طفشنا من (غش)طاش الغشاش
ليسمح لي الفنانان القديران عبدالله السدحان وناصر القصبي اللذان كنت من أوائل المحتفين ببداية ظهورهما كموهبتين في مجال التمثيل قبل حوالي (26) عاما حينما كانا يظهران لنا مع زملاء آخرين في (اسكتشات) خفيفة كوميدية في برنامح أسبوعي عنوانه (أوراق ملونة) يقدمه الزميل (سلامة الزيد) أن أوجه لهما نقدا كنت ناويا توجيهه لهما منذ ثلاثة أعوام إلا أنني ترددت طويلا على أمل أن يأتي تغير في العام الذي يليه وذلك فيما يخص المسلسل الذي يشاركان بالتمثيل فيه سنويا (طاش) حيث يبدو لي أن محبة المشاهدين لهما والشعبية الجماهيرية التي حصلا عليها وضمان تجديد العقد معهما من قبل الشركة المنتجة جعلتهما غير (مباليين) بما يقدمانه إذ بات المسلسل من الحلقة الخامسة وحتى نهاية الشهر (مملا) جدا لأن المادة الدرامية للمسلسل تدور في فلك أفكار لا (جديد) فيها تغوص في قضايا اجتماعية (هامشية) عبر شخصيات (مكررة) قدمت كثيرا (صورة طبق الأصل) منذ بداية ظهور هذا المسلسل بما يدل على عدم (احترامهما) لمشاهد يتأمل منهما (الجديد) مع إطلالتهما السنوية في شهر رمضان المبارك على الشاشة والأجمل والأحلى والأكمل .
ـ الملاحظ أن المسلسل انتهج منذ بداية ظهوره في التلفزيون السعودي ثم في قناة الـ (mbc) الفضائية نهجا يسير على (وتيرة) واحدة من حيث المادة الدرامية التي تقدم كفكرة تطرح في قالب (كوميدي) حتى من ناحية أسلوب (المعالجة) للنص الدرامي والسبب يعود إلى الالتزام بشخصيات تسهل على المؤلف مهمة كتابة النص ولا ترهق المخرج أيضا على بذل جهد إضافي يريحه من البحث عن ديكورات إضافية بما يساعد على (تخفيض) تكلفة الإنتاج من جميع النواحي تأليفا وتصويرا وإخراجا ولعل أكبر دليل يؤكد صحة هذه الرؤية انه على الرغم من أن هذا المسلسل تعاقب على مهمة إخراجه (ثلاثة) مخرجين إلا أن هناك إصرارا (عجيبا) بالاحتفاظ على (كركتر) نفس الشخصيات والاكتفاء بتركيب دور يتناسب مع قصة حدث (متلملم أي كلام) لا يختلف لا في سيناريو ولا الحبكة الدرامية عن الأدوار السابقة لدرجة تدعوك إلى القول إن بطلا هذا المسلسل يحلوا لهما (غش) المشاهد والضحك عليه.
ـ في كل عام يركز (ناصر وعبدالله) على اختيار ثلاثة إلى خمسة قضايا اجتماعية حساسة يعلمان أنها ستثير جدلا إعلاميا لحساسية الموضوع المطروح والنقد اللاذع الموجه للأطراف المعنية به وهذا أصبح يمثل لهما نجاحا كافيا يغطي تماما على (فشل) بقية الحلقات وعملا (روتينيا) تعود المشاهد عليه في ظل غياب الصحافة الفنية عن النقد الذي كانت تقدمه للارتقاء بالأعمال الدرامية..
حيث أن ما تنشره اليوم لا يخرج عن إطار مادة خبرية إلى جانب استطلاع آراء المشاهدين بالعمل في جزء يسير منه يسلط الضوء على الفكرة والحدث ولحلقات محددة.. ولا أبالغ إن قلت إنه لا يوجد فرق بين المشاهد العادي والناقد المتخصص فكلاهما أصبح (مضحوكا) عليه والشركة المنتجة (تقبل) بأي شيء يغطي المساحة الزمنية للمسلسل ويحقق ربحا ماديا من خلال (الإعلانات) التي تشكل هي الأخرى عبئا على المشاهد عبر انتظار يفقده المتابعة والمتعة ويسبب له حالة من (الملل) من كثرتها.
ـ إنني اقترح على المخرج السابق لمسلسل طاش ماطاش (عامر حمود) بدلا من تقديم شكواه السنوية حول حقوقه المادية لسرقة مسمى المسلسل أن يتقدم بشكوى ضد السدحان والقصبي لأنهما لم يحافظا على النجاح الذي كان عليه المسلسل ومطالبته بتغيير مسماه إلى (غاش ماغاش) تأكيدا لحالة (الغش) السنوي الذي يظهر عليه هذا المسلسل.
ـ بصراحة طفشنا ومللنا وزهقنا من هذا العبث والغش ولابد للشركة المنتجة والسدحان والقصبي أن يدركوا جميعا هذه الحقيقة التي أدت إلى إضعاف الإقبال على مشاهدة المسلسل حيث أصبح مسلسل (سكتم بكتم) هو الأكثر متابعة ويلقى إقبالا أفضل بكثير من (طاش الغشاش) والحق يقال إن القناة الأولى السعودية في هذا العام (سحبت البساط) تماما من تحت قدم قناة الـ (mbc) والسبب الممثل (المخلص) لفنه والمقدر لجمهوره (فايز المالكي) ولغرور وجشع عبدالله وناصر.