2011-08-24 | 18:00 مقالات

انطباعات (صحفي) زائر‎

مشاركة الخبر      

في مساء يوم الجمعة الماضي كنت في ضيافة بعض من أهالي محافظة المجادرة وهي محافظة تابعة لمنطقة عسير، عدد سكانها ما يقارب 130 ألف نسمة، وذلك بناءً على دعوة وجهت لي من قبل اللجنة المنظمة لدورة رمضانية في كرة القدم تحت مسمى دورة (الوطن) التي تكفلت بدعمها شركة (زين) للاتصالات، وذلك لحضور المباراة النهائية التي أقيمت على شرف محافظ محافظة المجاردة عايض عبده الشهري والذي كان لي حديث معه أثناء جلوسي بجواره في المنصة حول ما سمعته عن معاناة الشباب.
لعدم وجود نادٍ واحد يلبي احتياجاتهم ويساهم في شغل فراغهم من خلال أندية أو مراكز تستوعب مواهبهم وإبداعاتهم، ولعل لعبة كرة القدم واحدة من الهوايات المحببة التي من الممكن (احتواؤهم) لو وفرت لهم ملاعب تنشأ تحت مظلة نادٍ تابع بصفة رسمية للرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ـ الإجابة كانت بالنسبة لي (صدمة) كبيرة حيث إن هناك عدة مطالب من خلال خطابات رسمية أرسلت لكل الجهات المعنية وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدأت منذ عام 1396 هجري ولجان (تجي وتروح) تقدم الوعود تلو الوعود بالموافقة على إنشاء نادي (الفاروق) حسب الاسم المقترح المقدم من المحافظة إلا أن الأيام تمر ومعها الأعوام والوضع، كما هو لم يتغير حتى وصل الأمر بأمانة المحافظة بعد أصيبت بخيبة أمل وإحباط إلى إلغاء المخطط الذي كان مقرراً إنشاء النادي عليه.
ـ حقيقة لا أعرف ما هي الأسباب التي أدت إلى كل هذه المماطلة التي بإمكاني إيجاد مبرر لها لو جاء الرد من هذه اللجان مبنياً على شروط لابد من تنفيذها قبل الموافقة على إنشاء نادي لم يتم التقيد بها وبطبيعة الحال لن أفتي من عندي فيما ليس به من علم، ولكن مثل هذه المعوقات التي تمنع تحقيق رغبات هؤلاء الشباب أسوة بشباب مدن أخرى إلا يدل على وجود الكثير من المدن الصغيرة في مملكتنا الحبية لا تتوفر فيها أندية ومراكز تهتم برعاية الشباب ليمارسوا هواياتهم في منشآت رياضية تحتوي على ملاعب يلعبون ويقضون أوقات فراغهم فيها وبالتالي المساهمة في صقل مواهبهم.
ـ هذه محافظة واحدة فكم من المحافظات التي من المفترض أن يلقى شبابها كل الرعاية والاهتمام من حكومتنا الرشيدة الحريصة دائماً على تسخير كافة إمكاناتها لخدمة أبنائها من الشباب مع يقيني أن (ولاة الأمر) لا يألون جهداً في خدمة هذه الشريحة المهمة في مجتمعنا متى ما علموا بذلك وإن كان هناك من يخفي هذه المعاناة لأسباب لا يعلم بها إلا الله، وبالتالي تصبح مثل هذه المعاناة صورة معلقة لمسؤولين يتحملون وزر تقصير أشخاص لم يكونوا على قدر الثقة التي وضعت فيهم.
ـ لهذا أتمنى من الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب تشكيل لجنة تقوم بجولة لجميع مدن وقرى المملكة تضم فريق إعلامي تابع للرئاسة العامة يتولى مهمة تصوير وتسجيل هذه الجولات بكل ما فيها من زيارات واجتماعات لتقدم له تقرير عن كل زيارة، والأجمل لو أن الوقت يسمح للأمير نواف شخصياً القيام بهذه الجولات ليشاهد حقائق مهمة عن شباب يحتاج إلى رعاية من الجهة المسؤولة والمكلفة برعاية الشباب في كل بقعة من بقاع مملكتنا الحبيبة.
ـ في الختام أوجه خالص شكري لكل أعضاء فريق العمل الذي اهتم بإقامة هذه الدورة وأخص بالذكر المشرف العام على الدورة محمد علي زهيري الشهري ورئيس الدورة عامر زاهر الشهري ونائبه سالم سعود الشهري، حيث كانت فرصة جيدة بالنسبة لي للاطلاع على واقع مؤلم جداً مخفي على من لهم علاقة بالإعلام الرياضي.. والله المستعان.