمنى هزيمته.
ـ إنها ظاهرة خطيرة موجودة في مجتمعنا الرياضي عند البعض القليل نتيجة مواقف لها علاقة بالنادي المفضل والنجم المحبوب فإذا صدر قرار لم ينل استحسانك نحو نجمك بإبعاده عن قائمة تشكيلة الأخضر وظلم تحكيمي تعرض له ناديك أو قرار جائر صدر عبر لجان عاملة قلبت الحق باطلا والباطل حقا قمت بتحويل عدم رضاك لما حدث إلى حالة (غضب) وسخط لا حدود له يؤدي بك إلى (انفعال) بكلام فيه من (الغباء) لا (تخجل) بالحديث عنه وسط نفر من زملائك وأصدقائك وكأنك فخور مرتاح بهذا البوح الذي يستفز مشاعر من حولك وكل مواطن (مخلص) غيور على مصلحة وطنه مستغربا لما سمعه ساخرا من فكر أهوج أعوج تتحدث به.
ـ هذه الظاهرة (المرفوضة) ربما هناك من يعتبرني (مبالغا) في وجودها وهي للأسف الشديد أصبحت حقيقة وبدأت تتسلل في انتشارها عند قلة قليلة من الإعلاميين أيضا الذين يعتقدون أن في خسارة المنتخب (انتقاما) لحقائق كشفوا النقاب عنها تخص إداريا أو مدربا أو لاعبا إلا أن المسؤولين عن شؤون الأخضر لم يهتموا بها ولهذا تلاحظ أن في طروحات هؤلاء الإعلاميين في معمعة مشاركة المنتخب يسيرون بنفس الفكر الذي يدعم آراء سابقة عبروا عنها حيث لا (يفرقون) بين رأي تم طرحه في توقيت ليس له أي تأثير على معنويات اللاعبين ورأي خارج إطار التحليل الفني للمباراة يؤثر على مسيرة الفريق بالكامل ويضر به أضرارا شديدا.
ـ إن هذه الظاهرة قد تفسر أسبابها إلى غياب (الوطنية) عند هذا الجمهور وذلك الإعلامي بيمنا تفسيري لها هو قلة (وعي) بدورهما وبمفهوم (التخصص) حيث إن لكليهما دورا محددا يؤديانه في وقت يتطلب منهما القيام به وفق (مسؤولية) تحتم عليهم عدم تجاوزها فالجمهور الذي أصبح قادرا للتعبير عن رأيه عبر وسائل الاتصال الحديثة لا ينبغي له التخلي عن دوره في دعم منتخب بلاده بالحضور في الملعب والتشجيع فهذا (دوره) حسب (تخصص) ينفرد به له تأثيره الإيجابي المكمل للدور الذي يقوم به الإداري والمدرب والإعلامي فإن (قصر) في أداء هذا الدور فإنه يتحمل جزءا من مسؤولية الإخفاق وكذلك نفس الشيء بالنسبة للإعلامي عليه أدوار محددة حسب (تخصص) يسمح له بحق التعبير عن رأيه وتوجيه النقد ولكن يجب أن يحسن اختيار (التوقيت) على اعتبار أنه جزء لا يتجزأ من سلاح (المعركة) فلا ينجرف وراء أهوائه وآرائه الشخصية في وقت الكل يجب أن يكون في خندق واحد لدعم المنتخب في معركة حاسمة لمباراة مهمة وبطولة مصيرية.
ـ محاضرة (توعية) أتمنى أن تؤتي ثمارها في مرحلة (انتقالية) للأخضر عبر أدوار وتخصصات مفروض استخداماتها جماهيريا وإعلاميا في مكان يجب الاهتمام بالتواجد فيه وزمن لابد أن نرمي وراء ظهورنا قناعتنا الشخصية وبناء على ذلك أقول إن منتخبنا سيواجه منتخبا (شرسا) وما قدمه أمام تايلند ما هي إلا (خدعة) يجب التنبه لها والحذر منها.